رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

من روائع الادب العالمى

«والدي».. قصة إرنست همنجواي عن صراع الإنسان وتغيرات الزمن

هيمنجواى
هيمنجواى

ليس هناك مخلوق يستطيع أن يقهر الزمن. هذا ما أراد قوله الكاتب الأمريكي الشهير أرنست هيمنجواي في قصته البديعة “والدي”، التي حكى فيها عن محاولة الإنسان التغلب على كبر العمر ومرور الأيام، وكأنه ما زال شابا، متحديا قدرة الأيام عليه، فيشتد الصراع بين الإنسان والزمن، وفي نهاية القصة تكون الضربة القاضية للزمن فيكسب الرهان.

استخدم هيمنجواي في قصته "والدي" نفس الأدوات التي اعتمد عليها في العديد من قصصه، حيث رياضة السباق في المدن الأوربية، وكأنه يكتب عن نفسه. 

تفاصيل القصة
تدور أحداث قصة والدى للكاتب الأمريكي الشهير أرنست هيمنجواى حول صبى يركض أمام والده المسن البدين، ولم يذكر هيمنجواى اسم الصبي ولا اسم والده.

كان الأب البدين يحاول انقاص وزنه بالركض كي يتمكن من دخول سباق الخيل في ميلانو الإيطالية. 

ولما لم يحصل الأب على المركز الأول أخذ ابنه وارتحل إلى باريس، حيث سباق الخيول هناك.

كان عمر الرجل لا يتناسب مع دخول سباقات الخيول بعد أن كبرت سنه وزاد وزنه، غير أنه لم يعبأ بتغيرات الزمان ومرور الأيام فاشترى حصانا ودخل السباق، فوقعت الطامة الكبرى حين سقط الرجل من فوق ظهر حصانه فخر صريعا. بكى الصبي على والده، واغتاظ حين سمع البعض يسخرون من والده. 

نلاحظ أن هيمنجواى ذكر أن والد الصبي كان وجهه شاحبا بعد موته. ولو كان هيمنجواي يريد أن يوجه القصة نحو قبول فكرة  تحدى الإنسان للزمن حتى ولو خسر حياته كان من الممكن أن يقول “لقد كان وجه الرجل المتوفى مضيئا أو مبتسما”، كناية عن رضاه عما فعل حتى وإن خسر حياته، باعتبار أن تحدى الزمن نوع من أنواع البطولة التي لا ينشدها إلا الأقوياء.

الهدف من القصة 
تتميز قصة والدى لهيمنجواي بشموليتها وعموميتها، فهى قصة إنسانية تصلح أن يكون أبطالها من أى بقعة فى الأرض، لذا لم يذكر هيمنجواى اسم الصبي ولا اسم والده.

ومن مميزات قصة والدى للكاتب إرنست همنجواي أنها قصة واقعية، لم يشطح فيها خيال المؤلف إلى جموح الإنسان وجنوحه. مؤكدا أن الزمن أكبر من البشر.