رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

فراغ رئاسى فى لبنان.. اختلاف القوى السياسية وراء شغور المنصب للأسبوع الثانى

لبنان
لبنان

دخل لبنان الأسبوع الثاني من الفراغ الرئاسى دون ظهور أي مؤشر جدي لملئه قريبا، في ظل عدم توصل القوى السياسية إلى مرشح توافقي.

وللمرة الخامسة، دعا رئيس البرلمان اللبنانى نبيه برى إلى عقد جلسة يوم الخميس المقبل لانتخاب رئيس جديد للبلاد.

برى: سأدعو لعقد جلسة كل أسبوع لانتخاب رئيس

وفى تصريحات له سابقة، قال بري خلال لقائه نقيب وأعضاء مجلس نقابة الصحافة اللبنانية، إن لبنان قد يستطيع أن يتحمل أسابيع لكنه لا يستطيع أن يتحمل أكثر من ذلك، وأولى الأولويات هي لانتخاب رئيس للجمهورية.

وجدد بري الدعوة إلى التوافق في هذا الاستحقاق، مشيرا إلى أنه أمام تراكم الأزمات وأكبرها الأزمة الاقتصادية، إذ إن 80% من الشعب اللبناني باتوا تحت خط الفقر، إضافة إلى أزمة الكهرباء التي صرف عليها عشرات المليارات، والحوار مع صندوق النقد الدولي، كل ذلك يجب أن يؤدي إلى الإسراع في انتخاب رئيس للجمهورية.

وأكد بري أنه سوف يدعو إلى عقد جلسة كل أسبوع لانتخاب رئيس، وهو ملتزم بهذا الأمر، مشددا على أن جدول أعمال الحوار الذي كان بصدد الدعوة إليه كان فقط التوافق على الانتخابات الرئاسية ونقطة على السطر.

محمد قليط: عدم نضوج التسوية لاختيار رئيس للجمهورية وراء الشغور الرئاسى

من جانبه، قال الكاتب والإعلامي اللبناني محمد قليط إن أسباب تأخير اختيار رئيس للبلاد حتى الان تعود الى عدم نضوج التسوية لاختيار رئيس للجمهورية، وذلك بسبب شخصنة الخلافات ووضع المصالح الشخصية والمكاسب الحزبية كأولوية على تسيير أمور البلاد والهرب من الفراغ الرئاسي الثالث منذ خروج الجيش السوري من لبنان.

وأضاف قليط فى تصريحات خاصة لـ"الدستور"، تعود هذه الأسباب أيضا الى الانقسام السياسي العامودي المتجدد منذ العام 2005، انتظار العوامل الخارجية كي تتضح، وطبيعة موازين القوى تحت قبة البرلمان التي قد تتغيّر مع الاجتماعات الدائمة بين الكتل النيابية.

وتابع قليط كما أن أحد أبرز المشاكل التي تمنع انتخاب رئيس للجمهورية في الدورات الانتخابية البرلمانية هي عدم الاحتكام بالدستور، بل السعي خلف شعارات الميثاقية والمحاصصة وغيرها من الأساليب السياسية الملتوية التي تسعى المنظومة الحاكمة الحفاظ عليها لأنها إحدى أسس وجودها.

محمد قليط

وحول جلسة البرلمان اللبنانى يوم الخميس المقبل، قال قليط طالما أن المنظومة نفسها لم تتفق على مرشح واحد كما حصل حين تولى ميشال عون الرئاسة وقبله ميشال سليمان، فسيكون الخميس كما حال سابقه من أيام اختيرت لانتخاب رئيس جديد للبلاد، ففي لبنان، المشكلة ليست بقلة المرشحين، بل مشكلة عقلية نظام لا يريد أن يتحسن أو يتغيّر للأفضل أو حتى تنفيذ الاتفاقات التي عقدها للتطوّر كحال اتفاق الطائف. 

طارق عبود:الفراغ الرئاسي يعود للانقسام الحاد بين القوى السياسية اللبنانية 

وفى السياق ذاته، قال الدكتور طارق عبود، أستاذ محاضر في الجامعة اللبنانية، وكاتب وباحث في الشئون اللبنانية والدولية، إن الفراغ الرئاسي في لبنان اليوم متعلق بالأزمة السياسية الداخلية اللبنانية، وبالانقسام الحاد بين القوى السياسية اللبنانية على مواصفات الرئيس ولونه السياسي، ورؤيته لدور لبنان في المنطقة، إضافة الى رأيه في الأزمة الاقتصادية والانهيار الحاصل، وكيفية الخروج من هذا الانهيار.

وأوضح عبود فى تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن كل هذه العوامل متقاطعة مع العوامل الإقليمية والدولية، والصراع اليوم في الإقليم وفي العالم، تلقي بثقلها على الاستحقاق الرئاسي في لبنان، ونضيف إلى ذلك عامل ثالث وهو توازن القوى الدقيق في المجلس النيابي، وعدم وجود أكثرية واضحة لفريق من الفريقين.

وأضاف عبود أن السبب الرابع وراء هذا الفراغ هو اختلاف قوى الثامن من آذار ومن ضمنها التيار الوطني الحر على اختيار شخصية يتفقون على خوض معركة الرئاسة فيها.