رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

قليل من التفاؤل

سألني صديق عزيز، والهلع يملأ قسمات وجهه.. ما هي رؤيتك في المستقبل القريب؟ هل تنصحني بأن أستمع لنصيحة ابني الشاب وأترك بلدي وممتلكاتي وأجمل ذكرياتي وأهاجر؟ هل تنصحني بسحب أموالي من البنوك لاحتمال أن تتحول مصر إلى لبنان جديد وتستولى البنوك على مدخراتنا وشقاء عمرنا؟ هل أطرح ممتلكاتي للبيع وألملم أوراقي وأبدأ حياة جديدة في بلد آخر خليجي أو أوروبي؟
أنا أثق في رؤيتك وتحليلاتك.. بالله عليك أصدقني القول.
قلت له وأنا أحاول إزالة تلك الهواجس التي تكاد تعصف به: يا صديق العمر مهلًا واستعد من فضلك رباطة جأشك وصبرك ولنفكر سويًا بهدوء.
مصر لن تكون أبدًا كلبنان.. لبنان لم يعان شعبه عبر تاريخه حروبًا ضارية ضحاياها بمئات الألوف، ولا تعرض لمجاعات وأوبئة كالطاعون كالتي تعرضت لها مصر وانتفضت بعدها وعادت أقوى مما كانت، لبنان يا صديقي الحرب الوحيدة التي دارت داخل أراضيه كانت بين حزب الله وإسرائيل في ٢٠٠٦ ولم يشارك فيها الجيش اللبناني، ورغم ذلك دمرت بيروت تمامًا.. لبنان معظم أبنائه هاجروا لكل بقاع العالم وتركوه للملاجئ الفلسطينية والسورية.. شتان الفارق بين مصر ولبنان.
لا تكن يا عزيزي كمن باع منزله لمجرد رؤيته حشرة منزلية كالصرصور في مطبخه.. ثق في رئيسك وفي جيش بلادك.. الأزمات تملأ العالم كله وبلدك ما زال الأقوى بين جيرانه العرب.. أهلك لم تشردهم الحروب ولم يسكنوا المخيمات ولم يتعرضوا لمجاعات في الشتاء القارس.. احمد ربك على كل ما أنعم وينعم به عليك.
اعلم أن قوى الشر تستميت لتزرع في نفسك اليأس والمرارة وتضخم لك كل خبر سيئ.. كن صلبًا ولا تيأس، فالمر كله سوف يمر.. ومصرنا محفوظة من الله سبحانه وتعالى.
تفاءلوا بالخير تجدوه