رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

في ذكرى القديسة باسين.. امهات ضحت باولادهن لعدم إنكار الإيمان

الكنيسة
الكنيسة

تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية برئاسة قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، بذكرى إستشهاد القديسة باسين وأولادها الثلاثة.

وتعتبر القديسة باسين وأولادها الثلاثة مثالا للقديسات اللواتي ضحين بأولادهن تمسكا بالايمان المسيحي، وهناك امثلة اخرى مثل الام دولاجى و تُعتبر هذه الشهيدة بكر شهداء إسنا وشفيعة المدينة، ويعتبرها البعض شفيعة الصعيد كله.

في زمن الاضطهاد الذي أثاره الطاغية دقلديانوس كانت منطقة إسنا بالصعيد الأعلى غنية بقديسيها من إكليروس وعلمانيين، متبتلين ومتزوجين. وقد سبق لنا الحديث عنها أثناء حديثنا عن القديس أمونيوس أسقف إسنا. وقام أريانوس والي أنصنا برحلة تجول في بلاد الصعيد ليرى مدى تنفيذ مراسيم سيده الإمبراطور، ولكي يشبع شهوة قلبه الداخلية في تعذيب المسيحيين وقتلهم، وقد تردد علي هذه المدينة علي الأقل ثلاث مرات.

الزيارة الأولى: قدمت المدينة باكورة شهدائها القديسة الأم دولاجي وأولادها.

الزيارة الثانية: قدمت المدينة بعض أراخنة الشعب.

الزيارة الثالثة: استشهدت الرشيدة وكل أهل المدينة، أما الثلاثة فلاحين فاستشهدوا إما في هذه الزيارة أو في زيارة لاحقة أثناء عودة أريانا وجنوده من جنوب إسنا.

وهناك ايضا الأم رفقة واولادها ويقول عنها القمص بيشوي عبد المسيح في كتاب أعمدة الزوايا، إن يرتبط تاريخ القديسة رفقة الشهيدة وأولادها الخمسة الشهداء بتاريخ عدة بلاد في مصر، في أقصى الصعيد وفي أقصى الشمال وفي دلتا النيل. وكأن الله أراد أن تتبارك بها مصر في أكثر من مكان. ففي قمولا إحدى قرى مركز قوص قرب مدينة الأقصر، عاشت وسكنت رفقة الأم وأسرتها. وفي دمنهور وقريبًا من مدينة الإسكندرية نالت وأولادها أكاليل الشهادة. وفي سمبوطية قريبًا من مدينتي زفتى وطنطا ما زالت الأجساد الطاهرة لهؤلاء القديسين وأمهم محفوظة حتى الآن في كنيسة باسم القديسة رفقة يؤمها الكثيرون في عيدها السنوي في اليوم السابع من شهر توت للتبرك بها.

والعجيب أن إكرام هذه السيدة القديسة وأولادها الشهداء لم يقتصر فقط على المسيحيين. فحتى الآن يتناقل القوم في مدينة دمنهور كلامًا سمعوه ممن سبقهم عن مسجد قديم موجود بالمدينة معروف بجامع الخمسة يظن أنه منسوب للقديسة رفقة وأولادها الخمسة الذين استشهدوا معها في يوم واحد على يد الوالي أرمانيوس والي الإسكندرية ببلدة شبرا التي هي الآن حي شبرا من أحياء مدينة دمنهور.