رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

خبراء وسياسيون لـ«الدستور»: زيارة السيسي لقطر تستهدف التنسيق ومجابهة الأخطار

الرئيس عبد الفتاح
الرئيس عبد الفتاح السيسي وأمير قطر تميم بن حمد

أكد خبراء وسياسيون مصريون وقطريون، في تصريحات خاصة لـ"الدستور" أهمية زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى قطر والتي تعد الأولى له منذ توليه مهام البلاد، كما أنها تأتي بعد ثلاثة أشهر من زيارة أمير قطر الشيخ تميم بن حمد إلى مصر ولقائه الرئيس السيسي.

ويتوجه الرئيس عبدالفتاح السيسي، اليوم، إلى الدوحة في زيارة رسمية لمدة يومين، والتي تعد الأولى من نوعها للرئيس إلى قطر، وذلك تلبيةً للدعوة الموجهة إليه من شقيقه الأمير تميم بن حمد آل ثاني، أمير دولة قطر، وفق المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية.
 

علي الهيل: زيارة السيسي لقطر مهمة واستراتيجية

وبداية قال المحلل السياسي القطري علي الهيل، إن أهم الملفات الإقليمية والدولية التي يمكن التنسيق بشأنها بين القاهرة والدوحة، سد النهضة وحيث لا تضرر دولتي المصب مصر والسودان جراء نقص مئات المليارات من الأمتار المكعبة التي تحتجزها إثيوبيا لملء السد، والاتفاق النووي الإيراني مهم لتكريس الاستقرار السياسي والاقتصادي في المنطقة بجانب الملف الفلسطيني والتوترات السياسية في العراق وسوريا ولبنان والسودان وليبيا واليمن.

وأكد الهيل لـ"الدستور"، أنه يجب على مصر وقطر التنسيق فيما بينهم بشأن هذه الملفات إلى جانب التنسيق في مجابهة تداعيات الحرب الأوكرانية وخاصة التنسيق بشأن الطاقة والغذاء، لكي يتم تنجب أزمة غذائية في العالم العربي.

وأضاف السياسي القطري، أن توقيت زيارة الرئيس السيسي إلى قطر خطير ودقيق، فهناك ملفات مهمة تستدعي التنسيق مثل الوضع المتفجر في الأراضي الفلسطينية ومفاوضات إحياء الإتفاق النووي الإيراني بين طهران والغرب ناهيك عن الأوضاع المتوترة في العراق وسوريا ولبنان وليبيا واليمن والسودان والقمة المرتقبة في الجزائر وانعكاسات الحرب في أوكرانيا على الوطن العربي طاقوياَ وغذائيًا.

وأشار علي الهيل إلى أن كل تلك المهددات وغيرها للأمن القومي العربي تتطلب عقد لقاءات بين القادة سواء على المستوى الثنائي أو الجماعي، ولهذا تعد زيارة الرئيس السيسي لدولة قطر مهمة للغاية  بل استراتيجية بحكم أهمية وخطورة واستراتيجية تلك المهددات.

وأوضح الهيل أن هناك قضايا لم تنتهي النقاشات بشأنها في أثناء زيارة الشيخ تميم بن حمد آل ثاني إلى القاهرة وسيتم استئناف النقاشات حولها.

وأكد، أن اقتصاديا وتجاريا لدى البلدين الكثير للتعاون بشأنه فهما مجالين حيويين ومهم للغاية لكلا البلدين والاستثمارات جزء مهم من هذين المجالين، حيث توجد استثمارات مصرية في قطر وأخرى قطرية  في مصر، ويمكن الاستثمار بين الجانبين في مجالات الغاز والنفط والزراعة والصناعة والغذاء.

 

صادق العماري: الزيارة ستشهد توقيع المزيد من الاتفاقيات  

ومن جانبه قال صادق العماري رئيس تحرير صحيفة الشروق القطرية لـ"الدستور"، إنهم يرحبون بزيارة السيسي لقطر، متوقعا أن تكون المباحثات مثمرة وتعزيز للعلاقات بين البلدين سواء سياسية أو استثمارية أو اقتصادية او رياضية من أجل التخطيط لمونديال كأس العالم.

