رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

شريف الجيار: رواية «ليالى الهدنة .. مطارحات الألم» نص تدخل فيه تقنية تيار الوعى

حفل مناقشة وتوقيع
حفل مناقشة وتوقيع رواية "ليالي الهدنة - مطارحات الألم"

استضاف “أتيلية القاهرة”، حفل مناقشة وتوقيع رواية "ليالي الهدنة - مطارحات الألم" والصادرة عن دار ميريت للنشر والتوزيع للكاتبة الروائية مني العساسي والتي ناقشها الناقد والأكاديمي عادل ضرغام، والناقد والأكاديمي شريف الجيار، والكاتب والناقد الأكاديمي كمال مغيث، وأدارها الفنان التشكيلي أحمد الجنايني مساء أمس الخميس.

من جهته يقول الناقد والأكاديمي دكتور شريف الجيار "كلنا نتسائل الآن ما هي" ليالي الهدنة "؟ وماهي" مطارحات الألم "؟ فمن يقرأ هذا النص يلحظ منذ البداية ومنذ الفصول الأولى أنه أمام نص عبر نوعي بمعنى أنه من الممكن ان تكتشف أنه نص يشكل من مجموعة من القصص القصيرة فكل ليلة هي قصة قصيرة بامتياز أو من الممكن أن نطلق على هذا النص كبنية متوالية قصصية تشكل عالم روائي.

 

وأضاف الجيار:" في الحقيقة أيضا أننا أمام نص جسور نص يحاول أن يجذب القارئ من العتبة النصية الأولى ثم العتبة النصية الثانية ثم اكتشاف أن الليالي داخل هذا النص الروائي ينقصها الليلة الأولى بمعنى أن هذا الرواية بدأت من الليلة الثانية ولن ينطلق كغيره من النصوص الروائية بالليلة الأولى أو حتى في ألف ليلة وليلة، لم تبدأ الراوية عند منى العساسي بالليلة الأولى بل بدأت بالليلة الثانية وكأن هذا النص يطرح سؤاله من الوهلة الأولى ويشير إلى أننا أمام طائر يحاول أن يحلق بعيدا من أجل كلمتين الحرية والخلاص وهذا ما يمثل العتبة الثانية داخل هذا النص.

 

ولفت الجيار إلى أنه "في الصفحة خمسة ما يعرف بالكلمات المفتاحية لهذا النص برمته حينما تقول هنا منى العساسي من خلال الراوية "في جوفي طائر محلق يضرب بجناحية يبتغي الحرية يرجو الخلاص" هذه هي الرواية برمزيتها باسقاطاتها بفنيتها بفكرتها بجماليتها بشاعريتها، لذا أقول منذ الوهلة الأولى نحن نتعامل مع عالم أنثوي بامتياز ولكن دائرة الأنثى هنا محاطة بدائرة الذكورة المجتمعية التي تعاني منها المرأة المصرية العربية.

وتابع الجيار "كما قلت في البداية أننا أمام نص تيار وعي هذا يعني أن التجربة برمتها تخرج من الذهن تحاول أن تتكشف من الداخل وليس من الخارج بمعنى أننا أمام واقع مأزوم يتجسد في راوية مأزومة متشظية، متألمة، وفي راوية تبحث عن مرأة مكتملة لم تجدها لأنها تصدر لنا منذ الوهلة الاولى فقدان الذكر.

 

وأكمل الجيار أن "الذكور" هنا تعني فقدان المجتمع برمته وموقفه السلبي تجاه، ثمة تجريب جديد داخل بنية الرواية العربية يبدأها جيل منى العساسي ليس الجيل السني بقدر ما أقول الجيل الإصداري داخل هذا النص بالتحديد هذه الرواية منى العساسي منذ اللحظة الأولى وحتى الأخيرة تشاغب المتلقي وتطرح عليه أسئلة وجودية حينما تقول لنفسها من أنتي هي تقول للمجتمع المصري العربي من أنت وكأن هذا النص يؤكد من الوهلى الأولى أن حرية الوطن تقاس بحرية المرأة وليس بحرية الذكر لذا يأخذنا هذا النص من البداية وحتى اللحظة الأخيرة في سؤال عن الهوية النفسية للمجتمعات العربية  وليس مجرد امرأة افتقدت رجلا خمسيني.

 

وأكد الجيار أن "منى العساسي في ليالي الهدنة تأخذنا إلي سرد بوح وكشف ربما لأنها ترى أن المرأم في مجتمعنا حتى هذه اللحظة لم تبوح بكل شيء فاصبحت الكتابة هنا هو حالة كشف لما يحدث داخل الذات الأنثوية وأزمتها مع واقعها تقول منى العساسي في صفحة 35 من بعيد بأت تحاور عجوز المنام كأنها تراه وتهمس له بصوت مسموع هل تعلم أيها الشيخ أن أسؤ ما بالحب الفقد وأسؤ ما بعد الفقد الحنين، إذا هي تبحث عن حنين مفتقد داخل مجتمع يعامي الشراسة في التعامل مع ذاته مع المجتمع خاصة المرأة المصرية العربية.