رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كيف كشفت «ملكة القرنة» الفرعونية تشويه الاستعمار لتاريخ مصر الفرعوني؟

ملكة القرنة
ملكة القرنة

لا تزال هوية "ملكة القرنة" المصرية القديمة غامضة لأكثر من 100 عام بعد التنقيب عن دفنها السليم، ومع ذلك، يكشف بحث جديد حول مجموعة الدفن الخاصة بها عن التحيزات التاريخية في التفسير وإلقاء الضوء على مكانة مصر داخل الثقافة الأفريقية، كما توضح مارجريت ميتلاند.

وبحسب موقع "ذا باست" البريطاني، فإن عام ٢٠٢٢ هو عام علم المصريات، حيث يصادف مرور 200 عام على فك رموز اللغة الهيروغليفية وحجر رشيد، والتي فتحت الوصول إلى المصادر المكتوبة المصرية القديمة، و100 عام على اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون، التي أشعلت روعتها الهيروغليفية العالمية.

وجهات نظر جديدة للكنز المصري الغامض

وتابع أن العالم كان مفتون بـ "الكنز" الذهبي لمقبرة توت عنخ آمون، لكن الكثير من أهميته وانبهاره الدائم يأتيان من حقيقة أن الدفن كان سليماً تقريباً وأن الكثير منه ظل دون أن يمسه أحد منذ العصور القديمة، حبي نجت كبسولات زمنية قليلة نسبيًا مثل هذه من العصر المبكر، والآن، يُظهر بحث جديد حول مجموعة دفن ملكية أخرى سليمة من مصر ، يعود تاريخها إلى حوالي 275 عامًا قبل دفن توت عنخ آمون، أهمية إعادة تقييم مجموعات المتاحف التاريخية. يعود تاريخ مجموعة دفن "ملكة القرنة" والتي دفنت حوالي عام 1600 قبل الميلاد، الموجودة حاليًا في المتاحف الوطنية باسكتلندا في إدنبرة، إلى فترة غير مفهومة جيدًا من التاريخ المصري، وهي فترة الاضطرابات السياسية.

وأشار الموقع البريطاني إلى أن التحليلات الأخيرة للمقتنيات توفر وجهات نظر جديدة حول علاقة مصر مع جارتها الجنوبية، النوبة، في ما هو الآن شمال السودان ومنطقة أقصى جنوب مصر، ويساعدنا هذا البعد على الانتقال من فهم الماضي القديم لمصر الذي تم تشويهه بتحيزات الحقبة الاستعمارية، ولا سيما تحريف السياق الأفريقي لمصر.

وأكد الموقع أنه في عام 1908 ، اكتشف فريق من المنقبين المصريين وعالم الآثار البريطاني دبليو إم فليندرز بيتري دفنًا سليمًا لامرأة وطفل على الضفة الغربية لطيبة (الأقصر الحديثة)، وكانوا يحفرون في منطقة لم يتم حفرها من قبل، شمال الطريق المؤدي إلى وادي الملوك، والذي أشار إليه بيتري باسم "القرنة". على الرغم من أن الدفن كان بسيطًا ، في مجرد خندق ضحل، كانت المرأة والطفل مصحوبين بأكثر من 100 قطعة أقرية، بما في ذلك مجوهرات الذهب والسلطة، وهو عمود حمل يستخدم لتعليق الأواني الخزفية في أمثلة نادرة من الأكياس الشبكية المحفوظة جيدًا والأثاث الخشبي، السلال وأوعية التجميل والأغذية وأشياء أخرى متنوعة.

وتم إجراء أعمال التنقيب وتسجيل الدفن بعناية واهتمام أكبر مما كان معتادًا في ذلك الوقت، ربما بسبب هشاشة بعض الأشياء، ولكن في النهاية تم مسحها في "حوالي خمس ساعات" فقط. في وقت اكتشافه، تم وصفه بأنه "أغنى مقبرة وأكثرها تفصيلاً تم تسجيلها ونشرها بالكامل".

وأشار الموقع إلى أنه خلال ذلك الوقت، كانت مصر تحت السيطرة العسكرية البريطانية، وتم تقسيم الاكتشافات من الحفريات الأثرية بشكل نموذجي بين مصلحة الآثار المصرية وفرق التنقيب الأجنبية، ولم يرغب رئيس مصلحة الآثار في تقسيم مجموعة الدفن، لذلك وافق على أنها يمكن أن تذهب إلى المملكة المتحدة بشرط الاحتفاظ بها معًا.