وتوقع العماري أن تشهد زيارة الرئيس السيسي إلى الدوحة توقيع المزيد من الاتفاقيات بين البلدين في مجال الاستثمارات خاصة فيما يتعلق بمونديال قطر.

 

محمد مرسي: زيارة السيسي نقطة فارقة في مسيرة العلاقات الثنائية

فيما قال محمد مرسي سفير مصر السابق في قطر ومساعد وزير الخارجية الأسبق، إن زيارة الرئيس عبد الفتاح  السيسي إلى الدوحة نقطة فارقة في مسيرة العلاقات الثنائية بين مصر وقطر بعد سنوات من عدم الاستقرار وهي الزيارة الأولى للسيسي لقطر.

وأضاف أن الزيارة جاءت استكمالا وتتويجا لعملية وجهود المصالحة، التي تمت في السعودية منذ عامين تقريبا في قمة العلا وبموجبها عاد سفراء الدول الأربعة (مصر، السعودية، الإمارات، البحرين) إلى قطر وعاد سفراء قطر إلى الدول الأربع، واستؤنفت مسيرة العلاقات على الجانب السياسي وانتهت سحابة الصيف التي اعترضت مسيرة العلاقات بين قطر والدول الأربعة.

وأوضح مرسي لـ"الدستور" أن الاتصالات تواصلت بين البلدين سواء على مستوى وزراء الخارجية أو غيرهم من المسئولين فضلا عن زيارة أمير قطر للقاهرة منذ بضعة أشهر مضت،  وخلال هذه الاتصالات تم الاتفاق على تطوير العلاقات والارتقاء بها وتجاوز حقبة الماضي وانعكس ذلك على افاق التعاون بين الجانبين على  المستوى الاقتصادي والاستثماري.

وأضاف: "اعتقد أن زيارة السيسي لقطر ستستكمل ما تم الاتفاق عليه في القاهرة وتتمخض عن نتائج سوف تكون ايجابية لصالح البلدين والشعبين"، مشيرًا إلى أنه على المستوى السياسي، فإن تواصل الزيارات واللقاءات وتبادل الرأي من شأنه تعميق التفاهم بين البلدين وينعكس ذلك بالايجاب على رؤية البلدين في مختلف الملفات الإقليمية والدولية، والقضايا الكبيرة التي تهدد العرب في المرحلة الحالية والقادمة.

وأشار مرسي إلى أن الزيارة من شأنها أن تذيب ما تبقي من بعض الأمور الفرعية العالقة في العلاقات بين البلدين، وستصبح من التاريخ.

وتوقع سفير مصر السابق في الدوحة، أن تحقق الزيارة نتائج اقتصادية كبيرة مشيرا إلى أن العلاقات الاقتصادية لم تنقطع تماما خلال فترة الأزمة العابرة وتواصلت واحتفظت قطر باستثماراتها في مصر ولم تتأثر، مؤكدا أن العلاقات الاقتصادية لم تتأثر بشكل بالغ خلال الأزمة، وسيكون من اليسير لأن تتواصل مسيرة العلاقات الاستثمارية بين البلدين والدعم القطري لمصر وتحسن العلاقات على مختلف الجوانب.

واختتم تصريحاته قائلا "الزيارة سوف تؤتي ثمارها على  الشعبين وأود أن أشير إلى محبة الشعب القطري للشعب المصري حيث أن المصريين في قطر لم يتعرضوا لأي مشاكل خلال فترة الأزمة، وكانت السلطات  القطرية حريصة على أن يمارس المصريون أعمالهم في قطر بشكل طبيعي".

 

حسين هريدي: زيارة السيسي تعزز مسار العلاقات على كافة الأصعدة

ومن جانبه قال السفير حسين هريدي، مساعد وزير الخارجية السابق، لـ"الدستور"، إن زيارة الرئيس السيسي زيارة هامة تعزز مسار العلاقات المصرية القطرية على كافة الأصعدة، وستكرس المصالحة المصرية القطرية وفق قاعدة مقررات قمة الإعلام بالسعودية في يناير 2021، كما تأتي الزيارة ردا على زيارة أمير قطر للقاهرة في يونيو الماضي.

