رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«السيفترياكسيون».. سر المادة الخطيرة في حقن المضاد الحيوي القاتلة

حقن السيفترياكسيون
حقن "السيفترياكسيون"

مأساة جديدة تضاف إلى سجل مآس ضحايا حقن المضاد الحيوي، وذلك بوفاة طفلتين شقيقتين مؤخرًا في محافظة الإسكندرية عقب تناولهما حقنة مضاد حيوي دون إجراء اختبار حساسية، وهو الأمر الذي استدعى التوقف عند خطورة حقن الحساسية تلك والسر وراء تحولها إلى حقن قاتلة في لحظات خاطفة.

وتعد أكثر أنواع حقن المضاد الحيوي المنتشرة في الأسواق والتي تسببت في وقوع العديد من الضحايا وأخرهم الشقيقتين الطفلتين هي حقنة مضاد حيوي تدعى "السيفترياكسيون".

وتنتمي مادة "سيفترياكسون" إلى مجموعة المضادات الحيوية المقاومة للبكتيريا، وهي تعمل عن طريق قتل البكتيريا، كما تستخدم لعلاج الإصابة ببكتيريا الدم وحالات عدوى الجهاز التنفسي وإصابة الأغشية والسوائل المحيطة في المخ، والحبل الشوكي.

وتدخل مادة "ceftriaxone"، في صناعة 9 مستحضرات دوائية تشمل سفترياكسون، المخصصة للأطفال في حالات البرد أو السخونية، وأيضا حقن "سيفاكسون، وينترياكسفون، إيبسفين، وروسيفين، وسيفوتركس، وترياكسديل، وزوراكسون، وزوكسديل".

أما عن الجرعات المعتادة للبالغين فهي 1 جم مرة واحدة يوميًا، وفي حالات العدوى الشديدة قد تصل الجرعة من 2 إلى 4 جم يوميًا، أما الأطفال أقل من 12 سنة فيستخدم منها جرعات تتراوح من 20 إلى 50 مللي جرام مرة واحدة يوميًا، وفي حالات العدوى الشديدة قد تصل الجرعة إلى 80 مللي جرام، أما في الأطفال المبتسرين لا يجب أن تزيد الجرعة عن 50 مللي جرام يوميًا وذلك حسب مركز اليقظة الصيدلية.

وتتركز خطورة حقن "سيفترياكسون" في أنه قد يصاحبها ظهور حالات حساسية لدى بعض المرضى، لذا يجب تجنب ذلك من خلال إجراء اختبار حساسية أولًا قبل تناولها كما يجب سؤال المريض قبل الحقن إذا كان لديه حساسية منها أو إي مادة أخرى من مجموعة "السيفالوسبورين" أو مجموعة "بيتالاكتام".

ومن جانبها كانت قد نوهت النقابة العامة للصيادلة من قبل على خطورة حقن   "ceftriaxone" عندما أرسلت خطابا إلى رئيس مجلس الوزراء د.مصطفى مدبولي، يفيد برصد حالات وفاة نتيجة الإصابة بحساسية شديدة من منها، وعلى الرغم من ذلك يتداولها بعض الصيادلة دون إجراء اختبارات الحساسية وهو ما أدى إلى استمرار وقوع ضحايا هذه الحقنة.

وفي تصريح له كان قد أكد الدكتور محيي عبيد نقيب صيادلة مصر السابق إنه تلاحظ في الآونة الأخيرة حدوث حساسية شديدة ودخول بعض المرضى في صدمة Anaphylactic shock وذلك نتيجة إعطاء المضادات الحيوية، دون عمل اختبار، واستنكر محي وصف بعض الأطباء مضادات حيوية شديدة المفعول لأطفال دون سن العام ونصف، موضحًا أن هذا الأمر يمثل عشوائية كبيرة في صرف المضاد الحيوي.

وإجراء اختبار الحساسية للطفل الللازم إجراؤه قبل إعطاء حقنة السيفترياكسيون حسب الصيدلي عصام عبد الرحمن صاحب إحدى الصيدليات بمنطقة المعادي يكون من خلال جزء من حقنة المضاد الحيوي بحلها على 5 ملي من ماء الحقن في سرنجة 5 سم، ثم أخذ مقدار 10 وحدات بسرنجة أنسولين وتخفيفه بعد ذلك حتى 100 وحدة بماء الحقن، كما يتم تنظيف منطقة ظاهرة من ذراع الطفل و عمل دائرة حول مكان الحقن قطرها 4 سم ويتم حقن المنطقة بـ10 وحدات من الدواء.

وأضاف أنه يجب أن يكون الحقن في طبقات الجلد العليا وليس تحت الجلد وذلك لكي يستدل على علامات التحسس بإنتفاخ في الجلد على سبيل المثال، مضيفًا أنه يجب ترك الطفل بعد ذلك لمدة من 15- 35 دقيقة لملاحظة أعراض الحساسية "احمرار، تورم، حكة" مُشيرًا إلى أنه إذا ظهرت أعراض الحساسية يمتنع عن إعطاء الطفل حقنة المضاد الحيوي، وذلك لأن الحساسية تتدرج من مجرد طفح جلدي وهرش وتورم إلى الموت.

وتابع أن إجراء اختبار الحساسية لجميع حقن المضادات الحيوية فيما عدا "البنسيلين" لا يعد ضمانًا لعدم حدوث صدمة تحسسية للطفل  فقد يثبت الاختبار عدم تحسس الطفل من مكونات حقنة المضاد ثم يصاب الطفل بأعراض الحساسية، لذا يجب إعطاء الطفل الحقنة في مكان مجهز لإسعاف الطفل سريعًا من الفريق الطبي فى حالة حدوث الصدمات التحسسية.

أما عن أعراض الصدمة التحسسية التي قد تحدث للطفل من حقن المضادات الحيوية أوضح الدكتور محمد عبد الحميد مالك إحدى الصيدليات الشهيرة  أنها تكون على شكل انتفاخ وتورم وإكزيما عنيفة في الجلد، أو في الجهاز التنفسي مثل الكحة الشديدة، واحمرار العين والتورم، وضيق التنفس والاختناق، وكذلك تسارع نبضات القلب مع إغماء وفقدان وعى، أو أنها قد تصيب الجهاز الهضمى في شكل قيء مستمر مع إسهال وجفاف.

أما عن طرق إسعاف الطفل المصاب  بحساسية حقن المضاد الحيوي قال أخصائي يجب استلقاء الطفل سريعًا على الأرض مع رفع قدميه على كرسى ليصل الدم إلى المخ، وإعطاؤه على الفور الطفل أمبول "أدينالين" تركيز ١ملجم /١ مل يعطى في عضل الفخذ الأمامى بشكل عميق حسب الوزن والجرعة بمعرفة الطبيب، وفي حالات ضيق الصدر والاختناق يوضع الطفل على الأكسجين فورًا.

وأشار عبد الحميد إلى أن عقار ceftriaxone ليس العقار الوحيد الذي قد يتسبب في مضاعفات خطيرة بل هناك العديد من الأدوية التي تؤدي تركيباتها إلى تفاعلات غير مرغوبة داخل جسم الإنسان في حال عدم اجراء اختبارات خاصة بحساسية الجسم للعقار، مثل حقن "سيفاكسون، وينترياكسفون، إيبسفين، وروسيفين، وسيفوتركس، وترياكسديل، وزوراكسون، وزوكسديل ، ميسبورين، اوفرامكس".