رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الحلقة المفقودة بين الشعب والحكومة!

اللغط الذى أثير مؤخرًا حول مشروع قانون هيئة قناة السويس، وحالة الجدال والبلبلة التى صاحبته تدفعنا الآن إلى حث الحكومة على تغيير منهجها فى التعامل مع المواطنين! قلنا إلى أن جف حلقنا «وتعبنا من كتر القوالة، يا إخواننا كلموا الناس، ياجماعة اشرحوا للناس، فهموهم ووضحوا لهم، اشركوهم معاكم، قلنا كثيرًا من قبل ولكنهم لم يسمعونا، وكأننا بنأدن فى مالطا» ! 
الحكومة فى بلدنا تقوم بواجباتها ومقتضيات عملها، تؤدى دورها وتقدم كل ما هو بوسعها «قدر استطاعتها ووفقا لإمكاناتها»، تبذل قصارى جهدها من أجل إرضاء المواطن، وأنا هنا لا أقصد نفاق الحكومة، أبدًا والله لا أنافقهم، ولكنها الحقيقة التى لا ينكرها إلا جاحد ولم نكن أبدًا شعبًا من الجاحدين، فهل المواطنون راضون عن أداء الحكومة؟ بالطبع لا؟ 
ليس هذا هو مكمن المشكلة، فلا يوجد شعب واحد فى الأرض هو راض تمام الرضا عن أداء حكومته، مهما بلغ مستواه المعيشي «كشعب»، ومهما بلغت دخول أو مدخرات مواطنيه «كأفراد» ومهما كان نوع الخدمات التى تقدمها له حكومته وفقًا لإمكانيات دولته! قد يبدو الكلام غريبًا بعض الشيء، ولكنه حقيقى، رضاء أى شعب عن حكومته رضاء كاملًا هو المستحيل بعينه! 
المشكلة عندنا تكمن فى صمت الحكومة التى تسير بمبدأ دعونا نعمل فى صمت، ودارى على شمعتك تنور، وقليل الكلام قليل الخطأ.. إلخ 
وقد يكون كل ما ذكرناه من أمثلة صحيحًا أو مستحبًا فعله أوالعمل به، ولكنه صحيح على مستوى الأفراد وليس المسئولين أو الحكومات، فإلى متى ستظل الحكومة صامته أو غائبة عن المشهد؟! 
أنا أكاد أجزم بأننا إذا ما قمنا باختيار ميدان شهير، أو شارع رئيسى كبير، ووقفنا على ناصيته واستوقفنا عشرة أشخاص «واعتبرناهم عينه عشوائية» وسألناهم عن أسماء بعض وزراء الحكومة الحالية، فلن نحصل على أجابه، فكيف يحدث هذا ولماذا؟! 
لماذا ننتظر دائمًا إلى أن تثار الأزمة، أو تحدث المشكلة ثم يخرج المسئول ليرد، ويبقى كتر ألف خيره إذا رد؟! 
لماذا لا يخرج الوزير «أى وزير» ليشرح لعموم المواطنين أننا قريبًا سنواجه مشكلة معينة، ثم يحدثهم عن تداعياتها وما أعدته وزارته من حلول فى سبيل تجاوزها، وما الذى يتعين على المواطن فعله للحد من آثارها أو تأثيرها عليه أو تأثره بها؟! لماذا نصمت طويلًا، ونسكت كثيرًا ونترك المواطنين فريسة سهلة لذئاب قنوات الإخوان لينهشوا لحوم رءوسهم ويلتهموا آذانهم بالأكاذيب، ثم يخرج السيد المسئول بعدها ليرد على ادعاءات الإخوان ولكن بعد فوات الأوان؟! 
لقد اختارت الحكومة لنفسها دور الحاضر الغائب، بينما اكتفى المواطن بدور الضاحك الباكى، وتلك هى الحلقة المفقودة! 
يا جماعة أشركوا المواطنين معاكم لأن كلنا فى مركب واحد، ولو حطينا إيدينا فى إيدين بعض حكومة وشعب تحت ظل القيادة هنعدى بالمركب لبر الأمان .... 
حفظ الله بلدنا ووفق قائدنا وأعان شعبنا..