رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الكنيسة الكاثوليكية تحتفل بذكرى الطوباوي «هيرمان من رايشناو الأعرج»

الكنيسة
الكنيسة

يحتفل كاثوليك مصر اليوم الأحد، بذكرى الطوباوي هيرمان من رايشناو الأعرج، وقال عنه الأب وليم عبد المسيح سعيد الفرنسيسكاني، في دراسة له إن إسمه "هيرمان" هو اسم ألماني قديم مُقسَّم لمقطعين ويعني "رجل الجيش". 

وولِد “هيرمان” في ألمانيا 18 يوليو 1013 ، وهو ابن كونت مدينة ألتسوزِن الألمانية،  وعانى الصبي منذ طفولته المبكرة من الشلل، حيث وُلِد بعيب خلقي عبارة عن شقّ في سقف الحلق، وشلل دماغي، ويُقال أنه كان يعاني أيضاً من انشقاق في العمود الفقري (بحسب العلم الحديث يُعتقد بأن هيرمان كان مصاباً بضمور العضلات الشوكي).

ومع هذه البداية المؤلمة للحياة، فقد كان يعاني صعوبة شديدة في الحركة والكلام، وبعمر السابعة تعمقت جراحه عندما قرر والديه إيداعه دير للرهبان البندكتين بجزيرة رايشناو المطلة على بحيرة كونستاس، جنوبي ألمانيا ليتولى الرهبان خدمته.

تعلم الطفل المسكين أمور كثيرة في الدير، وتحسنت قدراته بشكل كبير، حيث خدمه الرهبان نفسياً وجسدياً وروحياً بأمانة وعمل جاد. 

وأصبح الفتى قادرًا على التحصيل الدراسي، وكان له شغف كبير بعلم اللاهوت، وأيضاً بالموسيقى.

وبعمر العشرين، تحول “هيرمان” من مجرد شاب مخدوم إلى راهب، وصار يتعلم بشغف كبير، وأضاف إلى قدراته تعلم اللغات، فأتقن حوالي سبع لغات، منها اليونانية واللاتينية وحتى العربية.

كما تعلم العلوم الأربعة الأساسية (الحساب والهندسة والفلك والموسيقى) وتفوق فيها بشكل لافت، وكان بالطبع معفياً من واجبات الدير بسبب عجزه عن الحركة، وهو ما جعل لديه وقت كبير لكل هذه الأنشطة، فهو لم يكن يضيع لحظة دون استفادة حقيقية لحياته الروحية أو لحياته العلمية.

كانت له كتاباته في تاريخ الرياضيات والفلك، وكذلك تاريخ الإيمان المسيحي، ومؤلفات تعليمية في الحساب والفلك، كما كان له نظرية موسيقية.

كما أنه يُعتبر مُخترع الاسطرلاب "آلة فلكية قديمة هو نموذج ثنائي البعد للقبة السماوية، وهو يُظهر كيف تبدو السماء في مكان محدد عند وقت محدد ورُسمت السماء على وجه الأسطرلاب بحيث يسهل إيجاد المواضع السماوية عليه. 

كمؤرخ وفلكي معاً، قام بكتابة تاريخ مفصل منذ ولادة المسيح وحتى يومنا هذا، كان كاتباً للأشعار الروحية والترانيم، كما كان مُلحناً، ومن ألحانه الكنيسة الباقية حتى يومنا، اللحن الشهير السلام الملائكي للعذراء.

في وقت لاحق من حياته، فقد الأخ هيرمان بصره، لكنه لم يتوقف عن كتابة الترانيم وتلحينها ونشر الرجاء بين المؤمنين، ومن أشهرها "تعال أيها الروح القدس" وهو لحن شهير في عيد العنصرة وأيضاً الأم التي أرضعت الفادي".

ووسط كل هذا الإبداع العقلي والفني، كان الأخ هيرمان شديد التواضع والتقوى، يعيش أوقات الصلاة والتأمل بانسحاق وون إحساس بالتميز عن أقرانه.

وتوفي الأخ هيرمان يوم 24 سبتمبر 1054م، بعمر الحادية والأربعين، في دير البندكتين الذي عاش فيه معظم سنوات حياته. وتم تطويبه عن يد الطوباوي البابا "ﭘيوس التاسع" عام 1863م.