أبطال بالإرادة.. «الأقزام» من الإسكندرية: تحدينا التنمر وحلمنا دوري لكرة القدم

بعزيمة وإصرار ومثابرة استطاعوا أن يتخطوا الصعاب ونظرات التنمر التي كانت تلاحقهم بالماضي، وبمساندة الدولة وإصدار القوانين التي تحفظ حقوقهم استطاع «الأقزام» أن يعبروا عن وجودهم بالمشاركة في الألعاب الرياضية والمشاركة الفنية والمهن المختلفة، مؤكدين خلال احتفالية الأقزام باليوم العالمي لذوي الهمم في الإسكندرية، والتي تضمنت مباريات لفريق كرة القدم للشباب والفتيات، وعروض فنية أنه ما زال لديهم الكثير من الأحلام والطموحات يسعون لتحقيقها.

عصام شحاتة: بينا أبطال عالميين.. وأصبح هناك وعي بذوي الهمم

قال عصام شحاتة رئيس جمعية الأقزام المصرية بالإسكندرية، إن الأقزام كانوا لا يستطيعون الحصول على حقوقهم في الماضي أو استخراج كارنيه الإعاقة أو شهادة الـ5٪ لعدم ذكرهم في الدستور المصري، ولأول مرة تم إضافة الأقزام  للدستور  رسميا، وفي 2018 بقرار من الرئيس عبد الفتاح السيسي كان حدث وطفرة لأول مرة في مصر بإعطاء جميع الحقوق للمعاقين.

وأضاف لـ« الدستور» أن الجمعية نطاق عملها في الجمهورية، حيث إن الأقزام وصل عددهم لأكثر من 200 ألف فرد في مصر، وبنطاق الإسكندرية الجمعية تخدم 300 أسرة، ويتم التنسيق مع مديرية الصحة، والتربية والتعليم لمساعدة الأقزام.

وأوضح أنه تم تأسيس أول فريق كرة قدم للشباب والفتيات أيضًا، بالإضافة إلى فريق فنون شعبية، مشيرًا إلى أن الأقزام لديها تطلع وهدف بأن يتم  ضم فريق كرة القدم الشباب والبنات للألعاب البرالمبية ليشاركوا في بطولات داخل وخارج مصر، وهو ما نناشد به وزير الشباب والرياضة.

وأكد أن الأقزام شعرت بتغيير كبير بعد 2018، وإعطاء الدولة حقوق كثيرة لذوي الهمم، بالإضافة إلى قانون التنمر والذي أثر بشكل كبير ليس في العقوبة التي تعود على المتنمر ولكن بالتوعية، حيث إن الناس أصبح لديها وعي بالتعامل مع الشخص من ذوي الهمم، مشيرًا إلى أن الأقزام بهم أشخاص متميزين في جميع المجالات منهم أبطال عالميين ودوليين في ألعاب القوى والسباحة، ورفع الأثقال، كرة الريشة، ففي كل محافظة هناك أبطال رياضيين، ومحامين ومحاسبين وأطباء.

وأشار إلى أن الأقزام لديهم بعض الطلبات التي تساعدهم على مواصلة الحياة بشكل طبيعي، ومنها إمكانية الحصول على سيارات المعاقين، كما يريدون أن يشاركوا بشكل أكبر في  الفعاليات والمؤتمرات والاحتفالات الخاصة بذوي الهمم، وأخيرًا أهم أمنية لهم هي مقابلة الرئيس السيسي الداعم لهم دائمًا.

عمرو إبراهيم: الرياضة فرقت في حياتي والأقزام قادرون على أشياء كثيرة

قال عمرو إبراهيم، 21 عامًا، لاعب رفع أثقال وكمال أجسام، وكرة قدم، من قصار القامة، إنه بدأ لعب كرة القدم منذ عامين، ولكنه منذ كان بعمر 10 سنوات يلعب رياضات أخرى منها رفع الأثقال وكمال أجسام، وشارك في بطولات كثيرة وحقق مراكز أول وثاني، مشيرًا إلى أن الرياضة فرقت كثيرا في حياته من اللياقة البدنية وتكوين شخصية جيدة.

وأضاف لـ«الدستور» أن الهدف والطموح والإيمان بالله هم خطوات النجاح، وهو ما يريد أن يصل للشباب، من الأقزام وغيرهم، فيجب أن يتحلى الفرد بالعزيمة والإصرار على تحقيق الهدف مهما كانت العقبات «اجتهد واشتغل، وثق بالله، الناس هتفتخر بيك، ولو فشلت مرة واتنين حاول تاني على قد ما تقدر».

وتابع أنه على الأقزام ألا يلتفتوا للتنمر، وأن يفتخروا  بأنفسهم ويكون لديهم عزيمة «الأقزام يقدروا يعملو حاجات الأشخاص الأسوياء متقدرش تعملها، والحمد لله ربنا مدينا حب الناس».

