رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الحساسية والغش كلمة السر.. لماذا زادت حالات الوفاة من الأدوية في مصر؟

أرشيفية
أرشيفية

حالة من الفوضى تعم سوق الأدوية في مصر خلال الفترة الأخيرة، بعد ظهور عدد من الأدوية المغشوشة أو غير المرخصة، والبعض الآخر له أضرار وآثار جانبية خطيرة لا يتم الإفصاح عنها أدت إلى إصابة أو وفاة أطفال.

وكل يوم تقوم هيئة الدواء بحملات ضخمة من أجل ضبط تلك الأصناف وإذاعة نشرات بها وأضرار استخدامها لاسيما على الأطفال، في محاولة لضبط تلك السوق غير المرخصة للأدوية في مصر والتي كانت تباع في الصيدليات.

- 40 صنفًا دوائيًا مغشوشًا

ومؤخرًا نشرت هيئة الدواء قائمة بنحو 40 صنفًا من الأدوية المغشوشة، بعضها أدوية متداولة بشكل كبير في "روشتات" الأطباء لمرضاهم، مثل حقنة فولتارين، وحقن المضاد الحيوي الوريدية للالتهابات الشديدة والمعقدة "ميراج"، وعلاج الالتهاب الرئوي "لينزوليد"، وعلاج أمراض الجهاز التنفسي "فيجاموكس"، ودواء أمراض الجهاز الهضمي "نابيزول".

وتوعدت هيئة الدواء المصرية الصيدليات التي ستتاجر في هذه الأدوية بالعقاب الشديد، بالرغم من أن بعض تلك الأدوية تعتبر هامة ومنقذة لحياة البعض لذلك يتساءل الكثيرون عن أضرارها والبديل الآمن لها الذي يمكن الاعتماد عليه.

- ضحية دواء مغشوش: "تعالجت لمدة 8 أشهر منه"

روان علي، إحدى ضحايا الأدوية المغشوشة في الصيدليات، في فبراير الماضي، مشيرة إلى أنها منذ هذه الواقعة وهي تركز بشدة في القوائم التي تقوم هيئة الدواء المصرية بنشرها عن الأدوية وما هو مغشوش منها وما تم سحبه قبل أن تصرف أي "روشتة" طبية.

 وقالت "في شهر فبراير الماضي، أصبت بآلام حادة في المعدة وبعد رحلة طويلة من الأشعة والتحاليل أصبت بنوع من العدوى البكتيرية، والتي كان لا بد من تناول مضادات حيوية من أجل القضاء عليها وهو ما كتبه الطبيب لي دواء يونيكتام".

 وأضافت "وهو مضاد حيوي واسع المفعول ولم أكن أعرف أن لدي حساسية من أحد مكوناته لذلك تناولته، حتى تضاعفت الأعراض لدي وبدأت بالهبوط الحاد وظهور طفح جلدي والحجز في آخر المطاف بأحد المستشفيات".

تختتم: "كان لدي حساسية تجاه مجموعة تسمى البينيسيلين، إلا أن الطبيب لم يجر لي اختبار حساسية، وهو ما دهور حالي وكان الأطباء أثناء فترة العلاج يخبرونني بعدم علمهم بماذا سيحدث لي وإنني تحت الملاحظة بسبب سوء ما فعلته تلك المادة بجسدي ولمدة 8 شهور كنت أتلقى العلاج من ذلك المضاد الحيوي".

- صيدلي: "الأطباء لهم دور في اختبارات الحساسية"

 

محمود خالد، صيدلي في أحد صيدليات منطقة حلوان، يؤكد أن هناك أزمة بين الصيدليات والمرضى، وهو وجود بعض المرضى سواء كبار أو أطفال لا يعرفون أنهم لديهم حساسية من بعض المواد الفعالة داخل الحقن أو الأدوية التي يقومون بشرائها.

وأضاف "وفي نفس الوقت الصيدلي ليس لديه قدرة على معرفة ذلك الأمر، لذلك لا بد أن يكون هناك تحاليل يطلبها الطبيب من المريض أو يقوم باختبارات لمعرفة الحساسية التي يعاني منها المريض تجاه بعض المواد".

 وأوضح أن ذلك على صعيد الأدوية التي تسبب حساسية أو وفاة للمريض، بينما الأدوية المغشوشة غير المطابقة للمواصفات التي تباع في الصيدليات، تحتاج إلى عمليات ضبط ورقابة لمعرفة المتسبب في وصول تلك الأدوية إلى الصيدليات.

- يوسف يصاب بحساسية من دواء سعال

لم يختلف الأمر لدى "يوسف.م"، 27 عامًا، والذي تناول في مطلع العام الماضي دواء سعال شهير بعد وصف الطبيب له من الصيدلية، والذي كان معتادًا على تناوله مع تغير الفصول بسبب إصابته منذ الصغر بحساسية في الصدر.

و قال “الدواء كان عادي وبستخدمه على طول لكنه كان يحتوي على مادة ”ليفرميتورفان" المسكنة بنسبة أعلى من المعتاد يعني مغشوش، ودي مادة مسكنة تشبه المورفين ولكن قوتها متضاعفة عنه بمراحل عشان كدة عملتلي حساسية وتعبتني أكتر وفضلت 4 شهور اتعالج من آثار المادة دي".

في العام 2018 قدر أن حجم الأدوية المغشوشة المتداولة في الأسواق المصرية لا تقل عن 10% من حجم السوق الدواء، من قبل نقابة الصيادلة، بينما قدرها المركز المصري للدراسات الدوائية والإحصاء ومكافحة الإدمان بحوالي 15%، بينما رفع المركز المصري للحق في الدواء النسبة إلى 20%.