رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

متحدث الروم عن المطران وير كاليستوس: رحل لاهوتي كبير شهد لإيمانه

نيقولا أنطونيو
نيقولا أنطونيو

أطلق الأنبا نيقولا أنطونيو، مطران طنطا والغربية، متحدث كنيسة الروم الأرثوذكس نشرة تعريفية عن المطران الراحل وير كاليستوس مطران دوكليا (في فريجيا) أبرشية ثياتيرا وبريطانيا العظمى.

قال نيقولا، في نشرته التي أطلقها عبر فيسبوك:«كاليستوس وير مطران ولاهوتيّ أرثوذكسي مميّز 1934-2022 أسقف وعالم لاهوت من الكنيسة الأرثوذكسية الشرقية منذ عام 1982. 

حصل على أسقفية اسمية من ديوكليا في فريجيا (اليونانية: Διόκλεια Φρυγίας)، تم تعيينه لاحقًا لقبًا أسقفية متروبوليتية في عام 2007، تحت بطريركية القسطنطينية المسكونية وهو أحد أشهر الكهنة واللاهوتيين الأرثوذكس الشرقيين المعاصرين. من 1966 إلى 2001، كان محاضرًا في سبالدينغ للدراسات الأرثوذكسية الشرقية في جامعة أكسفورد.

عرفته الكنائس الشرقية بكتابَيه المترجَمَين إلى اللغة العربية في سبعينيات القرن الماضي: "الكنيسة الأرثوذكسية في الماضي والحاضر"، و"الكنيسة الأرثوذكسية إيمان وعقيدة". فعرفنا منهما الكثير ممّا لم نكن نعرفه عن كنيستنا آنذاك؛ ما زاد في حبّنا لها ومطالبتنا لأنفسنا بمسؤولية نهضتها. لقد أدهشتنا سلاسته في العرض، ولغته السهلة والمكتنزة معلومات ثمينة في الوقت ذاته. أمّا أمانته للتقليد الأرثوذكسي الحيّ، والمسلَّم إلينا عبر تراث الكنيسة الروحي وقدّيسيها العظام، وانفتاحه، في الوقت ذاته، على ثقافة هذه الدنيا الراقية ومعرفته بتحدّيات الإيمان والكنيسة القديمة والمعاصرة، فحدّث ولا حرج.

ثمّ كان كتابه المميَّز:"الطريق الأرثوذكسي" [طبع بالعربية مرّتين] الذي عرض فيه الإيمان الأرثوذكسي للمسيحيين الغربيين. مقارناته الدقيقة والرقيقة بين الرؤيتين الأرثوذكسية والغربية (كاثوليكية وبروتستانتية) لامستنا في العمق. أن تكون متمكناً باستقامة في رؤيتك الإيمانية إلى أقصى حدّ ومنفتحاً، إلى أقصى حدّ أيضاً، على الحوار مع إخوتك الذين تختلف وإيّاهم في الرؤية، أمر ما كنّا نعرفه نحن الذين نشأنا في زمن الجدال العقائدي الهجومي، بل المستهزئ أحياناً، الذي ساد في القرنين الماضيين عند كل الكنائس المسيحية.

في مقابلة أُجريت معه في العام 2011 إلى القول في معرض الحديث عن المهتدين الى الأرثوذكسية: "من جهتي، أؤمن بأنّ القدّاس الإلهي هو الشهادة البشاريّة الأهمّ عندنا. إنّه المصدر المُحيي، الذي ينبثق كلّ شيء منه. لذلك أقول للذين يُبدون اهتماماً بالأرثوذكسيّة: "تعال وانظر. تعال إلى الليتورجيا". فالأمر الأوّل اللازم لهم، هو أن يدخلوا في خبرة الأرثوذكسيّة، باعتبارها جماعة عابدة. نبدأ من الصلاة، لا من إيديولوجيا نظريّة تجريديّة، ولا من قواعد أخلاقيّة، بل من الرابط الحيّ بالمسيح، ذاك المَعَبَّر عنه بالليتورجيا".

وعندما سأله المحاور أنّ الدخول في هذا قد يكون صعباً على من هم خارج الكنيسة، أجابه: "نعم، دعهم يفهمون ما يعطيهم الله أن يفهموه. ارمِهم في أعمق وأبعد نقطة من بركة السباحة وانظر ما يحدث هذه مقاربة أرثوذكسيّة أساسيّة عندنا. لا أريد أن أقدّم لهم نسخة ضحلة من الأرثوذكسيّة".

كاليستوس وير وجه مضيء للمسيحية الأرثوذكسية في عالمنا المعاصر. رحل مؤخرا. وبرقاده يغيب لاهوتيّ كبير شهد لإيمانه بلغة يفهمها إنسان اليوم، واستخدم ثقافته الواسعة ليستشهد بآباء الكنيسة القدامى والحديثين، كما وبأدباء ومفكّرين ولاهوتيّين من خارج كنيسته.