رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

دراسة تحلل أسلوب مقالات هيكل: الذاتية ‌سمة «الأستاذ» الرئيسية

محمد حسنين هيكل
محمد حسنين هيكل

عُنيت دراسة الباحث عماد عبد الراضى عبد الرءوف بمرحلة الدكتوراه فى قسم اللغة العربية بكلية الآداب جامعة عين شمس تحليل مقالات الكاتب الصحفى الأشهر محمد حسنين هيكل (23 سبتمبر 1923 –17 فبراير 2016)؛ والكشف عن أهم الظواهر الأدبية فى مقالاته التى نشرت فى كل من صحف "الأهرام، أخبار اليوم، آخر ساعة، المصرى اليوم، الشروق، ووجهات نظر"، وتوصلت الدراسة الى عدد من النتائج أبرزها:"

حدد ‌الباحث ‌بعض‌ الظواهر‌ الأدبية‌ رأى ‌أنها‌ الأبرز ‌فى ‌أسلوب ‌هيكل، ‌فتتبع‌ هذه ‌الظواهر، ‌وهى:‌"المقالات ‌الذاتية‌– الإطناب‌– براعة‌ الاستهلال‌– الأسلوب‌ القصصى‌– أسلوب ‌أدب الرحلات"، ‌وجعلها ‌مباحث للرسالة، ‌واعتمد ‌فى ‌تحليلها‌ على ما استخلصه من نصوص المقالات مما يعِّبر عن كل ظاهرة ويوضحها، ومن أبرزها:

- أحاطت ‌بالكاتب‌ محمد‌ حسنين ‌هيكل‌ فى‌ نشأته ‌ظاروف ‌ثقافية ‌ساعدت‌– مع‌ حبه ‌الشديد ‌للأدب ‌والشعر ‌والصحافة- على ‌صنع ‌عقلية ‌ثقافية‌ انعكست ‌على ‌أسلوب‌ كتاباته،‌ وأكد‌ هو ‌ذلك،‌ حيث ‌قال ‌إن ‌أسلوبه‌ فى‌الكتابة‌ هو‌نتاج‌ لكل‌ العوامل‌ والظروف ‌التى ‌مر ‌بها‌ فى‌حياته.

_ كان‌ اهتمام‌ هيكل ‌بالأدب ‌هو‌السبب‌ الرئيسى ‌فى ‌فترة‌ الأزدهار‌التاريخية‌ التى‌ عاشتها‌ جريدة ‌الأهرام،‌ حيث ‌جعل ‌من ‌الأدب ‌والأدباء العمود‌ الفقرى ‌للجريدة.

_ "الذاتية" ‌هى‌السمة ‌الرئيسية ‌فى ‌مقالات‌هيكل،‌ فأسلوبه  ‌فى‌كتابة ‌مقالاته‌ ينبع ‌فى الحدث، إما بالرأى أو بالمشاركة الفعلية، ورغم من‌"شخصه" ‌فهو متواجد دائما ذلك‌ فإن ‌تلك ‌المقالات ‌تتسم‌ بالتنوع ‌فاى ‌أسلوب ‌التعبير‌عن‌ هذه ‌الذاتية، ‌مما ‌يشكل‌ وسيلة‌ جذب ‌للقارئ.

_ يخطئ ‌من‌ يحاول ‌الثناء ‌على ‌أسلوب ‌هيكل‌ فيصفه ‌بـ"الإسهاب"، ‌بل ‌الصواب‌ أن ‌يوصف‌ بـ "الإطناب"، ‌لأن الإطناب من البلاغة ،‌بينما الإسهاب‌ "كما اردف‌ عيب فى الكتابة، وقد كان هيكل حريصا على أن تكون زيادة الألفاظ فى مقالاته لفائدة ، ولإشباع توكيد المعنى وتوصيله كاملاً للقارىء ، حتى لو أدى ذلك إلى زيادة مساحة مقالاته.

_ أكثر ‌هيكل‌ من‌ استخدام ‌أنواع‌ الإطناب ‌فى‌مقالاته، ‌مع‌ التنويع‌ فى‌ استخدامها‌ فى ‌الفقرة‌ الواحدة، ‌وفى ‌الجملة‌ الواحدة ‌فى ‌بعض ‌الأحيان،‌ وكان ‌لذلك ‌أغراض‌  بلاغية‌ كثيرة ‌أبرزها ‌توكيد ‌المعنى ‌والمبالغة ‌والتخصيص.

– كان هيكل يولى اهتماما كبيرا بافتتاحيات مقالاته ، ويعتبر السطر الاول هو المفتاح ‌الذى ‌ينفذ‌ منه ‌إلى ‌جوهر ‌ما ‌يريد،‌ وكان ‌الاستهلال ‌عنده‌ وسيلة‌ للربط‌ بين‌ كل‌ عناصر ‌المقال،‌ وأداة‌ يستخدمها‌ لتحقيق التماسك النصى ،‌وتنوعت ‌استهالاته‌ بين‌ الأسلوبين ‌الخبرى‌ والإنشائى،‌ وإن ‌غلب ‌عليه أسلوب ‌الخبرى ‌بشكل ‌كبير،‌ وكانت ‌أبرز ‌استهالاته ‌بالاستفهام ‌وبالحوار.

_ يمتلك‌ هيكل ‌قدرة ‌فائقة ‌على‌"القص"، وبالرغم من أنه لم يصدر أعمالاً قصصية فإنه كتب هذا اللون الأدبى فى مقالاته، فاعتمد فى الكثير منها على الأسلوب القصصى، حتى إن فى بعض مقالاته قصصاُ متكاملة العناصر، وقد كتب هذه المقالات بلغة ادبية تشبه فى سهولتها وبلاغتها لغة الروايات.

_ كتب ‌هيكل ‌سلاسل ‌مقالات ‌تنتمى ‌فى ‌مجموعها ‌إلى‌"أدب ‌الرحلات"، ‌ورغم‌ أنه ‌نفى ‌أن ‌يكون‌ قد ‌تعمد ‌كتابة ‌هذا ‌اللون ‌من ‌الأدب ‌فى‌مقالاته، ‌فإن ‌هذه‌ السلاسل‌ تضمنت ‌من‌ عناصر‌أدب‌ الرحلة‌ ما‌ يجعلها ‌تنتمى ‌إليه، ‌خاصة‌ مع‌ المرونة الكبيرة فى تعريف أدب الرحلات وتعيين معالمه، ويدعم هذا الأمر صدور كتاب لهيكل فى أدب الرحلات.