رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«المركز الأشعرى» يعقد لقاءً تثقيفيًا لوعاظ وواعظات الأزهر ومدرسى المعاهد الأزهرية بالغردقة

جانب من اللقاء
جانب من اللقاء

عقد مركز الإمام الأشعري بالأزهر الشريف لقاءً تثقيفيا لوعاظ وواعظات الأزهر الشريف ومدرسي المعاهد الأزهرية بمدينة الغردقة، لمناقشة مجموعة من القضايا المستحدثة وكيفية التعامل معها من واقع المنهج الأشعري.

وحاضر في اللقاء الدكتور عبد الفتاح العواري، رئيس المركز، والدكتور يسري جعفر نائب رئيس المركز، حيث ناقش المحاضرون مجموعة من المحاور المهمة المتعلقة بالمنهج الدعوي للوعاظ والواعظات، والمنهج العلمي والتعليمي للعاملين بالمعاهد الأزهرية بما يحقق الدراية الكافية بالواقع المتغير، والكشف عن المفاهيم الخاطئة التي تروجها التيارات المتشددة والحداثية الجديدة.

وكان الدكتور عبد الفتاح العواري، العميد الأسبق لكلية أصول الدين جامعة الأزهر بالقاهرة، ألقى خطبة الجمعة اليوم بالجامع الأزهر الشريف، وكان موضوعها عن "الأمانة"، حيث أكد أنَّ نفحات الله سبحانه وعطاياه لعباده أكثر من أن يحصيها عبدٌ، فالله سبحانه وتعالى صاحب الفضل العظيم لقوله تعالى: ﴿ذَٰلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ ۚ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ﴾، ولكن هذه المنح والعطايا تتطلب من العبد أن يتحلى بالأمانة في أدائها والقيام بها، فكل عمل لا تُراعَى فيه أمانة أدائه يكون عملًا هشًا غير متقن يخلو من الإخلاص ويكون أقرب إلى النفاق.

وتابع عميد أصول الدين الأسبق أنَّ النبي ﷺ بيّن ذلك في قوله ﷺ:(لا إيمانَ لمن لا أمانةَ له، ولا دينَ لمن لا عهدَ له)، وقوله ﷺ: (آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان)، لافتا إلى أن الحث على الأمانة بدا جليا في القرآن الكريم فقال الحق سبحانه: ﴿الَّذِينَ يُوفُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَلَا يَنقُضُونَ ﴾، وقال: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ﴾، وقال أيضا: ﴿الَّذِينَ يُوفُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَلَا يَنقُضُونَ الْمِيثَاقَ﴾.

وبيّن الدكتور العواري أنَّ العبادات جميعها تحتاج من المرء أن يكون أمينا؛ ففي تفسير قوله سبحانه: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ﴾، يقولون إنَّ هذه الآية تجمع الأمانات كلها  في تناول أحكام الشرع، فلا تقتصر على الودائع والأموال فحسب، بل تناولت العبادات أيضا، فالصلاة والزكاة والحج وغيرها من العبادات تتطلب الأمانة، فمن قصر في أداء العبادة ولم يفي بشروطها وسننها وواجباتها وفرائضها كان خائنا لله ورسوله، فقد استعاذ النبي ﷺ من الخيانة فقال: (اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْجُوعِ؛ فَإِنَّهُ بِئْسَ الضَّجِيعُ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ الْخِيَانَةِ؛ فَإِنَّهَا بِئْسَتِ الْبِطَانَةُ).