رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كمال النجمي: أنيس منصور لم يمل من العرض المتواصل لقصة حياته

كمال النجمي
كمال النجمي

تمر اليوم ذكرى ميلاد الكاتب والروائي أنيس منصور والذي جاء في مثل هذا اليوم الموافق 18 من أغسطس عام 1924، واشتهر بالكتابة الفلسفية عبر ما ألّفه من إصدارات، إلى جانب الأسلوب الفلسفي والأدبي، وفي التقرير التالي نرصد ما كتبه الكاتب والناقد الراحل كمال النجمي حول أنيس منصور في حياته.

ويقول الكاتب كمال النجمي عبر مقال له نُشر بالهلال تحت عنوان "أنيس منصور.. وحياته الباقية" جاء فيه: "أنيس منصور يقدم نفسه في كتاب "البقية في حياتي" طفلًا صغيرًا طيبًا محبًا للناس لكنه لا يملك شروى نقير، ووالده يعمل ليل ونهار ويسافر ويتغيب عن أسرته في العمل، لكنه فقير لا يعود عليه العمل إلا بالكفاف! وأنيس الطفل يسأل أباه: لماذا نحن فقراء؟! ووالده لا يعطيه جوابًا شافيًا، ولكن أمه تؤكد له أن الفقر الذي يعيشون فيه سببه الكتب الكثير التي يشتريها والده ويقرؤها ولا يستفيد منها شيئا، ووالدته تقول له أيضًا أن الذي لا يملك أرضًا ولا بيتًا ولا دكانًا، لا يمكن أن يكون فقير.. ولم يكن والده يملك شيئًا غير عمله المرهق في تفاتيش “آل يكن: أنسباء وأصهاره أسرة محمد علي باشا الكبير”.

وتابع النجمي: "كل هذا لا يقوله أنيس منصور لأول مرة، فقد قاله في كتبه السابقة بوضوح أكثر واستفاضة وصراحة، ولغة أجمل وأصح، ولكنه في الحقيقة لا يريد جرد تكرار أقواله القديمة، فقراؤه متجددون، جيلًا بعد جيل، وقد عرف جيل الستينات والسبعينيات، حياة أنيس منصور، فلابد أن يعرض حياته من جديد على جيل التسعينيات، وسوف يعرضها على أبناء العقد الأول والعقد الثاني من القرن الواحد والعشرين، ولن يمل من هذا العرض المتواصل لحياته على الأجيال المتعاقبة، مع أن جوهر فلسفة أنيس منصور هو "الملل" وله كتاب رائع اسمه "صباح الخير أيها الملل" وله كتب أخرى لا يعرفها القارئ الجديد إلا إذا قرأها كلها، هي خمسة وتسعون كتابًا. 

ولفت النجمي، إلى ان ليس كل من يقرأ كتب أنيس منصور يحبها أو يحبه، ولكن المؤيدين له والمعارضين يتابعون كتاباته، ويقدره الذين يقذفونه بالحجارة، والذين ينثرون في طريقة الورد والريحان، وكتبه تتراقص فيها الملمات الجميلة الرشيقة التي تطيش أحيانًا طيش مثل الحسناء السكري بخمر جمالها! كلمات ترتدي على حد تعبيره ملابس "محزقة" وقد تكون ممزقة.

وأشار النجمي، إلى أن “قصة أنيس منصور الكاتب الجهير الخطير، بدأت وهو صبي صغير فقير قد اعتزل دنيا الناس وعاش في دنيا الكتب والأحلام والمخاوف، وهو يروي في فرقعات سريعة مخاوفة، وأحلامه وآلامه”.