 

رخا أحمد حسن: الزيارة بداية صفحة جديدة للعلاقات القطرية المصرية

فيما أكد السفير رخا أحمد حسن، عضو المجلس المصري للشئون الخارجية، ومساعد وزير الخارجية الأسبق، أن تلك الزيارة مهمة للغاية لأنها تعنى طى صفحة الخلافات بين البلدين، وبداية صفحة جديدة بدأت بالفعل من خلال زيارة الأمير تميم لمصر وتوجيه الدعوة للرئيس عبدالفتاح السيسي لزيارة قطر.

وأضاف حسن فى تصريحاته لـ"الدستور"، أن من أبرز الملفات التى ستكون على طاولة اللقاء، الملف الأول العلاقات الثنائية بين البلدين وفتح باب الاستثمارات القطرية والمشاركة فى المشروعات الاقتصادية وزيادة التبادل التجارى، هذا بجانب مناقشة شؤون الجاليتين المصرية فى قطر والقطرية فى مصر.

وأوضح حسن، أنه سيكون هناك تشاور سياسي فى القضايا ذات الاهتمام المشترك، وعلى رأسها الأزمة الليبية وخاصة أن قطر موجودة فى الازمة الليبية، بجانب استقبال الأمير تميم خلال الفترة الماضية كلا من عبدالحميد الدبيبة رئيس الحكومة المنتهية ولايتها ورئيس مجلس النواب الليبى عقيلة صالح، وقد يكون هناك بداية انفراجة على ضوء ما حصل خلال اجتماع وزراء الخارجية العرب.

وتابع: "القضية الفلسطينية أيضا ستكون على طاولة اللقاء، وخاصة أن قطر ساهمت مع مصر فى وقف العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة، بجانب علاقات قطر الوثيقة مع غزة وتقديم تبرعات شهرية فبالتالى سيكون هناك تشاور بالنسبة للقضية الفلسطينية.

وأضاف أن الطرفين سيبحثا أيضا القمة العربية المقبلة فى الجزائر وكيفية استعادة وحدة الصف العربى وهل ستكون فرصة للوحدة أم سيظل الخلافات العربية والتباعد بين الدول العربية سيكون على ما هو عليه، هذا بجانب بحث الأزمة السورية واليمنية والموقف فى منطقة الخليج.

أيضا ملف سد النهضة سيكون على طاولة الحوار، لأن قطر ودول الخليج لها استثمارات فى إثيوبيا خاصة أنها تبحث عن مصادر الغذاء ومجال الزراعة ومشروعات أخرى سيكون من ضمن الملفات التي سيتم تبادل الرأي فيها.

وأضاف حسن أن القمة المصرية القطرية أيضا ستبحث الاجتماع القادم للجمعية العامة للأمم المتحدة والمرشحين العرب وتبادل التأييد ليهم، أيضا بحث قمة المناخ التى تعقد فى مصر ومشاركة قطر فيها.

وحول القضايا الدولية، قال حسن سيكون على رأسها الأزمة المترتبة على الحرب الأوكرانية أزمة الغذاء والطاقة وتأثيرهم على الدول التي لم تمتلك فائض، وارتفاع أسعار الغاز والبترول عوض ارتفاع أسعار الغذاء في قطر، لكنها بالنسبة لباقي الدول كان هناك أزمة حقيقية.

وتابع حسن: "التشاور فى هذا الشأن وخبرات قطر فى تسيير الغاز وخاصة أن قطر ثاني دولة بعد روسيا فى تسيير الغاز".

وحول إمكانية شراكة بين الدولتين فى مجال الغاز، قال حسن: «هذا يتوقف على التشاور بين البلدين وما هى تلك المشروعات، وهذا يتوقف أيضا على طبيعة تلك المشروعات خاصة أن مصر تحتاج لتوسيع المعامل القائمة وبناء معامل جديدة، وهذا يتوقف على خبرة قطر فى هذا المجال وسيكون هناك تعاون مشترك لأن أوروبا من الآن وحتى الفترة المقبلة لا تريد أن تكرر اعتمادها على روسيا بهذا الشكل حتى بعد توقف الحرب ويبحثون عن البديل وهذه فرصة جيدة وفى صالح دول المتوسط».