رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

فى ذكرى ميلاد نصير المرأة.. محطات فى حياة إمام التجديد سيد طنطاوى

الإمام محمد سيد طنطاوي
الإمام محمد سيد طنطاوي

يصادف اليوم ذكرى ميلاد شيخ الأزهر الشريف، الإمام الأكبر الراحل، محمد سيد طنطاوي،  والذي ولد في الثامن والعشرين من أكتوبر سنة 1928، تلقى تعليمه الأساسي في قريته بسوهاج، وبعد أن حفظ القرآن التحق بمعهد الإسكندرية الديني سنة 1944.

وحظى الإمام الراحل بشعبية واسعة، نظرا لمواقفه الجريئة والعظيمة وفتاواه المؤثرة، كما أنه شخصية ذات احترام وتقديم كبير في كثير من أوساط المسلمين حول العالم.

ويعتبر رجل دين معتدلا من الطراز الأول، داعما للمرأة بشكل كبير، وظهر ذلك في مناصرته لها باستمرار ودفاعه عنها دائما كهدف متكرر للهجوم من قبل الإسلاميين المتشددين، ومنها:

- تأييد منع ارتداء الحجاب فى فرنسا

تأييده لموقف منع ارتداء الحجاب في المدارس والمؤسسات الفرنسية، حيث استقبل الإمام الراحل وزير الداخلية الفرنسي نيكولا ساركوزي فى الأزهر في 30 ديسمبر عام 2003، ليؤكد له طنطاوي أن المسئولين الفرنسيين من حقهم إصدار قانون يحظر ارتداء الحجاب الأماكن الحكومية التي خصصوها باعتباره شأنا داخليا فرنسيًا.

 ليقابل هذا التصريح بانتقادات شديدة من علماء دين المجلس الأوروبي، وبعض الجماعات الإسلامية للإفتاء ومنها جماعة الإخوان الإرهابية، لكن الرئيس الراحل حسنى مبارك أيد موقف طنطاوي بشكل غير مباشر في تأييده حظر الحجاب بفرنسا، معتبرا أن القرار "شأن فرنسي لا يمكن التدخل فيه وأنه ينطبق على المسلمين وغير المسلمين".

- إجازة تولى المرأة رئاسة الدولة

 الإمام الراحل أول من أجاز للمرأة تولي رئاسة الدولة شرعا، وأكد أن لها حق الترشح والانتخاب وولاية القضاء بقوله: "لم أجد نصا يمنع المرأة من ولاية القضاء"، وأنه ضد منكري الحقوق السياسية للنساء، ليؤكد أن من حق المسلمة البالغة العاقلة في الشريعة أن تباشر الانتخاب وأن تنتخب من تشاء، بل إن لها أن ترشح نفسها للمقاعد النيابية العليا.

- تجريم الختان

وكان أول من دافع عن قضية تجريم الختان بمصر، وكان دائمًا ما يؤكد أن ختان الإناث لم يأت ذكره فى القرآن أو السنة النبوية، وأنه للرجال فقط في الإسلام، ليصرح حينها، أنه من وجهة النظر الدينية لم يجد شيئًا يقول إن الختان واجب للنساء.

- حياة الإمام الراحل العلمية

حفظ القرآن الكريم وتلقى العلوم الأساسية بقريته في سوهاج، ليلتحق بعدها بمعهد الإسكندرية الأزهري فاجتاز منه الثانوية الأزهرية بتفوق، وقد كانت درجاته تسمح له الالتحاق بكلية اللغة العربية التي كانت لا تقبل في ذلك الوقت إلا أعلى الدرجات باعتبارها من كليات القمة، لكنه فضل الالتحاق بكلية أصول الدين، فتخرج فيها عام 1958، ثم حصل على تخصص التدريس سنة 1959، ثم حصل على الدكتوراه في التفسير والحديث بتقدير ممتاز سنة 1966.

 - وصوله إلى المشيخة

تم تعيين فضيلة الإمام الراحل مفتيًا للديار المصرية في 28 أكتوبر سنة 1986م، وظل في منصب الإفتاء قرابة عشر سنوات، أصدر خلالها ما يقرب من 7557 فتوى مسجلة بدار الإفتاء المصرية، وفي 27 من مارس عام 1996 صدر القرار الجمهوري، بتولي فضيلته مشيخة الأزهر، خلفًا للإمام الأكبر الشيخ جاد الحق علي جاد الحق، فعمل بجد واجتهاد على تحديث الأزهر والنهوض به إداريًا وعلميًا وقاد جهودًا كبيرة في الحوار بين الشرق والغرب وترسيخ اللحمة الوطنية، واهتم اهتمامًا بالغًا بإنشاء المعاهد الأزهرية، لتزيد في عهده إلى أضعاف ما كانت عليه قبلها، فقد كان صاحب مقولة: كلما ازداد بناء المعاهد الأزهرية، قل الشر والتطرف في المجتمع.

وعن الإنتاج العلمي للإمام الأكبر محمد سيد طنطاوي، فقد أنتج إنتاجًا علميًا هائلًا أثرى به المكتبة العربية والإسلامية والأزهرية، يأتي على رأسها تفسيره الوسيط الذي كتبه الشيخ في أكثر من عشرة أعوام وجاء في خمسة عشر مجلدًا، فكان من الروائع في التفسير، الذي امتاز بسهولة العرض وسلاسة الأسلوب، فذهب لقراءته طلاب العلم وعامة الناس يستقون من علمه، كما ترك الشيخ إنتاجًا علميًا هائلًا امتاز بالعمق العلمي ومواكبة العصر، أبرزها "آداب الحوار في الإسلام، والقصة في القرآن الكريم، والاجتهاد في الأحكام الشرعية وحديث القرآن عن الرجل والمرأة والشائعات الكاذبة وكيف حاربها الإسلام، والعقيدة والأخلاق

- رحيله

دفن الشيخ طنطاوي رحمه الله بالبقيع، فبعد حياة حافلة بالعلم والعطاء أستاذًا ومفتيًا وشيخًا للأزهر، انتقل الشيخ إلى رحمة الله صباح يوم الأربعاء العاشر من مارس عام 2010، وذلك إثر إصابته بأزمة قلبية في مطار الملك خالد بالعاصمة السعودية الرياض، بينما كان يستعد للعودة إلى القاهرة بعد مشاركته حفل توزيع جوائز الملك فيصل العالمية، وتم نقل جثمان الشيخ إلى المدينة المنورة حيث صلى عليه صلاة الجنازة بالمسجد النبوي الشريف ثم دفن "رحمه الله" بالبقيع بالمدينة المنورة بجانب صحابة النبي صلى الله عليه وسلم، لتكون لوفاته وقتها صدى عالمي ونعاه العالم الإسلامي.