رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الشاعر محمد بغدادي: «رباعيات جاهين» تعد اكتشاف جديد لقدرات العامية في التعبير

خلال مناقشة رباعيات
خلال مناقشة رباعيات جاهين

الشاعر محمد بغدادي: "رباعيات جاهين" تعد اكتشاف جديد لقدرات العامية في التعبير، جاء ذلك في ندوة “رباعيات جاهين”، بمعرض القاهرة الدولي للكتاب.

وأوضح “بغدادي”: إذا كانت رباعيات جاهين على مستوى اللغة تعد اكتشافًا جديدًا لقدرات وإمكانيات اللغة العامية في التعبير، فإنها من جهة أخرى تعد تطويرًا وتحديثًا لفن فلكلوري وشعبي راسخ في وجدان الشعوب، وهو فن الموال.

فوحدة الموال الشعبي المتكاملة فنياً والمستقلة موضوعياً لم تكن يومًا ما غائبة عن المشهد الشعري، فهي حاضرة دائما وبقوة ولكن عبقرية صلاح جاهين مكنته من إعادة اكتشافها من جديد، ويضيف إليها أبعادًا إنسانية وفلسفية وفنية جديدة، وحملها مضامين وأفكار فلسفية رفيعة المستوى شديدة الرقي، ووضعها جنباً إلى جنب مع رباعيات الخيام التي ترجمها أحمد رامي عن الفارسية بكل زخمها وتألقها.

ماذا قال صلاح عبد الصبور عن رباعيات جاهين؟

وأضاف “بغدادي”: عندما طبعت رباعيات جاهين عام 1962 أقيمت ندوة لها حضرها الشاعر الكبير صلاح عبد الصبور، فلما سمع الرباعية التي تقول: نظرت للملكوت كثيرًا وانشغلت.. إلخ، فقال عبد الصبور في نهاية الندوة: “هذه ليست عامية، كل ما في الأمر أنها مكتوبة ببعض الألفاظ العامية، لكن معظمها ألفاظا فصحي مسكنة”. 

وشدد “بغدادي” على: “وبالطبع هذه شهادة تحسب لصالح عامية رباعيات جاهين، من زاوية اللغة والصياغة، فقد فقد نجح جاهين في رباعياته أن يكشف عن الطاقات اللغوية العالية في اللغة العامية ويبرز قدرتها الفائقة على التعبير، وساعد على ذلك اختيار جاهين لموضوعات وقضايا الرباعيات والتي تضمنت فلسفته الخاصة في الحياة”.

حكاية آدم حنين مع رباعيات جاهين

ولفت “بغدادي” إلى أن: الرسومات المصاحبة للرباعيات الأولى، فكان يرسمها الفنان الكبير “صمويل هنري”، أحد رسامي مجلة صباح الخير العظماء في عهودها الأولى، والذي هو نفسه المثال العظيم “آدم حنين” قبل أن يغادرنا ويهاجر إلي فرنسا ويعود في نهاية الثمانينيات ويرمم تمثال أبو الهول، ويواصل بقائه في مصر مؤسسًا سمبوزيوم أسوان للنحت.

وعلاقة صمويل هنري أو آدم حنين بالرباعيات وكيف يرسمها له، ملابسات جديرة بالذكر والإشارة. فقد بدأ جاهين كتابة الرباعيات وعمره 29 عامًا وكان منذ وقت مبكر يبحث عن إجابات لكثير من الأسئلة الغامضة والمحيرة ذات الطابع الفلسفي العميق، التي تتعلق بماهية الحياة والموت والمصير والخير والشر والحب والكره، ومجموعة من الرؤي والقيم النبيلة والأفكار الوجودية والتي كان جاهين يريد أن يطرحها على نفسه أولا وعلي الناس ثانيا، وكأنه يسعى إلى تأسيس مشروعه الشعري ورؤاه الإنسانية بشكل خاص، وذلك على المستوى الفني أو المستوى الفلسفي.