الفقي: مكتبة الإسكندرية أصبحت جهة ترشيح لجوائز الدولة واعتز بسنوات عملي بها
توجه الدكتور مصطفى الفقي بالشكر للدكتور أحمد زايد، مدير مكتبة الإسكندرية والعاملين بالمكتبة على احتفال التكريم الذي أقيم له اليوم، مؤكدًا أنه يعتز كثيرًا بالسنوات التي أمضاها كمدير لمكتبة الإسكندرية ويشعر بالرضا عما تم تحقيقه خلال تلك السنوات.
جاء ذلك احتفالية كبرى لتكريم د.مصطفى الفقي المفكر السياسي، بحضور محافظ الإسكندرية، ود.إسماعيل عبد الغفار، رئيس الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري، ود.عبد العزيز قنصوة، رئيس جامعة الإسكندرية، ود.عصام شرف، رئيس وزراء مصر الأسبق، والدكتور علي الدين هلال؛ أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، ومنير فخري عبدالنور، وزير الصناعة والتجارة الأسبق، وعدد كبير من المثقفين والمفكرين والكتاب.
وتحدث الفقي عن عدة محطات خلال فترة رئاسته لمكتبة الإسكندرية، منها مقابلة رئيس جمهورية اليونان الذي أبدى اهتمامًا كبيرًا بالتعاون مع مكتبة الإسكندرية في ملف حوار حضارات البحر المتوسط، وتطرق الفقي إلى اللقاء مع رئيس البرتغال وطلب الحصول على الكشوف الجغرافية والخرائط الأصلية لرحلات البحارة البرتغاليين لحفظها بمكتبة الإسكندرية، كما تحدث الفقي عن زيارة الملك تشارلز الثالث لمكتبة الإسكندرية، وانبهاره الشديد بما تحويه من مقتنيات.
وقال الفقي إن المكتبة حققت عدة إنجازات في السنوات الأخيرة، فقد أصبحت جهة ترشيح لجوائز الدولة، وفازت بجائزة الشيخ زايد للكتاب.
وألقى الفقي محاضرة بعنوان «الدولة المصرية والرؤية العصرية»، تحدث فيها عن قضية خارجية وهي «سد النهضة»، وقضية داخلية وهي "المجتمع المصري".
وقال الفقي إن قضية سد النهضة تنطوي على عدد كبير من العقبات، منها أن معظم الدول العظمى صاحبة حق الفيتو بمجلس الأمن لن تأخذ موقفًا ضد إثيوبيا، كما أن مصر لم تحصل على الدعم العربي والإفريقي المطلوب في هذا الشأن، إلى جانب وجود أزمة ثقة تاريخية بين مصر وإثيوبيا.
وأكد الفقي أن قضية سد النهضة ترتبط ارتباطًا شديدًا بمستقبل مصر، وأن هذه القضية تستدعي خلق شبكة مصالح مشتركة مع أديس أبابا ودول أخرى بهدف الخروج من هذه الأزمة.
من ناحية أخرى، تحدث "الفقي" عن علم الاجتماع ودوره في فهم سلوك البشر والعادات والتقاليد التي تحكم الجماعات البشرية، داعيًا إلى زيادة الاهتمام بهذا العلم وحث الباحثين على فهم تركيبة الأسرة المصرية ودراسة العلاقة بين البشر وتاريخهم الاجتماعي بهدف إحداث بعض التغيرات الاجتماعية وتغيير بعض ملامح المجتمع وأوضاعه للأفضل.
شهدت الاحتفالية تبادل بعض الكلمات من المفكرين وأصدقاء د.مصطفى الفقي، بدأها د.عصام شرف الذي لفت إلى أنه يتمتع بعلاقة قديمة مع الدكتور مصطفى الفقي؛ مؤكدًا أنه عالم موسوعي له تأثير كبير، كما تحدث عن أهمية علم الاجتماعي ودعا للعمل على مشروع تنويري ثقافي لدراسة خصائص المجتمع المصري.
من جانبه، قال د.علي الدين هلال إن مصطفى الفقي واجه العديد من التحديات في حياته، لكنه صنع نفسه بنفسه، وأهم ما يتمتع به هو الصمود وعدم الاعتراف بالهزيمة والقدرة على التجدد والتكيف، موجهًا التحية للدكتور أحمد زايد ولهذا التقليد الذي يشجع على التكريم والتقدير.
في كلمته، قال محمد سلماوي إن مصطفى الفقي يتمتع بظاهرة نادرة وهى "الاستقلالية الفكرية"، فبالرغم من أنه شغل مناصب رسمية عدة على مدار عقود إلا أنه يتمتع دائمًا بالفكر الحر والموقف المستقل، كما تقدم بالشكر للدكتور أحمد زايد على هذا التكريم الذي يعد أيضًا ظاهرة جديدة على المجتمع وهي تكريم السابقين والاعتراف بجهودهم وإنجازاتهم.
شهدت الاحتفالية تقديم درع تكريم من الدكتور أحمد زايد مدير المكتبة إلى د.مصطفى الفقي، كما تسلم الفقي دروع تكريم من محافظة وجامعة الإسكندرية والأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري، وشهدت الاحتفالية عرض فيلم قصير عن مصطفى الفقي من إنتاج مكتبة الإسكندرية.
