رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

رسالة إلى الشعب المصرى العظيم

بدءًا سمحت لنفسي بكتابة رسالتي هذه إلى شعب الكنانة العظيم، لأنني أولًا عربي وثانيًا أنا عراقي عاشق لتراب مصر ومحب لشعب مصر، ولأن العراق يعني توأم مصر وشريكها في صنع الحضارة الإنسانية منذ صدر التاريخ، فكلا الشعبين كان يمتد عبر العصور فسجل معًا أرقى الحضارات وكانت وما زالت حضارتاهما شاهقتين مع اختلاف الظروف.


الرسالة... 
يا شعب الكرامة ويا شعب العزة والكبرياء، يا شعب العلماء والأدباء، يا شعب الكرم والإخاء، أكتب إليكم رسالتي من قلب يتدفق حبًا من نهري دجلة والفرات إلى شعب الإباء شعب النيل، حيث تلتقي عنده كل الحضارات فهو قلب عراقي عربي محب وجلٌ على أمة مصرية صنعت الحياة على شعب تحدى قوى الشر وانتصر بقيادة حكيمة تريد للشعب الرفاه، وكم تمنيت أن أسالكم سؤالًا تتحير منه الإجابات وتنتهي عنده التضحيات وترسم منه آيات الوفاء...؛ من منا يقدم نفسه لشعبه فداء، ومن منا يستطيع أن يضع مستقبله ومستقبل عائلته في كفه ويضع مصلحة شعبه ووطنه في مليون كفة، هل خطر على بالنا حجم التضحية وكم كان وطنه أهم من كل شيء، إن مثل هكذا قائد يتخذ أخطر قرار غيّر مجرى حياة شعب وحافظ على أمن أمة يستحق منا الثناء، كان غيره متفرجين أو منسحبين أو معتكفين في مكاتبهم ينتظرون للشعب الفناء، ينتظرون أن تكون مصر بلا حضارة وبلا أمل ولا غد ينتظرهم وقد ينتهي بهم الأمر إلى أن يجمعوا أبناءهم على فانوس من زيت لقلة أو تدهور الطاقة وهجر الكهرباء، ومنهم لا يحرك ساكنًا، وهو يرى أمهاتنا المصريات يحملن أنبوبة الغاز لتطهي لأبنائهن الغذاء، ومنهم من يتفرج وهو يجلس ساعات محبوسًا «بعربيته» في شوارع من كثرة الزحام، ومنهم من سكن القصور ومن يسكنون العشوائيات التي يخشى من يسكنها علي أبنائه.

صبرًا شعب مصر... صبرًا، ألا تتذكرون أو يتذكر من عاش أو تعايش أو سمع أو قرأ بأزمة مصر بعد حرب 1967، كان الشعب يحمل فانوس الحرية ويشد على يد القيادة السياسية ويتحمل معها الصبر وينادي قيادته أن تسير قدمًا نحو العبور وتتخطي الأزمات، وانتصرت مصر فعبرت بصمودهم أخطر مرحلة في تاريخها لأن ليس من شيمة شعب مصر أن يترك قيادته المخلصة الأمينة تواجه هذه الأزمة أو أي أزمة دون أن يكون له الدور الإيجابي في تخطيها والوقوف أمام من يريد لمصر الخراب والدمار.
يا شعب مصر الأبي أقولها لكم وأنتم تعرفونها، كل من يحرض الآن، وكل من يدعو إلى زحزحة الاستقرار هو نفسه من ثرتم ضده في 2011-2013، وهو نفسه من كرهتم وجوده وهو نفسه من يتكلم من خلف الحدود ويتربص بكم لتكون لا سامح الله دائرة الشر تلف حول شعبكم وتنتهي بكم لا سامح الله إلى فوضى وظلام عندها سوف لن تجدوا من يضحي بنفسه لإنقاذ وطنكم.

نعم هي أزمة اقتصادية وسوف تأخذ شرها وتذهب، بقليل من الصبر وبتجاهل صوت الأعداء، تذكروا أيها الأصلاء آباءكم وأجدادكم كيف كانت وقفتهم مع جمال عبدالناصر، وكمْ ضحوا من أجل أن تبقى مصر شاهقة منتصرة بكم، واليوم يناديكم الواجب الوطني أن تقفوا مع رئيسكم وتلتفوا حول قيادتكم، لتفوتوا فرصة انتظرها الأعداء، ولا تغركم الشعارات، أو يغركم من كانت بيدهم الأمور حتى تاهت عليهم المسارات، فأثقلوا دولتكم وأصبح صوتكم يناديهم بمغادرة إمبراطوريتهم التي بنيت على معاناة الشعب لأنهم لم يقدموا له سوى تزاوج الدولة بالمال، وآخرها ذهب المال وبقيت مصر بلا بناء، بلا تجديد، بلا خطط إنمائية تعمل لتأكل نفسها بلا غد، وبلا مستقبل للأجيال.

هي أزمة وستبقى مصر عزيزة بكم قوية عصية على الأعداء...
أقولها من قلب عربي محب لمصر، أقولها وأنا كلما انتكست الأمة أنظر فأجد مصر شاهقة أحمد الله، أقولها وأنا أعلم أو أستطيع أن أرى ما يحاك ضدكم، أقولها والله أعلم أنني أتمنى أن تروا ما وضع الله في مصر من خير، أوله بكم ويستمر إلى آخر الزمان.
عشتم يا شعب مصر بأمان وسلام وعاشت قيادتكم لتستمر شاهقةً بكم لتكون مصر كما كانت عبر الزمان.
تحيا مصر بكم وتزدهر بالتفافكم حول قيادتكم ولتكن أصوات أعدائكم تطرش آذانهم، لتبقى مصر منتصرة أبية عزيزية كريمة على طول الزمان .
اللهم احمِ مصر وأهلها وقيادتها من كل متربص جبان.