رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ذا تايمز: كأس العالم 2022 يمثل لحظة نادرة من التضامن بين الدول العربية

كأس العالم
كأس العالم

قالت صحيفة "ذا تايمز" البريطانية، إن كأس العالم 2022 يمثل لحظة نادرة من التضامن بين الدول العربية.

وقالت الصحيفة إن بطولة كأس العالم 2022 كانت بمثابة كابوس علاقات عامة لمضيفها قطر، ووجهت لها الكثير من الانتقادات ومما زاد الطين بلة، فشل المنتخب القطري في الفوز بمباراة واحدة في دور المجموعات، مما ضمن خروجه المبكر من البطولة.

وأوضح التقرير، بالنسبة للكثير من العالم العربي، كانت كأس العالم هذه - الأولى التي تقام في المنطقة - بمثابة انتصار، فلقد تميزت باضطرابات رياضية كبيرة، وأصلحت المنافسات السياسية، وأظهرت عروضًا نادرة للوحدة العربية وسط أجواء تنافسية وظهر هذا الشعور أمس الأربعاء عندما هتف المشجعون العرب السعودية أمام المكسيك، وعندما يفعل المغرب الشيء نفسه ضد كندا في نفس الوقت اليوم الخميس. 

تركزت أوضح مظاهر الوحدة حول الألعاب، والتي أدى بعضها إلى مفاجآت مذهلة للفرق العربية ضد بعض الفرق الأعلى تصنيفًا في العالم. 

كان أبرزها عندما هزمت المملكة العربية السعودية (المرتبة 51 في تصنيفات الفيفا العالمية) الأرجنتين (المرتبة الثالثة) 2-1 في مباراتها الافتتاحية، وتركت النتيجة معظم المراقبين، بمن في ذلك المشجعون السعوديون، في حالة صدمة قبل إثارة الاحتفالات في جميع أنحاء المنطقة - من عرض العلم السعودي على ناطحات السحاب في قطر والإمارات العربية المتحدة إلى الاحتفالات العامة في مصر والأردن وغزة. 

وقد أُعطي المشجعون العرب سببًا آخر للاحتفال بعد أقل من أسبوع، عندما كان المغرب (في المرتبة 22) تفوق على بلجيكا (المرتبة الثانية) في مباراة انتهت 2-0، (على الرغم من أن الأمور ساءت في بلجيكا عندما قام عشرات المغاربة بأعمال شغب في بروكسل وأنتويرب، بما في ذلك إحراق السيارات والدراجات البخارية، ووصف البعض على تويتر التدمير بأنه أفضل مثال حتى الآن على التكامل، نظرًا لسمعة أوروبا في أعمال الشغب في كرة القدم).

قد تكون انتصارات كرة القدم مهمة في توحيد المنطقة التي تشترك في العديد من التقاليد اللغوية والثقافية والدينية قد تبدو غريبة بالنسبة لمعظم مشاهدي كأس العالم.

 لكن الحكومات العربية عانت منذ فترة طويلة من الانقسامات السياسية، ليس أقلها عندما يتعلق الأمر بقضايا مزعجة مثل إسرائيل ومعاملتها للفلسطينيين، الذين على الرغم من عدم تمثيلهم من قبل منتخب وطني كان لهم حضور كبير في هذه البطولة، حيث شوهدت حشود من المشجعين العرب يلوحون بالأعلام الفلسطينية ويرددون شعارات مؤيدة لفلسطين. ورفض البعض التحدث إلى المذيعين الإسرائيليين، بينما انتهز آخرون الفرصة للتعبير عن تضامنهم مع الشعب الفلسطيني.

بالنسبة لميرا الحسين، باحثة علم الاجتماع الإماراتية في جامعة أكسفورد ، فإن هذا التضامن يدل على الوحدة العربية التي لا تنعكس غالبًا في السياسة الإقليمية، تقول "الحسين": "ما فعلوه حقًا هو أنهم أظهروا للعالم مدى إجماع الشارع العربي".