رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

يحيى الرخاوى.. فقيد الطب والأدب الذى عالجه نجيب محفوظ

يحيى الرخاوى
يحيى الرخاوى

«خذ‏ ‏فرصتك‏ ‏حتى ‏لو‏ ‏خُيل‏ ‏إليك‏ ‏أن‏ ‏الأرض‏ ‏والناس‏ يدورون‏ ‏فى ‏عكس‏ ‏الاتجاه».. نصيحة ربمّا تختصر عمرًا من التجربة، وجهها أديب الأطباء يحيى الرخاوى- الذى رحل عن عالمنا أمس الأول عن عمر ٨٩ عامًا- لقرائّه عبر كتابه «حكمة المجانين»، ليدفعهم إلى العمل والمثابرة وعدم الاستسلام للظروف والأحداث الصعبة.

لم يكن «الرخاوى» طبيبًا نفسيًا عاديًا، بل هو أديب وكاتب حقيقى، وكان ملهمًا لقرائه ولمرضاه أيضًا، وكانت كتاباته أقوى دافع لمحبيه للنجاح فى الحياة ومواجهة الضغوطات، وكانت لهم تجربة ثرية مع كبار الكتاب من أمثال الأديب العالمى نجيب محفوظ. 

كان اللقاء مع «محفوظ» حلمًا يعيش به «الرخاوى» منذ صغره، إلى أن تحقق، وليس فقط ذلك، بل صار هو الطبيب المعالج لأديب نوبل، وهى التجربة التى شهدت مفارقات عديدة عبّر عنها بقوله: «لم أعالج أديب نوبل، بل هو مَن عالجنى وألهمنى»، مضيفًا: «جلوسى مع الكاتب الكبير أصابنى بإلهام أدبى وثقافى لم يحظ به كثيرون». 

وعلى إثر هذه التجربة مع صاحب «الحرافيش» أصدر الراحل كتابه «أصداء الأصداء: تقاسيم على أصداء السيرة الذاتية» عن المجلس الأعلى للثقافة.

ولـ«الرخاوى» إسهامات أدبية وفكرية، ورغم وصوله إلى منصب كبير مستشارى دار المقطم للصحة النفسية منذ عام ١٩٧٣، لم يبعده ذلك عن الثقافة والأدب، بل واصل تجربته فى المجالين.