رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

لمواجهة التغيرات المناخية.. تفاصيل أول مشروع لاستزراع الشعب المرجانية

استزراع الشعب المرجانية
استزراع الشعب المرجانية

تنفيذًا للبروتوكول الموقع بين وزارة البيئة وأكاديمية البحث العلمي لمواجهة الظروف البيئية والمناخية والممارسات البيئية البشرية التي أدت لتدمير أجزاء من الشعب المرجانية، تسعى الأجهزة البيئية المختصة وإدارة محميات البحر الأحمر في إطلاق أول مشروع لاستزراع الشعاب المرجانية لبعض المناطق بمنطقة الجزر الشمالية بمحافظة البحر الأحمر.

المشروع يهدف إلى الحفاظ على البيئة، وذلك من خلال مواجهة التحديات البيئية، وكذلك من خلال إيجاد حلول تكتولوجية للمشكلات البيئية، واستخدام ذلك في إعادة تأهيل وإصحاح الشعاب المرجانية بمواقع تأثرت بالأنشطة البشرية من خلال إنشاء حاضنات الشعاب المرجانية وإعادة التأهيل للأماكن الأكثر تضررًا.

وكان قد أصدر المؤتمر الأول للجنة العلمية التي شكلتها الأجهزة المختصة عن قطاع البيئة، وفي مقدمتها جمعية المحافظة على البيئة بالغردقة في يونيو الماضي، عدة توصيات بشأن إمكانية استزراع الشعاب المرجانية بالبحر الأحمر بخاصة في المناطق التي كانت قد تعرضت لانتهاكات قبل صدور قانون حماية البيئة رقم 4 لسنة 1994.

كما أوصى بنقل بعض أجزاء من المستعمرات المرجانية من أماكنها الأصلية لزراعتها فى مناطق أخرى، ولكن في حال الضرورة الملحة لإقامة مشروعات ذات طابع قومي وعدم إعطاء انطباع بأن نقل المرجان واستزراعه من خلال الأسلوب اللاجنسي هو الأسلوب الأمثل لإعادة تأهيل بعض المناطق.

وفي تصريح له أكد الدكتور محمود حنفي أستاذ البيئة البحرية بجامعة قناة السويس، المستشار العلمي لجمعية المحافظة على البيئة بالغردقة، والمشرف على المؤتمر، أن هذه التوصيات تضمنت ضرورة إعادة تأهيل بعض المناطق المعروفة بحيودها المرجانية بمدينة الغردقة تحديدًا، والتى كانت قد تعرضت لعمليات تدمير نتيجة لأعمال ردم أجزاء من الشاطئ وأعمال الحفر والتجريف التي وقعت خلال السنوات التي سبقت صدور قانون البيئة رقم 4 لعام 1994.

وتابع أن ذلك سيتم من خلال اتباع التكاثر الجنسي فقط وعدم إجازة أية أعمال خاصة بزراعة المرجان اعتمادًا على أسلوب التكاثر اللاجنسي، والذي فيه يُعتمد على كسر مستعمرات المرجان وإعادة استزراع القطع الناتجة عن ذلك أو نقل المرجان من مكانه الأصلي إلى أماكن بديلة، إلا في بعض الحالات مثل كسر المرجان الناتج عن حوادث اصطدام المراكب واللنشات البحرية به، وذلك على أن تتم الزراعة من خلال باحثي البيئة والمحميات الطبيعية.

 

لماذا تزرع الشعب المرجانية؟

ويتسبب ارتفاع درجات الحرارة في إحداث ابيضاض الشعاب المرجانية بشكل متزايد، ليهدد بذلك البيئة البحرية، إذ أن المرجان له حساسية شديدة لدرجات الحرارة، حيث يعيش وينمو في درجة حرارة لا تتعدى 35 درجة مئوية وإلا يصبح عرضة للهلاك.

وتفسير ابيضاض المرجان العلمي الدقيق أنه يحدث عند موت أو طرد الطحالب التكافلية المجهرية المسماة zooxanthellae التي تعيش في أنسجة المرجان، مما يؤدي إلى ضعف ومرض المرجان وتغير لونه إلى اللون الأبيض، إذ أن الطحالب تشكل مصدرًا رئيسيًا للغذاء وللألوان الزاهية للمرجان، ويرجح العلماء أن السبب الرئيسي لابيضاض المرجان هو ارتفاع درجات حرارة المحيطات.

ووفق دراسة جديدة فإنه بمقدور الشعاب المرجانية التي صمدت أمام الابيضاض الشديد، المحافظة على خصائصها المرنة حين يتم نقلها إلى مستعمرات شعاب مرجانية مختلفة أو متضررة.

لذا قام فريق البحث بالاحتفاظ ببعض العينات من الشعاب المرجانية الأصلية وزرعوا البعض الآخر في الشعاب المرجانية الثانية، ثم قاموا بتتبع صحة الشعاب المرجانية وظروف البيئة المحيطة بعناية، وقاس الفريق معدلات التمثيل الضوئي، والتمثيل الغذائي، وصحة الطحالب التكافلية، ووجدوا أن الشعاب المرجانية المقاومة للتبييض بقيت على هذا النحو، حتى في بيئة جديدة.

وزراعة المرجان هي واحدة من الاستراتيجيات التي تمت تجربتها في الحيد المرجاني العظيم في استراليا، وأظهرت تلك الطريقة نتائج واعدة في تجديد الشعاب المرجانية التي تضررت بسبب تغير المناخ أو غيره من الأنشطة البشرية الضارة، ويتوقف نجاح هذه الاستراتيجية على وجود المرجان "الناجي" الذي أثبت قوته وقدرته على البقاء في مواجهة الظروف الصعبة لمواصلة إظهار خصائصه المرنة بعد نقله إلى بيئة جديد.

 

65 بالمئة منها معرض للاختفاء

وحسب إحصاءات الأمم المتحدة فإن 65 في المئة من الشعاب المرجانية معرضة للاختفاء، ويرجع السبب لعوامل عدة منها العوامل الطبيعية المتمثلة في التغير المناخي، والعامل البشري الذي يستنزف المرجان باقتلاعه من القيعان للاتجار به، نظراً لارتفاع سعره، حيث يصل ثمن الكيلوغرام إلى 5000 دولار، وعلى جانب آخر بحسب الأرقام تمثل الشعاب المرجانية 36 مليار دولار سنوياً من القيمة الاقتصادية للعالم.