رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

فى آخر حوار له.. أبرز تصريحات الراحل صلاح فضل مع صفاء النجار

جريدة الدستور

حل الدكتور الراحل صلاح فضل، رئيس مجمع اللغة العربية، ضيفًا ببرنامج "ضي القناديل" الذي تقدمه الدكتورة صفاء النجار، ويذاع على إذاعة القاهرة الكبرى، في آخر حوار له، حيث رحل عن عالمنا صباح اليوم السبت.

ونرصد في هذا التقرير أبرز تصريحات رئيس مجمع اللغة العربية خلال اللقاء: 

 

نشأت في بيئة علمية ريفية

قال الدكتور صلاح فضل إنه نشأ في بيئة علمية ريفية، وكان جده أحد علماء الأزهر، ووالده كان شاعرًا، ويدرس القضاء الشرعي بالأزهر، وتوفي عندما "كنت في سن الرابعة".

وأضاف «فضل» أن والده كان مولعًا أن يكتب في دفتره بعض الأشعار والملاحظات والذكريات، معقبًا: «واطلعت على بعض هذه الذكريات التي لصقت في ذهني، وخاصة ما يتصل بي، فوجدته قد كتب في إحدى صفحات دفتره، ولد يوم الأحد الثالث عشر من مارس عام 1938، ولد أسميته محمد صلاح الدين، وذلك لكي يستغنى باسمه ويبنى حياته المستقبلية مستقلًا عن أسرته وأبيه».

لو ترجمت أعمال د. طه حسين وتوفيق الحكيم لحصلا على نوبل 

قال الدكتور صلاح فضل: لا بد أن نتعرف بأننا من الوجهة الحضارية بموقع متأخر ومتخلف، لكن في مسألة الإبداع الذي يعتمد على الفرد، وهو الإبداع الأدبي والإنساني، مثل الشعر والرواية والمسرح والاقتصاد والاجتماع واللغة، يمكن أن تنبغ وينبغ لدينا أفراد يصل إبداعهم إلى المستوى العالمي، إذا ترجم وعرفه الناس حقيقة.

وأضاف فضل أنه إذا ترجمت أعمال طه حسين وتوفيق الحكيم بالقدر الكافي لحصل كل منهما على جائزة نوبل.

وأوضح الكاتب الراحل أن بعض بلاد أمريكا اللاتينية عندما ينبغ فيها أدباء ترسلهم سفراء إلى فرنسا، لأن فرنسا هي قلب العالم الأدبي، معقبًا: "كل من حصلوا على نوبل من أمريكا اللاتينية بعثتهم دولهم سفراء في فرنسا لكي تترجم أعمالهم إلى الفرنسية، ويعقدون صفقات أدبية مع كبار أدبائها، ويعرفهم العالم من هذه المنصة العالية، لكن نحن لا نفعل ذلك، وليس هناك أي أديب عربي أرسل سفيرًا لبلد كبير".

أهمية ترجمة المؤلفات العربية للغات الأخرى

قال الدكتور الراحل صلاح فضل إن الإبداعات الفنية والأدبية التي تعتمد على المواهب الفردية لا تقل نضجًا ولا تفوقًا أو عبقرية عن نظرائها في البلاد الأخرى، لافتًا إلى أن آخر شخص حصل على نوبل أجده يتوازى مع الكثير من المبدعين والكتاب المهجرين من مصر والعراق وسوريا ولبنان، الذين يكتبون باللغة الأجنبية، ولكن التفتوا إليه ولم يلتفتوا لهؤلاء.

وأضاف: هؤلاء الكتاب المهجرين يستحقون الحصول على نوبل لأنهم يكتبون باللغات العالمية مباشرة، وبالتالي يترتب على ذلك أننا لا بد أن نولي أهمية شديدة جدًا للترجمة العكسية وهي من العربية إلى اللغات الإنجليزية والفرنسية والإسبانية والإيطالية والصينية، خاصة أنها ضعيفة جدًا لدينا، وتعتمد على العشوائية دون معرفة مكانة الكتاب المترجم في أدبه.

وتابع: لا بد من ترجمات الدراسات النقدية، لافتًا إلى أنه أصدر خلال السنوات العشرين الأخيرة ما يقرب من 15 كتابًا في نقد الرواية، وما يقاربها في النقد الشعري.

أدرس النحو العربي بحفظ ألفية بن مالك

قال الدكتور صلاح فضل إنه لم يجد طموحه وما كان يريده في كلية دار العلوم التي التحق بها، مضيفًا: «لا على الإطلاق، هي أعطتني الصيغة الحديثة لما كنت أدرسه في الأزهر».

وأضاف فضل: «بدلًا من أن أدرس النحو العربي بحفظ ألفية بن مالك وشرحها بدأت أدرس اللغويات التي تقارن بين اللغات المختلفة».

النقد موهبة لا تقل عن موهبة الكتابة أو الشعر

قال الدكتور صلاح فضل إن مصطلح الناقد مبدع فاشل ليس له مصداقية، مؤكدًا أن النقد موهبة لا تقل عن موهبة الكتابة أو الشعر، مشيرًا إلى أن الناقد ليس مدرسًا.

وأضاف فضل أن النقد يحتاج إلى درجة من النضج أعلى بكثير من نضج الشعراء والروائيين، متابعًا: «لكي تكون ناقدًا لا بد أن تكون قرأت نماذج كثيرة جدًا من الشعر، ومعرفة كيف تميز بينها وكيف تعطي لكل منها قدره دون أن يستوي لدى الناقد النور والظلام».