رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بعد رحيل الأنبا إيساك.. ما هو الفارق بين الأسقف العام والذي تم تجليسه؟

الأنبا إيساك
الأنبا إيساك

أعلنت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، اليوم، وفاة الأنبا إيساك الأسقف العام والأب الروحي لدير القديس مكاريوس السكندري بجبل القلالي، عن عمر ناهز 85 عاما، بعد أن قضى في حياة الرهبنة ما يقرب من 59 عامًا.

ويتساءل البعض حول لقب الأنبا إيساك كـ«أسقف عام»، لذا تواصلت «الدستور» مع عدد من الباحثين لمعرفة الفارق بين الأسقف العام والأسقف الذي تم تجليسه.

عزيز منصور، الباحث الكنسي، أوضح في تصريح خاص الفرق بين السيامة والتجليس، وقال إن السيامة تعتمد على منح الفرد رتبة جديدة، فمثلا الفرد العادي يُسيم شماسًا بدرجة الأبسالتيس الاولى، ثم يترقى في سلك الشماسية للدرجات التالية الأغنسطسية، ثم الإيبذياكونية، ثم الدياكونية، ثم الأرشذياكونية.

وكذلك الشماس يُسيم قسًا، ثم يترقي لقمصًا، أو يُسيم راهبًا، الا ان الرُهبان يُمكن سيامتهم قساوسة ويترقون للقمصية، أو يُسيمون أساقفة ثم يترقون للقمصية، وأخيرًا الأساقفة يُسام أحدهم بطريركيًا، والخلاصة ان السيامة تعتمد على منح رتبة جديدة لشخص يم يكن قد حصل عليها مسبقًا.

أما التجليس فهو للأساقفة العموم فقط، فبعض الأساقفة يُسيمون أساقفة عموم على إيبارشيتهم، وبعد فترة يُجلسون على كراسيهم، ولا يوجد أي فارق بين الأسقف العام والمُجلس إلا بعض الأمور ذات الطابع الإداري وليس الكنسي.

من جانبه، قال مرقس فوزي، الباحث في الطقس الكنسي، في تصريح خاص لـ«الدستور»، إن الأسقف العام، هو الأسقف الذي لم تتم رسامته على إيبارشية مُحددة، أو يُرسم على إيبارشية ما ولكن يخدم بها بشكل عام دون أن يُصبح أسقفًا عليها بالتجليس، وقد يكون أسقفًا على منطقة جغرافية يُساعد مُطرانها في العمل الإداري والروحي والرعوي. 

وأوضح أنه يسهُل على الكنيسة نقل الأسقف العام، إلى إيبارشية أخرى أكثر احتياجًا له، وهو ما حدث حين نُقل الأنبا اسحق من إيبارشية الفيوم إلى إيبارشية طما بعد رحيل الأنبا فام، وتم تجليسه عليها، كما تم نقل الأنبا تيموثاوس من إيبارشية عزبة النخل إلى إيبارشية الزقازيق بعد رحيل الأنبا ياكوبوس، وأيضًا تم نقل الأنبا بافلي أسقف المنتزه، والأنبا هرمينا أسقف شرق الإسكندرية، والأنبا إيلاريون أسقف غرب الإسكندرية، من إيبارشياتهم حيث كان الأول بعزبة النخل، والثاني بعين شمس، والثالث بمدينة نصر.

وأشار «فوزي» إلى أن الأسقف الذي يتم تجليسه، فيعتبر بحسب المُصطلح المُستخدم في «الدسقولية»، بعل للإيبارشية، أو زوجها، ولا يُمكن نقله، ويظل راعيًا عليها، وله التصرف الكامل بها حتى رحيله.

وأوضح أن القس شمس الرياسة أبو البركات بن كبر، وهو أحد عُلماء الكنيسة في القرن الـ14، قال في كتابه «مصباح الظلمة في إيضاح الخدمة» عن الأسقف الذي يتم تجليسه: «إنه يجيء الأسقف إلى بلد قريب من المدينة التي كُرِّزَ عليها في يوم قريب من يوم الأحد، فيخرج الكهنة وجميع الشعب من المدينة ومن كل أعمالها، ليستقبلوه حاملين الصُّلبان والمباخِر والشُّموع ومعهم الإنجيل المقدَّس،  ويقرأون فصل الإنجيل أمامه، ويرتلون أمامه بما يجب حتى يدخل إلى المدينة، ومنها إلى الكاتدرائية مكملين باقي طقس التجليس، ويُقال في هذا الطقس لحن الفضائل التي للروح القدس، وهو اللَّحن الذي يُذّكِّر الأسقف بما يجب أن يتحلَّى بهِ كل زمان أسقفيته، وهذه الفضائل هي: السلام، العدل، الأمانة، المحبة، البتولية، النسك، الدِّعَة، الحكمة، الصبر، والطهارة».

ويُضيف: «وفي النهاية يجلس الأسقف على كرسيه وفي حِضنه إنجيل القديس مرقس، ثم يقف ليقرأ فصل الراعي الصالح، ويُقرأ تقليد الأساقفة، ويوقِّع الأساقفة على تقليدهُ بالشهادة على تجليسه».