رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

قطاع الآثار فى 2022.. نشاط ملحوظ واكتشافات متميزة

آثار
آثار

نشاط ملحوظ شهده قطاع الآثار خلال العام المنصرم 2022، تميز بالعديد من الاكتشافات الأثرية المهمة في كل أنحاء مصر، إضافة إلى المشاركة في فعاليات كبرى داخل وخارج مصر.

وخلال عام 2022، شهد قطاع الآثار أيضًا تغيير وزير السياحة والآثار، بتعيين الوزير أحمد عيسى خلفًا للدكتور خالد العناني في شهر أغسطس الماضي.

وجاء المتحف المصري الكبير، على رأس اهتمامات وزارة السياحة والآثار خلال العام 2022، حيث عقد الوزير اجتماعات دورية لمتابعة الأعمال الجارية في المتحف والتي انتهت بنسبة 99%، وصار قاب قوسين أو أدنى من الافتتاح في حدث ينتظره كل المهتمين بالآثار المصرية في العالم أجمع.

وحصل المتحف المصري الكبير خلال 2022 على الشهادة الذهبية للبناء الأخضر والاستدامة وفقًا لنظام الهرم الأخضر المصري.

كما وافق مجلس الوزراء على قواعد التصوير الشخصي في الأماكن العامة للمصريين والأجانب المقيمين والسائحين، حيث تمت الموافقة على أن يكون التصوير الشخصي بكل أنواع كاميرات التصوير الفوتوغرافي التقليدية أو الرقمية والفيديو مجانًا ودون اشتراط الحصول على أي تصاريح مسبقة.

وساهم هذا القرار في التسهيل على السائحين وزيادة إقبالهم على المناطق الأثرية والمتاحف المختلفة.
ووافق مجلس إدارة المجلس الأعلى للآثار خلال العام 2022 على معاملة الزائرين الأفارقة معاملة المصريين بالنسبة لأسعار تذاكر دخول المتاحف والمواقع الأثرية، في خطوة تهدف لزيادة عدد السائحين الأفارقة وتشجيعهم على زيارة مصر.

وخلال العام 2022، شهد عدد من المواقع الآثرية والمتاحف تفعيل التذاكر الإلكترونية، ومن تلك المواقع (منطقة أهرامات الجيزة – المتحف المصرى بالتحرير – المتحف القومى للحضارة المصرية- معابد الأقصر والكرنك والدير البحري- وادي الملوك- متحف شرم الشيخ ومتحف الغردقة).

وبالنسبة للمجلس الأعلى للآثار فقد تمت الموافقة على تثبيت ٣٢٦٩ متعاقدًا، مع إرجاء ٥٩١ لمزيد من الدراسة، كما أصدر أحمد عيسى وزير السياحة والآثار قرارًا باعتماد الهيكل التنظيمي للمجلس الأعلى للآثار عقب الانتهاء من تحديثه.

وبلغت ميزانية المجلس الأعلى للآثار خلال العام المالي 2021 – 2022 ، نحو 3.1 مليار جنيه، تم صرفها على الاكتشافات الجديدة والبعثات الآثرية والترميم والصيانة في مختلف المتاحف والمواقع الأثرية.

وفي أبريل 2022، احتفل المتحف القومي للحضارة المصرية بمرور عام على افتتاحه، حيث تم بهذه المناسبة افتتاح قاعة النسيج بالمتحف.

وعلى مدار العام، استضاف المتحف القومي للحضارة المصرية عشرات المسئولين من مختلف دول العالم الذين قاموا بزيارة مصر سواء في زيارات خاصة أو زيارات عمل، أو على هامش مشاركتهم في الفعاليات المختلفة التي استضافتها مصر على مدار العام في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والفنية والرياضية.

وفي مارس الماضي، اختتمت مصر مشاركتها في معرض إكسبو دبي، والذي كان يتصدر الجناح المصري فيه التابوت الأثري للكاهن "بسماتيك با دي آوزير" بالإضافة إلى ٥ مستنسخات أثرية تمثل ٤ نماذج من كنوز الملك توت عنخ آمون ونموذج لتمثال للآلهة ماعت، بالإضافة إلى مجموعة من الصور والأفلام الترويجية للأماكن الأثرية والمنتجعات السياحية ومشروع المتحف المصري الكبير.
كما تصدر الجناح المصري لوحات دعائية سياحية وتصميمات ورسومات ذات الطابع المصري القديم ورموز الكتابة الهيروغليفية داخل وخارج الجناح لضمان إبراز هوية مصر التاريخية والسياحية، فضلًا عن اختيار ألوان وتصميمات تجمع بين عراقة الماضي وتطور الحاضر واستشراف المستقبل.

وفي 22 فبراير الماضي أقامت وزارة السياحة والآثار احتفالية كبرى بمناسبة تعامد الشمس على وجه تمثال رمسيس الثاني لكون الأمر يتعلق بتاريخ مميز هذا العام 22-2-2022.