سهى محروس: أصبح لنا وجود ونفسي  ألف العالم بفريق الكرة

قالت سهى محروس 31 عامًا، كابتن فريق الفتيات لكرة القدم، إنها تعمل في إحدى شركات الملابس 5٪، والتحقت بفريق كرة القدم منذ عام لاهتمامها بالرياضة وكانت تنتظر تلك الفرصة.

وأضافت لـ«الدستور» كان نفسي يكون في فريق بنات، والحمد لله أصبحت كابتن الفريق، مسؤولة عنه وعن نظامه والاهتمام بلياقة الفتيات الفريق وكل شئ عنهم، مشيرة إلى أنها تلعب في خط الدفاع، ومثلها في كرة القدم حازم إمام لأنها تشجع فريق الزمالك، ومحمد صلاح فهو الداعم والمثل الأعلى لكل لاعبي كرة القدم.

وأوضحت أن النظرة للأقزام تغيرت كثيرًا عن قبل، الآن نحن متواجدين في كل مكان، أصبح لنا وجود، منذ سنوات كانت الناس تندهش برؤيتنا، وعانيت الكثير بسبب التنمر، ولكن الفضل يعود لأسرتي والتي كان تدعمني دائمًا بأني مثل أي شخص، وتعاملت بشكل طبيعي وأكملت دراستي وتخرجت من معهد سكرتارية وإدارة اعمال.

وتمنت «سهى» أن تكون أول كابتن فريق كرة بنات على مستوى العالم من الأقزام، وأن يتم تنظيم دوري للأقزام،  وفرصة للالتحاق واللعب بالنوادي الكبرى.

-مصطفى علي: أسرتي أكبر داعم لي.. وأتمنى دوري للأقزام

قال مصطفى علي، كابتن فريق الإسكندرية للأقزام كرة قدم، خط الدفاع، 27 سنة، إنه بدأ مع تأسيس فريق الأقزام منذ 4 سنوات، وهو من لاعبي الكرة ومحبيه منذ صغره، مشيرًا إلى أن الفريق شارك في مباريات كثيرة ومنها مواجهة مراكز ثانية أسوياء، وأقزام، في محافظات أخرى، كما تم إقامة دوري للأقزام في الإسكندرية بمشاركة القاهرة ودمياط.

وأضاف أن الفريق مستمر ولن نتوقف، متمنيًا أن كل محافظة يكون لها فريق من الأقزام ويقام دوري مثل الدوري الممتاز.

وأكد أنه منذ صغره لم يكن يشعر بأي مشكلة وذلك بسبب تأثير أسرته عليه ودعمه دائمًا، أنه ليس لديه إعاقة وكان مساعدته كبيرة حتى إذا تعرض للتنمر كان والدته تحمسه وتدعمه بأن يكون أفضل بأخلاقه ومميزاته التى وضعها الله به، مشيرًا إلى أننا جميعا سواسية، والاختلاف في الأخلاق.

وأوضح أن قانون ذوي الهمم والأقزام كان له فارق مع ناس كتيرة، ومع إصدار حقوق الأقزام كان تأكيدًا لي أنني على الطريق الصحيح: «أهلي ربوني صح، ودي النتيجة بالقانون والدستور لينا حقوق».

صلاح عادل: بلعب كرة من صغري ونفسي أقابل شيكابلا

قال صلاح عادل لاعب فريق الإسكندرية لكرة القدم لقصار القامة، 20 عامًا، خط هجوم، إنه يلعب الكرة وهو في سن 7 سنوات، والتحق بفريق الأقزام لأن الكرة بالنسبة له رياضة ومتعة، كرياضة لها تأثير كبير  في حياة الإنسان واستمتاع سواء تشاهدها أو تلعبها، مشيرًا إلى أنه مثله في اللعبة محمد صلاح ومن الزمالك شيكابلا قائلً:ا «نفسي اشوفه من زمان».

رمضان أحمد: بفضل الرئيس تغير وضعنا وأصبح لنا حقوق

أشار رمضان أحمد، من قصار القامة، إلى أن فئة الأقزام كانت قبل قانون الرئيس السيسي في 2018، فئة مهدر حقوقها، ولكن بفضل الرئيس، تغير وضعنا ونظرة المجتمع لنا وأصبح لنا حقوق ومشاركة في أنشطة كثيرة منها النشاط الرياضي والنشاط الفني، بالإضافة إلى أن هناك مجهودات تبذلها جمعية الأقزام لكي نرتقي ونكون أفراد مؤثرين.

خالد مرسي: كنا مهمشين.. واستطعنا نثبت أننا متميزين

قال خالد مرسي، بالمعاش من قصار القامة، إننا في عهد الرئيس السيسي أصبح لنا حقوق، بعد أن كانت فئة قصار القامة مهمشة جدا، مشيرًا إلى أننا نمتاز بأن بيننا أشخاص تفكر وتجتهد وتستطيع عمل أي شيء مثل أي إنسان سوى لأن المعاق هو معاق بفكره.

وأضاف أن الجيل الجديد قادر أن يثبت نفسه بالامتيازات التى حصلت عليها فئات ذوي الهمم بشكل عام، «طول ما احنا بنفكر قادرون ومتميزون».