رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

لعشاق القهوة:

حلول سحرية لنقص مخزون البن في مصر

أرشيفية
أرشيفية

أشار الدكتور محمد فهيم، مستشار وزير الزراعة للتغيرات المناخية، في إحدى اللقاءات التليفزيونية إلى تأثر المحاصيل الزراعية كافة  بالتغييرات المناخية العالمية ومن بينها البن الذي تعرضت زراعته للكثير من المشكلات الكبيرة وهو ما انعكس على ارتفاع أسعاره عالميًا.

وأكد أنه من المتوقع أن 50% من المناطق التي تشتهر بزراعة البن مثل فيتنام والبرازيل وإثيوبيا ستخرج من إنتاج المحصول في السنوات القليلة القادمة بسبب التغير المناخي. 

ما هي البدائل المطروحة لتفادي حدوث أزمة في القهوة في مصر؟ 

في هذا السياق، تحدث الدستور مع الدكتور أحمد حنفي، الباحث في مركز بحوث الصحراء قسم الدراسات الاقتصادية ومحلل اقتصادي، الذي قال أن " بالتأكيد أزمة التغييرات المناخية سوف تأثر على زراعة البن عالميًا، وبالتالي سيشاهد السوق المصري أزمة فعلية في توار القهوة حيث تستورد مصر سنويًا ما يزيد عن 38 ألف طن من البن بتكلفة تقارب المليار جنيه".

زراعة البن

وأضاف: "لذلك فيجب علينا أن نوجد بدائل وحلول فعلية لتفادي هذه الأزمة المنتظرة ومن بينها محاولة زراعة البن في مصر ولو على محض التجربة. فقد أشارت إحدى العلماء الباحثين المتخصصين في النباتات الطبية والعطرية بمعهد بحوث البساتين بالقناطر الخيرية بأنها قامت بإجراء تجارب على زراعة البن في مصر، وأكدت نجاحها كمًا ونوعًا. وأوضحت أن جودة البن المزروع كمًا ونوعًا تتحسن عند زراعته تحت الأشجار وخاصة تحت أشجار المانجو وطالبت بتعميم هذه التجارب وتنفيذها على أرض الواقع. فلماذا لا نفعل ذلك؟".

وأشار المحلل الاقتصادي إلى أنه إذا نجحت هذه التجارب فعليًا فسوف تساهم في رفع الاقتصاد المصري وتقليل نسبة استيراد البن من الخارج. فمساحة البساتين التي توجد في مصر مساحة لا يستهان بها، وإذا تمت زراعة البن أسفلهم أو تحميل البن أسفلهم بأخذ مساحات مقتضبة لعمل تجارب استثنائية بها على زراعة البن وثبتت فعاليتها كمًا ونوعًا ستقوم مصر بزراعة على الأقل 150 ألف فدان من البن.

الخلط بنواة البلح

وتابع: "وحتى إذا قمنا بإجراء هذه التجارب وكانت النتيجة معقولة وليست كبيرة فنحن أيضًا بحاجة إلى هذه الكمية البسيطة. وذلك لأننا يمكن أن نخلطهم ببدائل أخرى يستخدمها العربان والجماعات الصحراوية والبدو من أيام الإغريق، وأيضًا أهل المدينة المنورة ومكة المكرمة والشام وجدة وغيرهم وهي نواة البلح من خلال تحميصها وتنظيفها من الشوائب وتناولها كمشروب أو خلطها بمعدلات خلط لتزيدها بمادة الكافيين وتنولها".

وأكد الباحث في مركز بحوث الصحراء أن هناك بعض الشركات حاليًا تقوم بالفعل بخلط البن بمسحوق نواة البلح المحمص لكنها تقوم بذلك بدون إخبار العملاء به وهو ما يعد غشًا تجاريًا. ويساعد خلط نواة البلح بالبن الذي نستورده من الخارج أو سنقوم بزراعته في مصر في زيادة كمية البن، وبالتالي سنعمل على تقليل الأزمة.

وأوضح أن محبي تذوق القهوة يمكنهم تناول مشروب نواة البلح بدون أية إضافات، أما الأشخاص الذين يفضلون تناول القهوة للحصول على فوائد الكافيين فيمكنهم تناول مسحوق نواة البلح مخلوطًا بالقهوة فأجود شركات البن العالمي تفعل ذلك".

واستكمل حديثه للدستور قائلًا: "أن مصر مصنفة الأولى عالميًا في إنتاج التمور وذلك لأننا نمتلك الملايين من أشجار النخيل، فلماذا لا يتم إجراء بعض التحسينات على نواة البلح واستخدامها مع البن بدلًا من وضعها في أطعمة الحيوانات كعلائق؟".

نواة البلح مع الزنجبيل بالليمون

وقال حنفي أنه يمكننا تناول مشروب مختلف يعطينا نكهة مميزة قريبة من القهوة ويوجد بها كافيين أيضًا مثل خلط نواة البلح بالزنجبيل مع الليمون لأن الزنجبيل مع الليمون يعطينا كافيين، أو خلط الشاي الأخضر بنواة البلح وغيرها من أفكار المشروبات الجديدة التي علينا ابتكارها.

وعلى الصعيد الزراعي، أكد الدكتور أحمد جلال، عميد كلية الزراعة بجامعة عين شمس، أن التغييرات المناخية في بعض المناطق تؤثر على زراعة المحاصيل وهو أمرًا طبيعيًا. لكننا لا يمكننا زراعة البن في مصر لأننا لا نمتلك المساحة الكافية وكمية المياه المطلوبة لزراعته. كما أن الأجواء البيئية المناخية الخاصة بنا لا تسمح بزراعته.

وأضاف: "أن بدائل البن هو الشاي وهو أيضًا يتم زراعته في بعض المناطق مثل الهند والصين. كما أننا لا نمتلك رفاهية المساحة الكافية لزراعة بعض المواد الأخرى كبديل للبن لأننا نستخدمها في زراعة المحاصيل الاستراتيجية الضرورية للحياة. فالجمهور إذا لم يجد البن سيتأثر بالسلب، لكنه إذا لم يجد العيش فستصبح كارثة. فهناك بعض المنتجات إذا لم تتوافر بالصورة المناسبة سيحدث مشكلة، لكن هناك محاصيل استراتيجية أخرى إذا لم نجدها ستحدث أزمة حقيقية".

وتابع: "أنه لا يمكننا خلط نواة البلح بالبن لإعطائنا نكهة القهوة، لكنها يمكن أن تعطينا مشروب مختلف مثل القهوة العربي وغيرها. لذلك فإنني أظن أن هذا الأمر لا يجوز علميًا كما أنه لا يوجد مجال لرفاهية تجربة هذا الأمر ومعرفة مدى جدواه لأن هناك محاصيل استراتيجية أخرى تمس الشعب المصري بشكل مباشر يجب التركيز عليها".