رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«وقود المستقبل».. خبراء عن الهيدروجين الأخضر: يعزل الكربون من الجو ويُحد من آثار التغير المناخى

الهيدروجين الأخضر
الهيدروجين الأخضر

فى الوقت الذى يعانى فيه كوكب الأرض من مخاطر التغيرات المناخية الناجمة عن ارتفاع نسبة الانبعاثات الكربونية نتيجة استخدام الوقود الأحفورى، تدخل مصر عصر الطاقة النظيفة، عبر الاعتماد على البدائل الآمنة مثل الهيدروجين الأخضر.

ويتميز الهيدروجين الأخضر بأنه وقود خفيف وعالى التفاعل، وينتج عبر عملية كيميائية تُعرف باسم التحليل الكهربائى، بحيث يتم استخدام تيار كهربائى من مصادر متجددة لفصل الهيدروجين عن الأكسجين فى الماء، لينتج لنا طاقة دون انبعاث ثانى أكسيد الكربون فى الغلاف الجوى.

وقال الرئيس عبدالفتاح السيسى، إن مصر كانت من أوائل الدول التى أدركت مبكرًا الفرص المتاحة لاستخدام الهيدروجين الأخضر، استنادًا إلى إمكاناتها الهائلة فى إنتاج الطاقة النظيفة، والتى ستمكنها من التحول إلى مركز عالمى لإنتاج الهيدروجين الأخضر على المديين المتوسط والبعيد.

ووضعت مصر خططًا لتوسيع استخدام الهيدروجين الأخضر، وتنفيذًا لذلك، أطلقت بالتعاون مع النرويج المرحلة الأولى لمشروع إنشاء محطة لإنتاج الهيدروجين الأخضر فى العين السخنة بقدرة ١٠٠ ميجاوات. «الدستور» تحدثت مع عدد من خبراء المناخ والاقتصاد، لمعرفة أهمية ودور الهيدروجين الأخضر فى الحد من آثار التغيرات المناخية، فضلًا عن أثره الاقتصادى على مصر.

سوسن العوضى: يقلل الانبعاثات ويحمى من الغازات الدفيئة

قالت الدكتورة سوسن العوضى، خبيرة المناخ، المنسق العام لمؤتمر كلايماثون الدولى عن المناخ من الاتحاد الأوروبى: إن الاعتماد على الهيدروجين الأخضر هدفه تقليل الانبعاثات الضارة والحد من التغيرات المناخية، إلى جانب دعم وتحسين استخدام الطاقة والتوسع فى استخدام الغاز الطبيعى والطاقة المتجددة.

وعن كيفية الاستفادة من الهيدروجين الأخضر فى الحد من التغيرات المناخية، أوضحت: «الوقود الأحفورى يخرج منه ثانى أكسيد الكربون وأكسيد النيتروجين، وهما من الغازات الدفيئة، التى تسبب حدوث ظاهرة الصوبة الزجاجية، وهى تؤدى إلى الاحتباس الحرارى وترفع درجة حرارة الأرض».

وتابعت: «التغيرات المناخية تعبث بالعالم، فقد جفت ٧ أنهار فى أوروبا، وهناك بعض الأنهار كانت تستخدم فى نقل الغاز الطبيعى من مكان إلى آخر، وكذلك محطات توليد طاقة الكهرباء، مثل طاقة المياه، ومن المقرر أن يُطرح ذلك الملف فى كوب ٢٧».

سمير طنطاوى: يدعم الاستجابة العالمية لمواجهة مخاطر البيئة

قال الدكتور سمير طنطاوى، مدير مشروع الإبلاغ الوطنى الرابع، التابع لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائى، إن الهيدروجين الأخضر له أهمية كبيرة فى الوقت الحالى، إذ يعتبر أحد الحلول التى تتمسك بها الدول، لعزل الكربون من الجو.

وأضاف أن للهيدروجين الأخضر ارتباطًا وثيقًا بإزالة الكربون، لافتًا إلى أن استخدامه كان أحد الملفات المطروحة على مؤتمر المناخ، بسبب مساهمته فى الحد من آثار التغيرات المناخية مع استهداف نقل هذه التكنولوجيا للدول النامية، لافتًا إلى أنه من المقرر أن تنفذ مصر عملية إزالة الكربون بهذه الطريقة، خلال العمليات الخاصة بقطاع البترول.

وعن دور الهيدروجين الأخضر فى إزالة الكربون، قال: «الهيدروجين الأخضر وقود المستقبل، ويتم الحصول عليه من خلال الفصل الكهربائى للمياه باستخدام الطاقة الجديدة والمتجددة، من خلال محلل كهربائى يتولى فصل عناصر المياه، ثم الحصول عليه، من خلال بعض أنواع الوقود الحفرى مثل الغاز الطبيعى».

