رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تهدد 70 محصولا وتبيض في الموصلات.. هل تتضرر مصر من «ذبابة الفانوس»؟

أرشيفية
أرشيفية

أثارت دراسة أمريكية بعضًا من القلق بما حذرت منه وهو تأثير انتشار ما يعرف بـ"ذبابة الفانوس" مع بداية فصل الربيع، موضحة أنها تتسبب في إحداث أضرار كبيرة للمحاصيل الزراعية، وما سيسببه ذلك من أضرار اقتصادية بالغة، إذ أنها تتغذى بشكل أساسى على أشجار البلوط والجوز في الغابات، بالإضافة إلى محاصيل الثمار مثل العنب واللوز وبساتين الفاكهة.

الدراسة التي أجرتها جامعة "ديلاور" الأمريكية، ونشرت في مجلة "ناتشر"، ذكرت أن حشرات ذبابة الفانوس المنقط أو المرقطة تنتشر سريعًا عن طريق وسائل النقل التي يستخدمها الإنسان من منطقة إلى أخرى، موضحة أن بداية انتشارها كان عام 2014 في أكثر من 100 مقاطعة في عشر ولايات أمريكية مما تسبب في ضرر بالغ للمحاصيل آنذاك.

كما أوضحت تلك الدراسة أيضًا أن هذه الحشرات تتخذ من وسائل النقل مثل القطارات والسيارات والشاحنات، موائل للبيض الخاص بها، مطالبة بتتبع وسائل النقل التي يستخدمها الإنسان لمعرفة وسائل انتشار هذه الحشرات بهذا الشكل السريع إذ يمكن التخلص من البيض الخاص بها قبل اكتمال نموه وانتشار الحشرات من مكان إلى آخر.

كذلك أشارت الدراسة إلى أن بداية وضع البيض لهذه الحشرات يكون مع فصل الربيع ويكون اكتمال نمو الحشرات البالغة في الفترة من شهر يونيو وحتى شهر سبتمبر، مشيرة إلى أن الحشرات تمر بأربع مراحل للنمو خلال هذه الأشهر من السنة والتي يكثر فيها تنقل الناس خلال أشهر الصيف مما يساعد على سرعة انتشارها.

وذبابة الفانوس المنقطة أو كما يُطلق عليها موطنها الأصلي الصين وكورويا الجنوبية، وتم اكتشافها لأول مرة في ولاية بنسلفانيا في سبتمبر 2014، و تتغذى ذبابة الفانوس المرقطة على مجموعة واسعة من أشجار الفاكهة وأشجار الزينة والأخشاب، كما يمكن أن تنتشر تلك الحشرة لمسافات طويلة بواسطة الأشخاص الذين ينقلون المواد المصابة أو العناصر التي تحتوي على كتل البيض.

وبحسب موقع وزارة الزراعة الأمريكية تشكل هذه الحشرة، التي يعد موطنها الأصلي الصين وكوريا الجنوبية، خطراً كبيراً على أكثر من 70 نوعاً من النباتات، بما في ذلك أشجار الفاكهة والخضروات. 

 

ولكن السؤال هنا هل تهدد هذه الحشرات المحاصيل الزراعية في مصر ؟

حسب تصريح الدكتور حسن ضاحي أستاذ علم الحشرات بالمركز القومي للبحوث الزراعية لـ"الدستور" فإن هذه الحشرات غير معروفة على الإطلاق في مصر، وبالتالي هي لا تنتشر إلا في عدة دول مثل الولايات المتحدة، موضحًا أن ذلك يرجع إلى ملائمة مناخ هذه المناطق مع البيئة التي تحتاج العيش فيها، لذا فحسب وصفه لا يوجد أي ضرر على مصر من هذه الحشرات.

من جهة أخرى لفت حسن إلى أن ذلك لا ينفي أنه مع دخول فصل الربيع تكثر جميع الآفات التي تهاجم المحاصيل الزراعية، موضحًا أن ذلك هو موسم نشاطها.

وعن أكثر الآفات ضررًا على الأرض الزراعية والمحاصيل أكد أستاذ علم الحشرات بالمركز القومي للبحوث الزراعية أن جميع الآفات قد تصل إلى درجة خطيرة من تهديد  الأراضي الزراعية، وذلك في حال أهمل الفلاح أرضه ولم يتبع الإجراءات السليمة منذ زراعتها حتى الحصاد، مرورًا باستخدام التقاوي والمبيدات المسموح بها وبالكميات التي حددتها وزارة الزراعة.

    

يُذكر أنه بعام 2020 أمرت سلطات ولاية نيوجيرسي بتطبيق حجر صحي جديد في الولاية بسبب ذبابة «الفانوس المرقط» أو الفانوس مما زاد القيود المفروضة حينها أصلًا بسبب فيروس كورونا.

وطبقت سلطات الولاية الأمريكية وقتها قوانين الحجر الصحي لـ8 مقاطعات بسبب تلك الحشرة الغريبة.

وحث المسؤولون في الساحل الشرقي من ولاية نيوجيرسى حينها  المواطنين على «البحث على هذا النوع من الحشرات وقتلها على الفور إذا لزم الأمر».

كما أكدت السلطات في ولاية "نيوجيرسى"، أن الحشرة تعتمد على النشاط البشري في تنقلها لأنها لا تستطيع الطيران لمسافات بعيدة، مما تسبب في نشرها ذعرًا بين السكان خشية أن يغزوهم وباء جديد، كما قال أحد المسؤولين، في بيان: «تشكل هذه الذبابة تهديدًا مقلقا للبيئة والزراعة في ولاية نيويورك".

وتابعت في بيان رسمي: «نناشد المواطنين فحص سياراتهم ووسائل التنقل الخاصة بهم وتدمير بيوض الحشرة وقتلها في كل مكان كلما كان هذا ممكنًا للحد من انتشارها.

ووفقَا لموقع وزارة الزراعة الأمريكية، إذا سمح لهذه الآفة بالانتشار في الولايات المتحدة، فقد تؤثر بشكل خطير على صناعات العنب والبساتين وقطع الأشجار في البلاد.