رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أحمد كمالى يا سيادة الوزير (ة)

منذ سنوات طويلة وأنا أشاهد «أحمد كمالى» و«عمرو إبراهيم» مثل طيفين لا ينتميان لعالم المادة الذى نحياه.. يدخلان روزاليوسف فى صمت.. يحملان معهما أعدادًا من مجلة «أيام مصرية» يوزعانها بسعر رمزى للغاية «جنيه واحد فقط» أو يتركانها كإهداء.. ثم يرحلان فى صمت كما جاءا فى صمت.. باحثان فى علم التاريخ وهبا حياتهما للمعرفة.. يمولان مجلتهما الهامة جدًا من أموالهما الشخصية القليلة ويحصلان على تمويلات بسيطة ينفقانها أيضًا على المجلة.. كانت مجلتهما «أيام مصرية» رائدة فى مجالها قبل أن نعرف فيسبوك وينتشر الإعجاب بالصفحات التاريخية بين قطاعات كبيرة من الشباب والأجيال الجديدة.. كانت فكرة «أيام مصرية» هى التاريخ لمؤسسات مصر الحديثة فى العصر الليبرالى وتتبع قصص الريادة المصرية من خلال تاريخ المؤسسات والبنوك والجامعة ومعهد الموسيقى.. وهى فكرة عظيمة ما أحوجنا إلى إعادة إحيائها اليوم.. دار الزمن دورته وتعب هذان المقاتلان من القتال.. وغيّب الموت الباحث «عمرو إبراهيم» منذ سنوات.. واختفى «أحمد كمالى» من الساحة.. اتصلت به لأطلب مشاركته معنا ففوجئت بأن هذا المقاتل وقع ضحية لمرض «التصلب المتعدد» وأنه للأسف أصابه بما يشبه الشلل.. ونتج عن هذا آثار جانبية معروفة فى مثل هذه الأحوال.. اتصلت بالصديق خالد منتصر أسأل عما يحتاجه علاج هذا المثقف الزاهد والوحيد فقال لى إن الأمر يحتاج لقرار عاجل من وزير الصحة د. خالد عبدالغفار.. وإنه فكر أن يكتب بعد أن يستأذن الأستاذ أحمد كمالى.. فكرت أن الأمر لا يحتاج استئذان مواطن أعطى ما لديه كى أطلب له حقًا من حقوقه.. وكان فى ذهنى أن مصر الآن تقدر الشرفاء الذين أعطوا ولم يأخذوا شيئًا.. إلى جانب مناشدتى الدكتور خالد عبدالغفار أطالب الدكتورة نيفين الكيلانى، وزيرة الثقافة، بالسعى لعلاج الأستاذ أحمد كمالى فى أحد مستشفيات الدولة أو القوات المسلحة تقديرًا لجهده فى حفظ التاريخ المصرى بمبادرة ذاتية منه لسنوات طويلة دون سعى إلى مكسب مادى أو شخصى إلا ما يُقيم الأوَد ويحفظ الحياة.. فبمثل أحمد كمالى تتقدم الأمم.