رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

3 أكتوبر.. احتفالات فرنسيسكان مصر بعيد القديس فرنسيس الاسيزي

جريدة الدستور

ينظم إقليم العائلة المقدسة للرهبان الفرنسيسكان في مصر، برئاسة الاب مراد مجلع، احتفالاته بعيد القديس فرنسيس الاسيزي 3 أكتوبر، وذلك في كنيسة راهبات قلب مريم الطاهر في قصر النيل بالقاهرة.

وقال الدكتور يواقيم رزق مرقس، في كتاب «محاضرات في تاريخ الكنيسة الغربية»، إن القديس فرنسيس الاسيزي واحد من أعظم القادة الدينيين الذين كانوا فرسان العصور الوسطي في عالم المعرفة الروحية، ولد في مدينة اسيس (أسيسي أو أسيزي) في عام 1182 وكان أبوه واحد من كبار تجار المنسوجات، في منطقه وسط إيطاليا وكانت أمه فرنسية أخذ عنها حب الموسيقي والغناء، وعلي الأخص أناشيد الفروسية التي كان يتغنى بها الشعراء المتجولون كان اسمه الأصلي يوحنا برنادون، أطلق عليه اسم فرانز ومعناه الرجل الفرنسي ربما لتعاطفه مع الجنس الفرنسي أو حبه للروايات الفرنسية.

واشتهر في أول عهده بالإسراف في أنفاق المال ومنافسة أبناء النبلاء في الأناقة وحب الملبس الفاخر لكنه منذ البداية كان محبًا للفقراء والمساكين، ويُحكى أنه كان ذات يوم مشغولًا ببيع المنسوجات لأحد تجار المدينة فمر به شحاذ يطلب إحسانًا، فلما فرغ من البيع كان الشحاذ قد مضي وتركه، فما كان من فرانز إلا أنه ترك تجارته وبضاعته وراح يركض في الطرقات بحثًا عن هذا الشحاذ وما أن وجده حتى أعطاه مالًا كثيرًا.

ولما كبر فرانز (فرنسيس) انخرط في سلك الجيش وانضم إلى جماعات المحاربين الذين كانوا منتشرين في مدينه أسيسي فكان أشجع فرسان عصره.

وفي شبابه أصيب بمرض شديد وبينما هو يتألم في فراشه سرح بفكره في السيد المسيح وانتابه نشاط ديني جعله ينشغل بالله ويتجه إلى إظهار نشاط كبير في خدمه المحتاجين. وبدلًا من الاتجاه إلى إشباع ميوله نحو الفروسية، وجه كل اهتمامه نحو المنبوذين والبؤساء وبالأخص المصابين بالبرص، الذين كان الناس يأنفون منهم. ويُقال أنه كان ذات مرة يمتطي جواده وأثناء مروره في أحد الشوارع قابل إنسانًا أبرصًا، ففكر في أن يرجع من الطريق الآخر ولا يري الإنسان، إلا أنه عاد إلى نفسه ليقاوم هذا الإحساس وقفز بحصانه إلى الإمام وما أن اقترب من هذا الأبرص حتى نزل من ظهر حصانه وركض نحو الرجل وقدم له شيئًا من المال، ولكنه أحس بأنه لم يفعل شيئًا يستحق الذكر فعاد إلى الرجل واحتضنه وقبله.

وذهب بعد ذلك إلى مستشفي للبرص في أسيسي واشترك في إسعاف نزلائها وتعامل معهم لا كمصابين بأمراض يأنف منهم الناس، ولكن كأخوة في المسيح وكان غريبًا في تلك الأيام أن يهتم الناس بالبُرص أو يظهروا لهم الحنان. وكذلك أظهر فرانسز اهتمامًا عظيمًا بتعمير بعض الكنائس القديمة المهدمة والمهجورة وهو بهذه الإعمال كان يعبر عما يعتمل في نفسه من شوق غامر ورغبه عارمة في خدمه الله.

وغضب عليه أبوه وحاول أن يمنعه من هذه الخدمة التي كان قد كرس نفسه لها ولكنه فشل في منعه واستمر في خدمته فاعتبره أبوه عاقًا أو أصابه مَسّ من الجنون. ولكن فرانسز أعلن هذه في رفضه مال أبيه وممتلكاته وراح يجول العالم كرجل فقير.

وتوجه بعد ذلك إلى إحدى الكنائس، وفي أثناء خدمته سمع الكاهن يردد جزء من الإصحاح العاشر من بشارة القديس متى البشير والخاص بإرسال يسوع تلاميذه إلى العالم لكي يكرزوا ببشارة الملكوت فاعتبرها فرانسز دعوه خاصة موجهه إليه من الرب رأسًا فأطاعها في الحال.

ومع أنه كان عِلمانيًا إلا أنه راح يعظ في المدينة بطريقه فعاله ومؤثرة لأنه كان يقدم للناس المسيحية في بساطتها، وكان الفعل الأكبر في تأثيره على سامعيه راجعًا إلى إخلاصه ومحبته ليسوع، خاصة عندما رآه الناس وقد تخلي عن كل إرادته وأمواله ومقتنياته وملابسه الأنيقة الفاخرة، حتى أصدقاءه هجرهم وراح يتجول مرتديًا جلبابًا من الصوف الأحمر وحول حقويه منطقه من جلد. ورغم هذا الحرمان الذي فرضه على نفسه لم ينقصه شيء من فرحه وغبطته وخِفة روحه هذه الخصال كلها جذبت الناس إليه والي طريقته في خدمه السيد المسيح.