رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الضبابية تحكم المشهد اللبناني.. والأزمة السياسية تتواصل

ميشال عون
ميشال عون

يتصاعد دخان الأزمة السياسية في لبنان، في ظل فشل القوى السياسية داخل البرلمان حسم خلافة الرئيس السابق ميشال عون الذي انتهت ولايته قبل أيام، ودخول البلد حالة فراغ رئاسي يزيد الأزمة الاقتصادية.

وقال الكاتب والمحلل السياسي اللبناني جورج العاقوري، إن الرئيس ميشال عون عمد إلى خطوة توقيع مرسوم استقالة الحكومة وهي خطوة يقدم عليها رئيس جمهورية للمرة الأولى في لبنان كاسرا الأعراف، من أجل أمرين، أولهما شد عصب جمهوره المحبط جراء الفشل الذريع لعهده والثاني خلق احتدام أكبر في الشارع اللبناني. 

وأضاف العاقوري في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن هذه الخطوة بمثابة قنبلة دستورية دخانية؛ فقد اعتدنا على خطوات “عون” الخارجة عن المألوف في مسيرته السياسية، إذ لا يسأل عن تداعيات أي خطوة يقوم بها، فقط يفعلها لتحقيق مصالحه ومآربه، حتى لو كان لها انعكاسات سيئة على لبنان وشعبه.

لا أكثرية مطلقة

وأشار إلى أن حكومة الرئيس ميقاتي اليوم، هي في الأساس حكومة مستقيلة، وتقوم بتصريف الأعمال.

جورج العاقوري

وتابع “العاقوري”: “الصورة غير واضحة بخصوص المدى الزمني الذي يستطيع البرلمان اللبناني خلاله انتخاب رئيس، لأسباب عدة؛ أهمها أن خارطة توزيع القوى في البرلمان لا تمنح أي فريق أكثرية مطلقة ليستطيع إيصال رئيس لسدة الحكم، فالبرلمان موزع بين قوى حزب الله وحلفائه كالتيار العوني وحركة أمل، وتيار المردة، وهذه القوى تتخبط فيما بينها، والحزب لم يستطع هذه المرة أن يحسم بين مرشحين طامحين هما سليمان فرنجية زعيم تيار المردة، وجبران باسيل زعيم التيار الوطني الحر، وحزب الله لا يريد أن يخسر أي ورقة من هاتين الورقتين، إذ هو بحاجة لكل حلفائه وبحاجة لهذا الغطاء المسيحي المتمثل عبرهما”.

وأوضح أن فريق المعارضة خصوصًا أحزاب “القوات اللبنانية، والكتائب، وحركة الاستقلال”، نجحوا كنواب مستقلين في جمع قرابة 40 نائبًا من أصل 128، وبالدعم العلني لـ ميشيل معوض.

تعاون مطلوب

وأكمل: “بين هاتين الكتلتين، النواب المستقلين والنواب الذين أفرزهم حراك 17 أكتوبر 2019، لم يتبلور الموقف بشكل واضح، وهم يعملون بشكل انفرادي، فتكتلاتهم تتخبط، ولا تستطيع أن تميل إلى مرشح بعينه”.

وقال"العاقوري" إن النواب المستقلين يعملون تحت ضغط ضرورة الوفاء بالتزاماتهم أمام الناخبين، وأهمها بناء دولة تتصدى للفساد، ولا يمكن لمن يدعي العمل على بناء دولة أن ينتخب مرشح حزب الله. 

وأكد المحلل السياسي اللبناني، أنه إذا نجحت هذه الأطراف في التعاون فيما بينها، فسيكون بإمكانها الضغط لإيصال رئيس سيادي وتغييري، مع الأخذ في الاعتبار الضغط الكبير الذي يستطيع أن يشكله حزب الله، ولهذا فإن المشهد لا يزال ضبابيا، وهناك فرقاء ينتظرون الضوء الأخضر الخارجي، لأن ولاءاتهم خارجية، وعلى رأسهم حزب الله الذي يعمل لصالح المشروع الإيراني في المنطقة.