وفي ديسمبر الجاري، شهد أكثر من ألف سائح مصري وأجنبي ظاهرة شروق الشمس على محور معابد الكرنك، في الأقصى.

وللتسهيل على السائحين، شهدت عدة مناطق أثرين خلال العام المنصرم بدء تشغيل سيارات كهربائية تعمل بالطاقة صديقة للبيئة لنقل الزائرين، ومن بين هذه المناطق وادي الملوك والدير البحري بالبر الغربي بالأقصر.

وخلال العام 2022، شهدت مصر العديد من الاكتشافات الأثرية المهمة، منها ما توصلت إليه البعثة الأثرية المصرية العاملة بمنطقة وادي النصب بجنوب سيناء، من الكشف عن بقايا مبنى كان يستخدم كمقر لقائد بعثات التعدين المصرية بسيناء خلال عصر الدولة الوسطى، وذلك ضمن مشروع تنمية سيناء 2021-2022.

كما نجحت البعثة الأثرية المصرية الإيطالية المشتركة العاملة فى محيط ضريح الأغاخان بمنطقة غرب أسوان برئاسة الدكتورة باتريسيا بياسينتينى أستاذة علم المصريات بجامعة ميلانو، فى الكشف عن مقبرة أثرية جديدة محفورة فى الصخر تعود للعصر اليوناني الروماني، وذلك من خلال عمل البعثة خلال موسم الحفائر الماضي.

وعثرت البعثة الأثرية المصرية العاملة بمعبد الأقصر على مجموعة من الآثار الملكية الهامة، من بينها لوحة جنائزية من الجرانيت الأسود ترجع لعصر الدولة الحديثة، ومائدة قرابين ترجع للعصر الروماني، وذلك أثناء أعمال الحفائر الأثرية بالمنطقة الواقعة بحرم المعبد والتي بدأت فور أعمال إزالة منزل توفيق أندراوس الملاصق لمعبد الأقصر.

وكان الاكتشاف الأضخم خلال عام 2022 هو اكتشاف 5 مقابر أثرية بمنطقة سقارة، باعتبارها من أعمال حفائر البعثة الأثرية المصرية العاملة بالمنطقة الواقعة شمال غرب هرم الملك "مرنرع" بسقارة التي يرأسها.

ويتضمن الكشف الأثري 5 مقابر منقوشة من عصري الدولة القديمة والانتقال الأول، بداخلها العديد من الدفنات واللقى الأثرية.

وتم كذلك افتتاح جزء من مبنى حصن بابليون بمجمع الأديان بمصر القديمة للزيارة، وذلك بعد الانتهاء من المرحلة الأولى من أعمال ترميمه، كما انتهى المجلس الأعلى للآثار، بالتعاون مع وزارة الأوقاف، من أعمال ترميم جامع عبدالله عاصي بمدينة المحلة الكبرى بمحافظة الغربية، وذلك في إطار خطة الوزارة للحفاظ على الآثار المصرية العريقة.

ونجحت البعثة الأثرية المصرية العاملة بموقع تل الفرما (بيلوزيوم) بمنطقة آثار شمال سيناء، في الكشف عن بقايا معبد للإله زيوس كاسيوس، وذلك أثناء أعمال الحفائر التي تجريها البعثة بالموقع ضمن مشروع تنمية سيناء للعام 2021-2022.

وشهد العام 2022، نجاح البعثة الأثرية المصرية العاملة بمنطقة جبل الهريدي بسوهاج والتابعة للمجلس الأعلى للآثار في الكشف عن إحدى نقاط التفتيش والمراقبة من عصر الملك بطليموس الثالث.
كما قامت البعثة باستكمال أعمال الحفائر الخاصة بالكشف عن بقايا المعبد البطلمي والذي نجحت بعثات المجلس الأعلى للآثار في الكشف عن أجزاء منه خلال مواسم حفائر سابقة في أوائل ألفينيات القرن الحالي.

وفي معبد إسنا نجحت البعثة الأثرية المصرية الألمانية المشتركة إسنا في الكشف عن النقوش والصور والألوان الموجودة على أسقف وجدران المعبد لأول مرة، وذلك بعد الانتهاء من أعمال ترميمها وتنظيفها ضمن مشروع ترميم المعبد.

كما نجحت البعثة الأثرية المصرية العاملة بجبانة الحيوانات المقدسة (البوباسطيون) بمنطقة آثار سقارة في الكشف عن أول وأكبر خبيئة بالموقع تعود إلى العصر المتأخر، وذلك أثناء أعمال موسم الحفائر الرابع للبعثة.

وقامت البعثة الأثرية المصرية الألمانية المشتركة والعاملة بمنطقة المطرية بالقاهرة بالكشف عن كتل حجرية من الجرانيت من عصر الملك خوفو بمعبد الشمس، بالإضافة إلى أساسات فناء المعبد والذي يعود لعصر الدولة الحديثة وعدد من التماثيل والمذابح، وذلك أثناء استكمال حفائرها في الجانب الغربي من المتحف المفتوح بمسلة الملك سنوسرت الأول بالمطرية.

