رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مات مصلوبا بعد 8 أشهر من التعذيب.. من هو جان غابرييل القديس

كنيسة
كنيسة

تحتفل الكنيسة القبطية الكاثوليكية، بالقديس جان غابرييل بربوير الشهيد، وروى الاب وليم عبد المسيح سعيد الفرنسيسكاني، سيرته قائلًا: «ولد جان غابرييل في السادس من يناير عام 1802م بقرية مونجيستي في جنوب فرنسا. لعائلة تقية مكونة من ثمانية اطفال ، منهم خمسة مكرسيين ثلاثة كهنة وراهباتان، كانت كنيسة فرنسا قد خرجت لتوها من تجربة الثورة الفرنسية مرتدية ملابس أرجوانية لاستشهاد أبنائها . 

فى بداية القرن التاسع عشر ،كانت المناظر قاتمة مبان مدمرة واديرة منهوبة وارواح بلا رعاة .هنا ظهر نموذج للشاب جان ليسير على مسيرة الأبطال، وانضم جان الى رهبنة اللعازريين ، وعندما أكمل دراسته اللاهوتية سيم كاهناً عن عمر 23 عام . وبعد ذلك اصبح عميد للمعهد الدراسي ، ومعلم للمبدئين بسبب القداسة التى رآها رؤسائه فيه».

وأضاف: «توفى شقيقه الصغر لويس وهو فى طريقه للتبشير في الصين عن عمر يناهز 24 عاماً . وطلب جان غابرييل تنفيذ المهمة التى أوكلت إلى اخيه .أبحر من ميناء لوهافر متجهاً إلى الصين. 

 وصل إلى جزيرة ماكاو فى 29 أغسطس عام 1835م .توقف هناك بضعة أشهر لدراسة اللغة الصينية ،كانت حياة صعبة وسط القمامة والمخاوف في كل مكان ، وسيراً آلاف الاميال على الاقدام لتفقد المجتمعات المسيحية الصغيرة هناك مع صعوبة اللغة  ، أثمرت ارساليته ثماراً كثيرة كان يعيش حياة إنجيلية مع حمل صليبة يومياً . ، كان يقول هناك حقيقة واحدة ضرورية ، وهي أن لا نحيد عن طريق يسوع المسيح الذي قال " أنا الطريق والحق والحياة " وأنا نور العالم فعلينا أن نسير في النور ومن يتبعه لا يعيش في الظلام بل يمتلك نور الحياة».

وتابع: «وقال أيضا عن سر الإفخارستيا : نحن في حاجة إلى قوة لتدعيم رسالتنا وهذه القوة هى سر القربان المقدس حيث يسوع المسيح يقدم نفسه غذاء لانفسنا . وبسبب المرسوم الذي أصدره الإمبراطور المانشو كوينلونج في عام 1794م بحظر الديانة المسيحية في الإمبراطورية ، ومنع رجال الدين بالتبشير . وبسبب الصعوبات ، فر الاب جان مع المبشرين الآخرين الى الاختباء وسط الغابات والكهوف المخيفة ، تعرض للخيانه من أحد المسيحيين فى سبيل المال مقابل ان يرشد الى المكان الذى كان يختبئ فيه . ومن هنا بدأت مسيرة الجلجلة الحزينة لجان غابرييل فأصبح من اوائل ضحايا الاضطهاد الذي يتعرض له المسيحيون في الصين ، وتم القبض عليه  في تشايون كيو يوم 26 سبتمبر عام 1839م . حيث تعرض للضرب والاستجوابات وهو على ركبتيه مقيد في سلاسل حديدية صدئة ومعلق من يديه وشعر رأسه على عمود خشبياً ،  طلبوا منه أن ينكر إيمانه،  وتعرض للتعذيب والضرب بعصى من الخيزران المستمر لمدة ثمانية أشهر، وأكثر من ذلك السخرية من قبل الجنود على إيمانه المسيحي والأسرار المقدسة».

وأكمل: «وثم حبس فى سجون غير صحية ، حيث ظل فى انتظار حكم الإعدام الصادر بحقه من قبل المحكمة المحلية ، ويتم اعتماده من قبل الامبراطور . في صباح يوم 11 سبتمبر عام 1840م عند الظهر  حكم عليه بالصلب مع سبعة مجرمين . مات مصلوباً على مثال معلمه السيد المسيح ، وجرد من ثيابه . اصبح القديس جان غابرييل اول قديس للصين . وأعلانه البابا يوحنا بولس الثاني قديساً على مذبح الرب في 2 يونيه 1996م . وقبل وفاته كتب القديس جان غابرييل هذه الصلاة : يامخلصي الإلهي حولني إلى ذاتك ، امنحنى أن أعيش فيك، بواسطتك ومن أجلك ، حتى اقول حقاً مع القديس بولس الرسول . " أنا لا أحيا بعد بل المسيح يحيا في».