وذكر أن مصر كانت لها توجهات، مؤخرًا، للتحول إلى استخدام الطاقة النظيفة، مثل الهيدروجين الأخضر، وكذلك خفض انبعاثات الكربون وتحقيق التنمية المستدامة فى إطار رؤية «مصر ٢٠٣٠»، والتى تركز على الطاقة كعنصر اقتصادى لتحقيق الاستدامة، واستراتيجية الطاقة فى مصر حتى عام ٢٠٣٥، والتى يجرى تحديثها حاليًا حتى عام ٢٠٤٠.

إيهاب إسماعيل: مصر سوق واعدة للطاقة الجديدة

قال الدكتور إيهاب إسماعيل، نائب رئيس هيئة الطاقة الجديدة والمتجددة، إن مصر تملك الكثير من المقومات التى تساعدها فى الانطلاق فى إنتاج الهيدروجين الأخضر، كما تعد سوقًا واعدة بالنظر إلى العديد من المشروعات العملاقة التى تنفذها لإنتاج الطاقة الكهربائية عن طريق محطات الطاقة الشمسية أو الرياح.

وأوضح أن هيئة الطاقة الجديدة وقعت ١٦ اتفاقية مع شركات مصرية وعربية وعالمية لإنشاء محطات طاقة شمسية ورياح، بقدرة إجمالية تبلغ ١١٥٠٠ميجاوات، لاستخدامها بشكل تجريبى فى إنتاج الهيدروجين الأخضر.

وأشار إلى أن هناك العديد من المناطق المرجح أن تقام بها تلك المحطات، مثل مناطق غرب وشرق المنيا، وبعض المناطق الساحلية لإنشاء محطات الرياح.

كما أشار إلى توقيع مذكرتى تفاهم مع شركتى «أكوا باور» السعودية و«مصدر» الإماراتية، لإنشاء محطتى إنتاج طاقة كهربائية من الرياح، بقدرة تبلغ ١١ جيجاوات لكل محطة، منوهًا إلى أن هناك اتفاقية سابقة لإنشاء محطة رياح مع «أكوا باور»، بقدرة ١.١ جيجاوات، وقعت فى شهر يونيو الماضى.

ولفت إلى أنه تم البدء فى إنشاء محطة طاقة رياح بتحالف مصرى، بقدرة ٥٠٠ ميجاوات، مضيفًا أن ذلك يعطى مصر قدرة كبيرة على التوسع فى مشاريع الهيدروجين الأخضر.

أيمن حمزة:عوائده الاقتصادية ضخمة ويوفر فرص عمل عديدة للشباب

كشف الدكتور أيمن حمزة، المتحدث الرسمى لوزارة الكهرباء والطاقة الجديدة والمتجددة، عن أن الوزارة بصدد الإعلان عن الاستراتيجية القومية للهيدروجين الأخضر خلال الفترة المقبلة، بهدف تحقيق التكامل والشراكة بين القطاع الخاص والدولة فى هذا الشأن.

وأشار إلى أن قمة المناخ «كوب ٢٧» ستشهد، خلال الساعات المقبلة، توقيع عدة اتفاقيات جديدة مع المستثمرين وشركات القطاع الخاص فى مجال الهيدروجين الأخضر.

وأكد أن العوائد الاقتصادية لمصر من توقيع هذه الاتفاقيات ومذكرات التعاون كبيرة، حيث سيتم ضخ استثمارات كبيرة فى مجال مشروعات الطاقة النظيفة، مثل الشمسية والرياح والكهرومائية والهيدروجين الأخضر ومشتقاته، وهذا سيؤدى إلى توفير فرص عمل للشباب وجذب استثمارات أجنبية وعربية وتعظيم القدرات الإنتاجية لمصر من الكهرباء.

وتابع المتحدث الرسمى أن الوزارة وضعت استراتيجية قومية للكهرباء منذ ثلاث سنوات تستهدف الوصول بنسبة الطاقات المتجددة والنظيفة إلى ٤٢٪ بحلول عام ٢٠٣٥.

وتوقع أن ترتفع هذه النسبة بعد دخول هذه الاستثمارات لقطاع الطاقة الجديدة، مثل إنتاج الكهرباء من طاقة الرياح والطاقة الشمسية والكهرومائية والهيدروجين الأخضر والأمونيا الخضراء.

وأوضح «حمزة» أن مصر تنتج نحو ٧٠٠٠ ميجاوات من الكهرباء من الطاقة المتجددة من إجمالى نحو ٥٩ ألف ميجاوات كامل القدرات الإنتاجية لمصر من الكهرباء.

كما توقع أن ترتفع هذه الإنتاجية، خلال الفترة المقبلة، مشيرًا إلى أن هناك مشروعات استرشادية وتجريبية، حاليًا، يجرى تنفيذها فى مصر مع القطاع الخاص لإنتاج الهيدروجين الأخضر ومشتقاته.