مصر تتربع على عرش إنتاج الطاقة النظيفة في الشرق الأوسط وإفريقيا

شهد مؤتمر المناخ على مدار الأيام الماضية، توقيع عدد من مذكرات التفاهم؛ لإنشاء محطات طاقة رياح وطاقة شمسية باستثمارات تقدر بـ ٣٦ مليار دولار، حيث وقّعَت مذكرة تفاهم مع الجانب السعودي لإنشاء محطة طاقة رياح بقدرة ١٠جيجاوات وتكلفة استثمارية تقدر بـ ١٠مليار دولار.

وأكد خبراء الطاقة والكهرباء أن مصر ستصبح أكبر مركز إقليمي لتصدير الطاقة والكهرباء في منطقة الشرق الأوسط، موضحين أن مصر وقّعّت 3 اتفاقيات لتنفيذ مشروعات طاقة رياح بقدرة 25 جيجاوات، وبالإضافة إلى اتفاقيات أخرى لإنتاج نحو 100 جيجاوات من الهيدروجين الأخضر ومشتقاتها.

تشجيع الاستثمار في الطاقة المتجددة

وقال الدكتور أيمن حمزة، المتحدث الرسمي لوزارة الكهرباء، إن توجه الدولة المصرية هو التوسع في إنتاج الكهرباء من الطاقة النظيفة بكل أشكالها.

وأضاف لـ« الدستور» أن الوزارة اتخذت خطوات لتشجيع المستثمرين في ضخ استثماراتهم في الطاقة المتجددة، كما قامت بتعظيم الاستفادة من الطاقة المتجددة ومنها تحلية مياه البحر والاستفادة من الطاقة الشمسية في الري، وتعمل حاليًا على إنتاج الهيدروجين الاخضر للعمل كوقود بالطاقة الشمسية ليمد محركات محطات تحلية مياه البحر بالطاقة التي تحتاجها.

وأشار حمزة، إلى أن الاستراتيجية المصرية تتمثل في ضم الهيدروجين الأخضر ضمن مزيج الطاقة في مصر خلال السنوات القادمة، ووفرنا للمستثمرين الحصول على المعلومات اللازمة لإنشاء المحطات ومنها الأماكن الأكثر سطوعًا والأماكن التي تشتد بها الرياح، خاصة أن مصر تمتاز بوجود وفرة سطوع الشمس وشدة الرياح في بعض المناطق، وهذا بيعكسش الخطوات التي تتاخذها مصر جديًا في التوسع واتخاذ خطوات للحفاظ على المناخ وتقليل الانبعاثات.

تحسين مستوى إنتاج الهيدروجين الخضراء

وقال محمد الخياط، الرئيس التنفيذي لهيئة الطاقة الجديدة والمتجددة، إن نجاح الحكومة في توقيع اتفاقيات عديدة لإنتاج الطاقة المتجددة بقمة المناخ يعكس قدرة الدولة على جذب الاستثمار الأجنبي المباشر، ورغبتها في زيادة الاعتماد على الطاقة المتجددة بشكل أكبر خلال الفترة المقبلة.

وأشار إلى أن مصر تتمتع بمعدلات سطوع شمسي مرتفع، ومتوسط سرعات رياح يسمح بإنشاء مشروعات تساهم في خفض كلفة إنتاج الطاقة الكهربائية بصفة عامة، والطاقة المتجددة بصفة خاصة، إضافة إلى دخولها كامل مساعد لتحسين مستوى إنتاج الهيدروجين والأمونيا الخضراء.

وأوضح الرئيس التنفيذي لهيئة الطاقة الجديدة والمتجددة، التأثير الإيجابي لزيادة قدرات مصر من الطاقة الجديدة في خفض انبعاثاتها من الكربون عبر تقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري، مضيفًا أن الطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة محورين أساسيين في التعامل مع ظواهر تغير المناخ وخفض البصمة الكربونية.

وأضاف "الخياط"، أن زيادة الطاقة الكهربائية المنتجة يسهم في استدامة نمو الاقتصاد الوطني، في ظل كون الطاقة عنصرًا أساسيًا في التنمية، سواء الزراعية أو الصناعية أو السياحية، مما يسهم في زيادة الصادرات المصرية، هذا بالإضافة إلى تصنيع الهيدروجين والأمونيا الخضراء لاستخدامها كوقود وتصديرها للأسواق العالمية.

