رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

نشر كاريكاتير مسيء للمرأة.. كيف تواجه النساء التنمر في مصر؟

جريدة الدستور

تعاني النساء في المجتمعات العربية من التنمر عليهن بشكل كبير، ولا يحدث ذلك في مصر فقط ولكن في كثير من دول الوطن العربي تحديدًا، بالرغم من المطالبة اليومية بالمساواة مع الرجل في الحقوق والواجبات.

إلا أن القضايا النسوية في بعض الأحيان يتم انتقادها من خلال السخرية، وهو ما يؤدي إلى التقليل من تلك القضية بالفعل. 

كاريكاتير يسيء للمرأة

وبالأمس انتشر كاريكاتير يسيء للمرأة، يصور أن المرأة رفضت أن تكون خدامة في البيت، وخرجت لتحقق ذاتها بشكل غير أخلاقي، وهو ما دفع الدكتور محمد الباز، مقدم برنامج "آخر النهار"، لوقف التنمر على النساء على السوشيال ميديا، بعد انتشار كاريكاتير مسيء لهن.

وقال الباز، إن هناك هاجسًا طوال الوقت عن المرأة في المجتمع، الأمر الذي يؤثر في علاقتنا الاجتماعية، مضيفًا: "وضع المرأة في حياتنا تمثل إشكالية حقيقية، حتى لو المجتمع تظاهر بعكس ذلك، وبدت الناس متفهمة".

بدوره، علق الدكتور هشام حتاتة أستاذ الطب النفسي، خلال مداخلة هاتفية في البرنامج على الموضوع.

وقال حتاتة: "إن المرأة عندما شعرت أنها لا تحظى بحقوقها وبدأت تطالب بها، واجه الرجل ذلك بالعنف والتنمر كحيلة دفاعية منه بعد أن تعذر عليه مواجهتها بالمنطق، وهناك خلل في العلاقة بين الرجل والمرأة".

وبالفعل بعض النساء يواجهن تنمرًا في المجتمعات العربية سواء للحديث عن القضايا التي تخص النساء أو من خلال المطالبة بحقوقهن في المنزل أو العمل. "الدستور" استمعت لبعض منهن.

نساء عاملات تعرضن للتنمر

روان محمود، فتاة ثلاثينية، تعيش في قرية نائية شمال الجيزة والتي لا تقبل فيها النساء على التعليم أو العمل ويعتبر من العيب أن تقوم إلا أن إصرارها على فعل الإثنان جعلها محط تنمر من المجتمع حولها.

تقول: "أصريت إني أكمل تعليمي وكان كله بيقول لماما إني هعنس وكان فيه تنمر دايمًا عليا من الجيران في الرايحة والجاية، وكان بيتقالي إنتي فاكرة نفسك هتبقي حاجة.

وصل الأمر مع روان أن بعض جيرانها كانوا يخوضون في عرضها بأنها تخرج لا للعمل ولكن لأعمال أخرى غير أخلاقية: "أوقات كان أهلي بيتأثروا بالكلام دا ويبدأوا يضيقوا عليا وأوقات كنت بقدر أقنعهم".

زاد التنمر على روان بعدما تخرجت في كلية الطب وعملت في أحد المستشفيات ووصل سنها إلى الثلاثين دون زواج: "في أي فرح في العيلة كانوا بيتريقوا عليا إني متجوزتش وأحيانًا كان فيه تلقيح كلام من الجيران لكني مستمرة في مجالي".

لم يختلف الأمر لدى نهى محمود، في آواخر العشرينات، والتي تعمل في مجال المحاسبة، وفي نفس الوقت تقوم بتنفيذ رسالة ماجستير بأمريكا: "تقدمت فور التخرج إلى منحة أمريكية تخص مجال الحسابات وفي كل عام يتم رفضي حتى تم قبولي من عام مضى".

أرادت نهى السفر إلى الخارج إلا أن تعقيدات التقاليد وقفت عائق أمامها: "كان أهلي وأقاربي كلهم ضدي، ومحدش موافق إني أسافر، لكن أنا عافرت وسافرت ولما رجعت كنت بواجه تنمر شديد بسبب حبي للعمل وسفري".

واجهت نهى أيضًا اتهامات غير أخلاقية بسبب تمسكها بعملها وحاولت والدتها أن تثنيها عن العمل والتفكير في الزواج بسبب ما أسمته: "كلام الناس"، إلا إنها تمسكت بعملها بالرغم من التنمر عليها.

لا يوجد إحصاء رسمي عن التمييز ضد النساء ولكنهن يواجهن عنف، إذ أنه في دراسة للمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية والمجلس القومي للمرأة؛ نُشرت في يناير 2022، بعنوان العنف ضد المرأة "الأبعاد وآليات المواجهة"، رصدت الباحثة أن 75% من النساء يتعرضن للعنف.