رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

التصحر.. والمعالجات الجدية للحد منها

يعاني العالم من ظاهرة التصحر نتيجة للاحتباس الحراري الذي أصبح يهدد سكان الأرض نتيجة لعدم تمكن الدول الصناعية من تحجيم الغازات المنبعثة من مصانعها أو نتيجة لما تنتجه من غازات ضارة مثل ثاني أكسيد الكربون نتيجة لاحتراق الفحم الذي ما زال يستخدم في بعض الدول للتدفئة وأكيد فإن روسيا والصين والهند هي من أكثر الدول التي تبعث تلك الغازات وغيرها إلى الجو دون وجود أي معالجات قد تحد من تأثيرها وهذا نتج عنه الاحتباس الحراري الذي يتوقع أن يزداد في المستقبل مما أثر في التغير المناخي.
من تقارير الأمم المتحدة على أن أعرج سريعًا على الحقائق أدناه: 
"منذ عام ٢٠٠٠ ارتفع عدد حارات الجفاف في العالم بنسبة ٢٩ بالمائة، وقد تأثر ما يقدر بنحو ٥٥ مليون شخص من جراء هذا الجفاف في العالم، ويتوقع في عام ٢٠٥٠ قد يؤثر الجفاف على ثلاثة أرباع العالم، بين عامي ١٩٠٠ و٢٠١٩ أثر الجفاف على ٢ مليون ونصف المليون شخص في العالم وتسبب في ١١,٧ مليون حالة وفاة". 
ونتيجة لزيادة حالة التصحر منذ بداية القرن الحالي والتي تزداد سنويًا فاتخذت دول عربية عدة إجراءات للحد من حالة الجفاف وقد زاد نشاطها لتكون السباقة في إيجاد الحلول التي توازى ذهاب العالم إلى الطاقة المستدامة ومن هذه الدول جمهورية مصر العربية وسلطنة عمان ودول خليجية أخرى، حيث من المتوقع أن تزرع جمهورية مصر العربية ما يقارب من تسعة ملايين نخلة منها ٢ مليون ونصف بدعم حكومي في الوادي الجديد، وفي أسوان، إضافة إلى تشجيع الحكومة للمبادرات الغير حكومية، وكذلك سعت الحكومة إلى إيقاف الزحف السكاني على المناطق الزراعية وإزالة بعض العشوائيات لتنشأ بدلها أرض خضراء، وهذا أكيد جزء مهم من جراءتها التي تستبق انتشار التصحر في مصر.
أما سلطنة عمان فاتخذت إجراءات كفيلة في تهيئة الظروف لإيجاد البدائل وتوفير المياه من خلال جمع مياه من خلال تكثيف الضباب الناتج في منطقة صلالة في موسم الخريف والذي يكون بغزارة في هذا الموسم ثم تحويله إلى ماء يتم خزنه لتزويد الأراضي الزراعية في موسم الجفاف، وكذلك سعت السلطنة لإيجاد السبل الكفيلة لتحجيم  التصحر من خلال خطوة أخرى ألا وهي نظام المحاكاة والذي ستتم مراقبة الزراعة والموارد المائية عن بعد وتعتبر تلك الطريقتان منفردة في استخدامهما سلطنة عمان في المنطقة.
أما في العراق فإن نسبة التصحر تزداد بازدياد شحت مياه الأمطار وانخفاض منسوبي نهري دجلة والفرات حيث تسجل التقارير نسبة تصحر تقدر بـ39 بالمائة ونتيجة لذلك فإن التقارير جميعها توصي بتشجيع التشجير في العراق، ومما يثلج الصدور تم انبثاق حملة الخير لزراعة مليوني شجرة في محافظة صلاح الدين من قبل منظمي تلك الحملة التي تترأسها (الأستاذة سمر الشيخ عيسى) وقد بدأت تلك الحملة تباشيرها في بداية شهر أيلول (ديسمبر) ٢٠٢٢ بالتعاون مع كلية الزراعة ومتطوعين من محافظة صلاح الدين، ونتمنى أن تحذو المحافظات والجمعيات الغير حكومية والمنظمات الإنسانية حذو تلك الحملة للحد من ظاهرة التصحر، ونطمح أن نكون سياجًا أخضر حول المدن للحد من حالة التصحر وكذلك الحد من موجات الغبار التي أصبحت تغزو المناخ العراقي في السنوات القليلة الماضية، وكذلك جهود وزارة الزراعة في تشجيع التشجير في كل مدن العراق، إضافة إلى حملة في بلديات المحافظات والعاصمة بغداد بتوسعة الأراضي الخضراء وزراعة الأشجار التي قد تساعد في الحد من التصحر.
(ويجدر بنا إلى أن نشير هنا أن أثيوبيا أنجزت زراعة ٣٥٣ مليون شجرة في يوم واحد ومن المتوقع أن يرتفع عدد الأشجار إلى ٤ مليارات شجرة بواسطة المتطوعين).