تنويع  مصادر الطاقة

وقال الدكتور رمضان أبو العلا، خبير الطاقة وأستاذ هندسة البترول، إن الدولة وضعت استراتيجية تستهدف تنويع  مصادر الطاقة بالاعتماد على مصادر متجددة للطاقة " رياح – شمس – هيدروجين اخضر ومشتقاته وكهرمائية والأمونيا الخضراء والوقود الأحفوري، بالإضافة للطاقة التقليدية من المنتجات البترولية والغاز، مشيرًا إلى أن إنتاج مصر من الطاقة النظيفة تجاوز 7 آلاف ميجاوات.

وتابع أبو العلا، أن الرئيس السيسي يستهدف تحويل مصر لأكبر مركز إقليمي لتصدير الطاقة وبهذه الاتفاقيات الجديدة والتي تبلغ حوالي 25 اتفاقية، ستصبح مصر الأولى في منطقة الشرق الأوسط في إنتاج الطاقة المتجددة والمتوقع مضاعفة القدرات الإنتاجية لمصر خلال الفترة المقبلة، مشيدًا بما تم إنجازه حيث أن لدينا أكبر محطة لإنتاج الطاقة الشمسية في العالم بنبان في محافظة أسوان، وكذلك مزارع للرياح، وذلك في ظل ما تتميز به مصر من مناخ مثالي يسمح بتوليد الطاقة المتجددة.

عصر الطاقة النظيفة

وقال الدكتور وائل النشار، خبير الطاقة الجديدة والمتجددة، إن مصر دخلت عصر الطاقة النظيفة في عهد الرئيس عبدالفتاح السيسي، مشيرًا إلى أنه تم إنتاج نحو 7 آلاف ميجاوات من الطاقة النظيفة (رياح - شمسية - كهرومائية)، وهذا إنجاز كبير حيث أن المستهدف الوصول بهذه الاستثمارات الجديدة إلى نحو 10 آلاف جيجا خلال العامين المقبلين.

وتابع النشار، أن وزارة الكهرباء والطاقة أطلقت استراتيجية توطين صناعة الهيدروجين الأخضر والتي ترتكز على 3 محاور رئيسية، تصنيع الوقود الأخضر من (هيدروجين أخضر، أمونيا خضراء، إيميثانول) وتوفير الصناعات المكملة لصناعات الهيدروجين الأخضر من (محللات كهربائية – ألواح شمسية – توربينات) إضافة إلى خدمات تموين السفن بالوقود الأخضر عن طريق الموانئ التابعة للهيئة الاقتصادية لقناة السويس.

خطة وزارة الكهرباء

ووضعت وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة خطة للاعتماد على توليد الكهرباء من المصادر الجديدة والمتجددة بما يعادل 20% من الإنتاج الحالي من الكهرباء بنهاية عام 2022 الجاري، كما وقعت مصر مع شركة مصدر الإماراتية مذكرة تفاهم لإنشاء محطة رياح بقدرة ١٠جيجاوات وبتكلفة ١٠مليارات دولار ونفس الأمر مع شركة سكاتك النرويجية، كما شهد المؤتمر توقيع عدد من مذكرات التفاهم مع شركة الاتصالات لإنشاء محطات طاقة شمسية. 

ونجحت مصر في خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في عام 2020/2021 عن مثلياتها في العام 2014/2015 بنسبة 26.2%، كما نجحت في خفض معدل استهلاك الوقود للعام 202/2021 مقارنة بالعام 2018/2019 بما قيمته 4.8 مليار جنيه.

ووفقا لتقرير صادر عن وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة أن المصادر المتاحة للطاقة المتجددة تتركز في صعيد مصر حيث يقدر إنتاج الكهرباء من المصادر المتجددة في صعيد مصر بـ83710 ميجاوات في حين أن باقي الجمهورية تقدر إنتاج الكهرباء بها من المصادر المتجددة بـ 3550 ميجاوات والمصادر هي :خليج السويس (رياح)  وتقدر المساحة للمحطات 1220 كيلومترمربع وتنتج قدرة 3550 ميجاوات  وشرق النيل ( شمس ، ورياح ) في صعيد مصر  تبلغ مساحة المحطات 2131 كيلو متر مربع والقدرة 40700 ميجاوات وغرب النيل( شمس ورياح)  في صعيد مصر تبلغ مساحة المحطات 4242 كيلو متر مربع والقدرة 40750 ميجاوات ومحطة بنبان ( طاقة شمسية)  في أسوان تبلغ مساحة المحطات 37 كيلو متر مربع والقدرة 2000 ميجاوات ومحطة كوم أمبو ( طاقة شمسية) في أسوان  تبلغ مساحة المحطات 7 كيلو متر مربع والقدرة 260 ميجاوات.