وخلال العام المنصرم بدأ المجلس الأعلى للآثار في مشروع ترميم وتطوير عدد من مقابر النبلاء وقبة الهواء بأسوان، وذلك تمهيدًا لفتحها للزيارة خلال الفترة القليلة القادمة.

كما عثرت البعثة الأثرية التابعة للمعهد التشيكى لعلم المصريات، كلية الآداب، جامعة تشارلز على مقبرة واح-إيب-رع مرى نيت والتى يمكن تأريخها للفترة خلال أواخر الأسرة 26 وأوائل الأسرة 27.

وقامت البعثة الأثرية الإيطالية البولندية المشتركة والعاملة بمعبد الملك "نى وسررع" بأبوغراب شمال أبوصير، بالكشف عن بقايا مبنى من الطوب اللبن أسفل المعبد، والذي تشير الدراسات المبدئية إلى أنه ربما يكون أحد معابد الشمس الأربعة المفقودة من الأسرة الخامسة والمعروفة من خلال المصادر التاريخية، والتي لم يتم الكشف عنها حتى الآن.

وخلال 2022، انتهى المجلس الأعلى للآثار من ترميم مقصورة الذهب بمعبد هابو بالبر الغربي بمحافظة الأقصر وذلك في إطار خطة وزارة السياحة والآثار لترميم وتطوير المواقع الأثرية بجميع أنحاء الجمهورية وخاصة الصعيد.

وأعلن المجلس الأعلى للآثار في 2022 عن نجاح البعثة الأثرية المصرية التابعة للمجلس بمدينة إسنا بمحافظة الأقصر في الكشف عن خبيئة تضم عدد من العملات من عقود تاريخية مختلفة من العصر الإسلامي، بالإضافة إلى أجزاء من قوالب سك العملة ووزنها، بالإضافة إلى نجاح البعثة الأثرية المصرية التابعة للمجلس الأعلى للآثار والعاملة بمعبد تل الفراعين (بوتو) بمحافظة كفرالشيخ، في الكشف عن بقايا صالة أعمدة، وذلك أثناء استكمال أعمال الحفائر التي تجريها بالمعبد.

وفي المنوفية، نجحت البعثة الأثرية المصرية العاملة بجبانة قويسنا الأثرية في الكشف عن امتداد لجبانة قويسنا الأثرية والتي تضم مقابر أثرية ترجع لفترات زمنية مختلفة تحتوي على عدد من المومياوات ذات ألسنة ذهبية.

كما نجحت البعثة الأثرية المصرية العاملة بموقع جرزا الاثري بالفيوم، في الكشف عن مبنى جنائزي ضخم من العصرين البطلمي والروماني بالإضافة إلى عدد من النماذج من بورتريهات الفيوم، وذلك أثناء موسم الحفائر العاشر للبعثة خلال الشهر الجاري.

وقامت وزارة السياحة والآثار خلال 2022، بجهود كبيرة في مجال استرداد القطع الآثرية المهربة للخارج، حيث نجحت في استرداد 16 قطعة أثرية مصرية من الولايات المتحدة الأمريكية، وذلك بالتعاون مع مكتب المدعي العام بنيويورك، وبالتنسيق مع وزارة الخارجية المصرية والجهات المعنية المختلفة بالدولة، بالإضافة إلى تسلم قطعتين أثريتين كانتا في كندا بعد أن خرجتا من مصر بصورة غير مشروعة، وهما عبارة عن تمثال من الخشب الملون لرجل واقف يرتكز على قاعدة من عصر الدولة القديمة؛ وتمثال آخر صغير من "الأوشابتي" المصنوع من الخشب من العصر المتأخر.

واستردت وزارة السياحة والآثار بالتعاون مع وزارة الخارجية المصرية تمثالًا من العصر المتأخر مصنوع من البرونز للمعبودة إيزيس في وضع الجلوس تحمل على حجرها حورس الطفل، والذي خرج من البلاد بطريقة غير شرعية، بالإضافة إلى استرداد غطاء تابوت خشبي أثري من متحف هيوستن الأمريكي.

وخلال شهر سبتمبر 2022، احتفلت وزارة السياحة والآثار بمرور 200 عام على فك رموز حجر رشيد، الأمر الذي قاد لاكتشاف رموز اللغة الهيروغليفية القديمة، وسبر أغوار ما تركه الفراعنة من كتابات ورسومات على جدران المعابد والمقابر.

بينما في في نوفمبر الماضي، احتفلت الوزارة وقطاع الآثار بمرور 100 عام على اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون بعدة فعاليات.

وكان قطاع الآثار حاضرًا بقوة خلال قمة المناخ التي استضافتها مدينة شرم الشيخ في شهر نوفمبر الماضي، حيث تم تنظيم زيارات لمختلف أعضاء الوفود إلى المتاحف والمواقع الأثرية في مختلف المحافظات الأمر الذي لاقى استحسانًا وإقبالًا كبيرًا من ضيوف المؤتمر.