رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

في ذكراه.. من هو القديس «الثاؤلوغوس»

الكنيسة
الكنيسة

تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، برئاسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية، اليوم، بذكرى نياحة القديس غريغوريوس الثاؤلوغوس.

وقال الباحث عادل عوض، في تصريح خاص، إن القديس غريغوريوس يسمى بعدة ألقاب منها  الناطق بالإلهيات أو الثيولوغوس، النزانزي، النيزنزي، النازيانزي، النزنيزي، اللاهوتي الكبادوكي، وكلمة غريغوريوس تعنى باليونانية ساهر، وقد سمي بهذا الاسم كثيرون أشهرهم ثلاثة قديسين عظماء منهم غريغوريوس الثيؤلوغوس ( الناطق بالإلهيات).

وتابع: “لقب بالناطق بالإلهيات لمعرفته العميقة بالدين وقد ولد فى مدينة نيازنيرا من أب قديس بنفس الاسم، وكانت أمه سيدة تقية وقديسة تدعى (نونى) وهما قديسان تكرمهما الكنيسة، وطلبت الأم من الرب أن يرزقهما ولدا فاستجاب لها وأنجبت هذا القديس، ونشأ فى بيت تقي تحت رعاية أم تعتني بحياته الروحية كما تدبر شئونه الجسدية، حتى بلغ سن الشباب فذهب للدراسة فى أثينا حيث تقابل مع صديقه الحميم القديس باسيليوس الكبير، ولما عاد إلى بلده بدأ يحيا حياة النسك ثم ذهب ليعيش مع صديقه باسيليوس فى حياة الخلوة والتأمل فى المكان الذى أنشأه فى بنطس”.
 

وواصل: "ولكن حياة الخلوة لم تستمر فقد ذهب تحت إلحاح والده الشيخ وإصرار الشعب، وقبل سيامته قسا ليساعد والده فى الخدمة واختير صديقه باسيليوس أسقفا على قيصرية الكبادوك، ثم رسم هو أسقفا على مدينة صغيرة تدعى سازيما، لكنه لم يدخلها بل هرب إلى الجبال ليختلى هناك، وظل مختليا حتى دعته الكنيسة الأرثوذكسية بعد أن انتشرت البدع والهرطقات بها ولا سيما بدعة الأريوسيين فبعث الإيمان الأرثوذكسى القويم إلى الحياة فى النفوس، وتسلح القديس بالصبر والوداعة والحب، وصار يعلم بموهبة نادرة وإرشاد الهي حتى عقد المجمع المسكونى الثانى، وكان له فيه دورا كبيرا ثم عاد إلى موطنه نيازينزا وعكف على العبادة بالروح والحق، وكتابة العديد من المؤلفات حتى أعطته الكنيسة لقب (ثيؤلوغوس) أى ناطق بالإلهيات لعظاته وكتاباته المشهورة عن إثبات لاهوت المسيح وعقيدة التثليث والتوحيد. 

واستكمل: “من تلاميذه المشهورين القديس ايرونيموس (جيروم)، وقد بلغت كتاباته خمسة وأربعين مقالا، ومائتين وأثنى عشرة رسالة روحية وثمان وسبعون قصيدة لاهوتية، وسبع وتسعون قصيدة عن شخصيات مختلفة ومائة وتسع وعشرون عبارة مكتوبة على النصب التذكارية، وبعد جهاد طويل أسلم روحه الطاهرة عام 391 م، وتعيد له الكنيسة اللاتينية فى 9 مايو، وتعيد له الكنيسة القبطية فى 24 توت”.