من أكبر المصادر للطاقة الشمسية في مصر مجمع بنبان في محافظة أسوان والذي يعد أكبر  محطة طاقة شمسية في مكان واحد في افريقيا والشرق االوسط وتم افتتاحه للتشغيل التجاري في  نوفمبر 2019 بإجمالي قدرات 1465 ميجاوات ، وفي شهر مارس 2019 فاز الشروع بجائزة أفضل مشروع من البنك الدولي ، كما فاز في شهر نوفمبر من العام 2020 بجائزة التميز الحكومي العربي للعام (2019/2020) كأفضل مشروع حكومي عربي لتطوير البنية التحتية على المستوي العربي من جامعة الدول العربية.

مشروعات الرياح

تبلغ إجمالي القدرات المركبة من طاقة الرياح 1625 ميجاوات مقسمة إلى مشروعات حكومية ومشروعات خاصة.

مشروعات هيئة الطاقة الجديدة والمتجددة بإجمالي قدرات 1125 ميجاوات وتقع في: الزعفرانة وتنتج 545 ميجاوات، وجبل الزيت (1و 2 و3) وتنتج 580 ميجاوات، كما أن هناك مشروعات الاستثمار الأجنبي المباشر بإجمالي قدرات 500 ميجاوات ويقع في: منطقة رأس غالب ويضم تحالف من ثلاث شركات وينتج 250 ميجاوات وشركة ليكيلا الانجليزية وتنتج 250 ميجاوات. 

الطاقة الكهرومائية 

تعد من مصادر إنتاج الكهرباء النظيفة حيث تعتمد على قوة اندفاع المياه لتوليد الكهرباء وتبلغ إجمالي قدرات إنتاج الكهرباء من تلك المحطات الكهرومائية 2832 ميجاوات والمحطات هي: السد العالي وتبلغ قدرته الإنتاجية 2100 ميجاوات، وخزان أسوان (1) وتبلغ قدرته 280 ميجاوات، وخزان أسوان (2) وتبلغ قدرته الإنتاجية 270 ميجاوات، وقناطر إسنا وتبلغ قدرتها 86 ميجاوات، وقناطر نجع حمادي تبلغ قدرته 64 ميجاوات وقناطر أسيوط وتبلغ قدرتها الإنتاجية 32 مجاوات.

ووفق البيانات الصادرة عن وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة فيبلغ إجمالي مشروعات الطاقة المتجددة للقطاع الخاص تحت الإنشاء حوالي 4.4 مليار دولار وتبلغ القدرات الحالية لمشروعات الطاقة المتجددة 6128 ميجاوات حتى 2022 ومتوقع أن يضاف قدرات تبلغ  2220 ميجاوات  من مشروعات تحت الإنشاء بنهاية عام 2022 من محطات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح ليبلغ إجمالي إنتاج مصر من الطاقة المتجددة في 2023 حوالي 10 جيجاوات وتبلغ اجمالي القدرات المركبة (رياح - شمس - مائي) بنهاية 2021 حوالي  6128 ميجاوات تمثل حوالي 20% من إجمالي الحمل الأقصى.

التعاون مع الشركات العالمية لإنتاج الهيدروجين

وضعت مصر خطة لتصبح مركزًا إقليميًا للطاقة الخضراء وقدم المكتب الاستشاري العالمي bingmann-pfluger ورقة تتضمن أهم عناصر الاستراتيجية الوطنية للهيدروجين  وهي بعنوان «مصر كمركز للهيدروجين نظرة عامة، إمكانيات وشركات» وتم الموافقة على قيام البنك الأوروبي للإنشاء والتعمير  EBRD إعداد الشروط المرجعية واختيار استشاري سيتم تكليفه بوضع الاستراتيجية القومية للهيدروجين في مصر.

ووقعت الحكومة بالفعل اتفاقًا مع شركة "سيمنس" الألمانية لتنفيذ مشروع تجريبي لإنتاج الهيدروجين الأخضر، كما أعلنت شركة سكاتك النرويجية للطاقة المتجددة اعتزامها إنشاء مشروع لإنتاج الهيدروجين الأخضر بقدرة 50-100 ميجاوات في العين السخنة، بالشراكة مع كل من صندوق مصر السيادي وشركة "فيرتيجلوب" المنتجة للأمونيا.

كما وقعت الشركة المصرية القابضة للغازات الطبيعية (إيجاس) والشركة القابضة لكهرباء مصر مذكرة تفاهم مع شركة إيني الإيطالية للتعاون في إنتاج الهيدروجين الأخضر والأزرق وإعداد دراسات الجدوى لمشروعات إنتاج الهيدروجين في مصر.