رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تفاصيل العثور على «حجر رشيد» فى مصر.. وكيف وصل لندن؟

حجر رشيد
حجر رشيد

تحتفل مصر في السابع والعشرين من الشهر الجاري بمرور 200 عام على فك رموز الكتابة المصرية القديمة باكتشاف «حجر رشيد»، الذي أزال الغموض عن الحضارة المصرية، وشقّ علم المصريات طريقه بقوة بين العلوم الأخرى، وذلك بالتزامن مع  الاحتفال باليوم العالمي للسياحة والموافق 27 من الشهر ذاته.

وتستعرض «الدستور» خلال هذا التقرير تفاصيل العثور على «حجر رشيد» في مصر من قبل الحملة الفرنسية ومحاولات فكّ رموزه؛ وكيف استولى عليه البريطانيون بالقوة؟.

تمّ العثور على «حجر رشيد» في أغسطس سنة 1799، عندما  كان بوشار أحد جنود الحملة الفرنسية مكلفًا بالعمل في قلعة بشمال رشيد، عثر عليه، وكان مبني في جدار قديم، وبعد هدم ذلك الجدار واستخراجه؛ قرر الجنرال مينو حاكم رشيد من قبل الاحتلال الفرنسي جلب الحجر إلى منزله بالإسكندرية، بعد تنظيفه والاعتناء به.

كانت هناك محاولات عديدة لفك رموز هذا الحجر، أوّلها في عام 1802 على يد المستشرق الفرنسي سلفستر دي ساسي، حيثُ استطاع التوصل إلى أماكن أسماء الأعلام في النص الديموطيقي بعد مقارنتها بالنص الإغريقي، حتى عام 1805 عندما بدأ العالم الفرنسي شامبليون دراسة الحجر، واستمرت محاولاته 17 عامًا حتى أعلن نجاحه في فك رموز حجر رشيد في 27 سبتمبر 1822.

خرج حجر رشيد من مصر إلى لندن، مع مغادرة نابليون بونابرت من مصر، حيثُ أخذه العثمانيون والإنجليز من الفرنسيين ومعه كل الآثار التي حصل عليها علماء الحملة الفرنسية في مصر، للخارج عام 1801.

وبعد انتصار الإنجليز في معركة أبي قير البحرية تقهقرت القوات الفرنسية إلى الإسكندرية حاملين معهم الآثار المصرية، من ضمنها «حجر رشيد»، الذي وضع في مخزن خاص باعتباره من ممتلكات القائد الفرنسي مينو.

وبعد هزيمة القائد الفرنسي مينو في 30 أغسطس 1801 تم تسليم الآثار التي في حوزة الفرنسيين للجانب البريطاني ومن ضمنها حجر رشيد، بموجب المادة 16 من اتفاقية توقيع معاهدة الاستسلام.

وفي عام 1802 قام معهد الآثار بلندن بعمل 4 نسخ جصية من نصوص حجر رشيد وأعطيت إلى جامعات أكسفورد وكامبريدج وادينبورج وترينتي كولج في دبلن، بينما تم عمل طبعات من الحجر ووزعت على الباحثين في أوروبا ونقش باللون الأبيض على الحافة اليمنى واليسرى.

تم الاستيلاء على الحجر بواسطة الجيش البريطاني عام 1801 وأهدى بواسطة الملك جورج الثالث، حيثُ يُعرض في المتحف البريطاني منذ يونيو عام 1802، ويقع في قاعة أسفل محطة قطارات تبعد 16 مترًا عن سطح الأرض في ماونت بلزانت في هلبورن.

لم يخرج حجر رشيد بعد ذلك إلا مرة واحدة ولمدة شهر في أكتوبر عام 1972 لمتحف اللوفر بباريس بمناسبة مرور 150 عامًا على فك رموز حجر رشيد.

 

ما هو «حجر رشيد»؟

يُذكر أنَّ «حجر رشيد» هو عبارة عن بازلتي أسود كبير، طوله 115 سم، وعرضه 72 سم، وسمكه 11 سم، حيثُ يحتوي على لغتين مكتوبة بثلاثة خطوط، هما اللغة المصرية القديمة واللغة الإغريقية، بينما الثلاث خطوط هي الهيروغليفي والديموطيقي وهما يتبعان اللغة المصرية القديمة، ويتبع الخط الثالث اللغة الإغريقية.

تبقى من النص المكتوب بالخطوط الثلاثة على حجر رشيد، 14 سطرًا من الخط الهيروغليفي، و32 سطرًا من الخط الديموطيقي، إذ تلف منها أول 14 سطرًا، ويلي ذلك 54 سطرًا من الإغريقية، ولكن آخر 26 سطرًا تعرضت للتلف، حيثُ يدور النص الموجود بالحجر حاليا عن قرار أصدره الكهنة في عام 196 ق. م.