رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ثقافة السلام في المجتمع العربي ومهام سُفَراء السَّلَام العرب..

مُنْذ مَطلَع القرْن العشْرين وبعْد سُقُوط الدَّوْلة العثْمانيَّة ومَا أَعقَبه مِن تَقسِيم لِلْوطن العرَبيِّ ، تَعَاقبَت على أقْطاره مِحن كَثِيرَة بَيْن اِحتِلال غَربِي أو تَدخُّلات أَمرِيكية أو اقليمية  مُتتالية فأصْبح المواطن العرَبيُّ لا يَجِد أمامه إِلَّا مَناظِر "العسْكرة" فِي مجتمعه   العرَبيِّ   مما حذى بتلك المجتمعات الي عسكرة اغانيها فأصبحت اناشيداً  ثَورِية  تغنى في المسارح او تحفظ لطلاب المدارس علي اختلاف مراحلها وزج الشعب في معسكرات استعدادا  لِلْقتَال  ، فلم يَتَمكَّن المجْتمع على مدى  أَكثَر مِن مِئة عام مِن الاقْتراب مِن ثَقافَة السَّلَام أو مَعرِفة حَتَّى مَا يَعنِي السَّلَام فَكُل مَا يعْرفه أنَّ أمامه عَدُو اِفْتراضيٌّ أو حَقيقِي عليْه مُقاتلته فَأَصبحَت نَفسِية المواطن العرَبيِّ تَتَقبَّل الحرْب ولَا تَستطِيع أن تَستوْعِب السَّلَام .   وقد جنحت مصر بعد حرب اكتوبر  للسلم فأنهت حقبة من حرب استنزاف لم تبقي ولم تذر....  وجنحت دول اخرى الي خراب بلدانها  فجعلت البندقية شعار لها فأهلكت جيل بحاله بل لازالت اثارها تحرق "الاخضر واليابس"  لذلك تم تسمية بعض مشاهير المجتمع او ذوي الكفاءات بلقب  "سفير السلام" من قبل جمعيات او اكاديميات غير حكومية ذات نشاط مجتمعي   وهذا اللقب هُو لَيْس لَقبًا فخْريًّا يَمنَح لَمِن تَرَاه تلك الجهات المجتمعية والثقافية يستحقه   بل على حامله يجب  يجب ان يكون  عنصراً مؤثرا داخل مجتمعه بعد ان يكون  مُؤَهلا لَه ، و لَقب سفير السَّلَام تقع عليْه مسْؤوليَّة كَبِيرَة فِي نَشْر ثَقافَة السَّلَام فِي مُجتمعِه والتَّحرُّك ضِمْن هذَا المجْتمع لِكيْ يَتَقبَّل المجْتمع على الأقلِّ فِكْرَة السَّلَام وَلكَي يَعلَم مَفهُومه وَسبُل تطْبيقه ومَا يَعنِي السَّلَام لِلْفرْد والْمجْتمع ، لِأنَّنَا كمجْتمعات عَرَبيَّة تَمكَّن اَلعُنف مِن سَرقَة أبْنائنَا وأصْبح الشَّابُّ مُقلِّد لِأفْلَام يحسب انها   من ثَقافَة مُجتمعِه وَهذِه الأفْلام تَدعُو  إِلى اَلعُنف والْمخدِّرات ومَا شَابَه ذَلِك مِمَّا نَرَاه على " بعض" الفضائيات العربية  بِكلِّ أسف ، لِذَلك فإن   مُهمَّة سفير السَّلَام هو  أن يَجعَل مِن هؤلاء الفتْية قادرين علي ادراك معنى السلام والتعايش مع  مبادئه   مِن خِلَال المحاضرات والنَّدوات فِي المدارس وتثْقيفهم فِي النَّوادي الرِّياضيَّة وَكذَلِك تَثقِيف المجْتمع مِن خِلَال التَّنْسيق مع مَسؤُول اَلحَي لِزيارة العوائل فِي بُيوتِهم أو مِن خِلَال تجمُّعاتهم الثَّقافيَّة ، وَمِن اَلمهِم عَقْد مُؤْتمرات تثْقيفيَّة لِلسَّلَام وأن نَبحَث عن السُّبل لِإيصَال فِكْرَة السَّلَام وَمِن ثمَّ تطْبيقهَا على المجْتمع العرَبيِّ لِنَبذ القتَال والطَّائفيَّة والتَّمْييز العنْصريِّ اَلذِي جعل مِن أَبنَاء اَلأُمة العربيَّة يفْقدون اَلكثِير مِن مُؤهِّلاتهم بل فقدْنَا اَلكثِير مِن شَبابِنا فِي اِقتِتال عَشائِري أو إِقْليميٍّ أو حَتَّى دَولِي لَم نَكُن نَحْن طرف بِه وَلَكننَا أصْبحْنَا مِحوَره لِأنَّنَا لا  نَجنَح لِلسِّلْم بل كَانَت هرْولتنَا نَحْو القتَال . 
وَمِن خِلَال مُتابعتنَا لِأنْشِطة اَلأُمم المتَّحدة فِي الوطن العرب فِيمَا يَخُص السَّلَام فَإِننَا تَأَكدنَا أنَّ هَذِه الأنْشطة عَاجِزة عن تَحقِيق السَّلَام فِي الوطن العرَبيِّ وان أبْناء الامة العربية  هُم مِن يسْتطيعون أن يمْلؤون أقْطارهم بِحقيقة السَّلَام اَلذِي يصبُّون إِلَيه ، وَكذَلِك لَاحظْنَا أنَّ الجمْعيَّات العالميَّة اَلتِي تَمنَح لَقب سفير السَّلَام لِمشاهير اَلأُمة العربيَّة تَقتَصِر على مَنحهِم تِلْك اَلصفَة دُون أن يَتَمكَّن أو يَسعَى هذَا اَلسفِير مِن أَخْذ دَورِه فِي بثِّ ثَقافَة السَّلَام ولم نُلَاحِظ أيُّ مِنْهم عَقْد نَدوَة أو عمل مَا يجْعلنَا نُصدِّق بِأنَّهم رُسُل سَلَام فإنَّهم يتمتَّعون بِهَذا اللَّقب دُون أن يُدْركون كمُّ حَاجَة اَلأُمة العربيَّة لِروح السَّلَام . لِذَلك أنَا آري أنَّ " تلك الجمعيات او الاكاديميات العربية " قَادِرة على أن تَهيَّأ لَنَا سُفَراء يسْتطيعون أن يَنشُرون ثَقافَة السَّلَام فِي الوطن العرَبيِّ من خلال نشاطاتهم التي تتلخص بنشر وعي السلام من خلال المحاضرات والتدريب الذي يتلقاه اعضائها علي ايد مختصين اكفاء من علماء واساتذة علم الاجتماع العربي،،، لذلك انا اري من الضروري  دَعمُهم إِعْلاميًّا ومدٍّ لَهُم يد العوْن فِي إِيصَال هَدفهِم السَّامي لِيكون المجْتمع العرَبيُّ قادرًا على أن يَنعَم بِالسَّلام . . .  
وعليْكم السَّلَام .