رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«طلوع الجارة» على ارتفاع 92 مترًا.. ولائم وحلقات ذكر على بعد 5 كيلو من الوادي الجديد (صور)

صورة من اعلي جارة
صورة من اعلي جارة الشيخ عبدالله

في شهر أغسطس من كل عام اعتاد أهالي قرية أسمنت بمحافظة الوادي الجديد على إحياء أحد أهم عاداتهم التي توارثوها على مدار السنين من أجدادهم فيما عُرف بـ"طلوع الجارة".

“الجارة” هي منطقة موجودة على بعد حوالي 5 كم من الوحدة المحلية لقرية أسمنت وتحديدًا على تبة يصل ارتفاعها لـ92 مترًا وهي تبة صخرية شاهقة الإرتفاع يوجد أعلاها مقام “الشيخ عبدالله” تناقل الأهالي عنه القصص والروايات باعتباره أحد أولياء قرية أسمنت القدامي.

وفي أغسطس يحل موعد الاحتفال بذكراه ليخرج أهالي القرية فيما يعرف بـطلوع الجارة" حيث يُعدوا الولائم الجماعية وتُعقد جلسات السمر وتقام الأنشطة الرياضية منها ماهو قديم مثل “الاستغماية” ومنها كرة القدم وكرة الطائرة وأحيانا تستغل لجلسات صلح ببن الأهالي ويتم إقامة المولد وتعقد حلقات الذكر  حتى الصباح الباكر حيث يتناول الجميع وجبة الإفطار ويختتم الألهالي بذلك يومهم الترفيهي.

“عبدالله محمود” أحد أهالي قرية أسمنت، قال لـ"الدستور" إن القرية تنقسم إلى 4 حارات رئيسية هي “الحصة، الشلايلة، الفقهاء، الغربية”، كما جرت العادة عندما يحل عليهم الصيف ضيفا تذهب كل حارة منهم إلي جارة الشيخ عبدالله ويتحرون الليالي المقمرة لكي يحلو السهر والسمر ويصطحبون معهم الطعام بل يعدونه ويطهونه في هذا المكان رغم ارتفاعه الشاهق حيث يبلغ طوله ٩٢متر.

وتابع: “يحمل الأهالي متاعهم من فرش وحصر على ظهورهم صعودًا للجبل الذي لا يستطيع أحد تحديد عمر معين لهذا المكان فكل جيل وعت أنظاره على من قبله من أقرانه يصعد هذا المكان ويحيوا ليلتهم بالذكر”.


محمد السني، قال أيضًا لـ"الدستور"، إن "طلوع الجارة" من العادات والتقاليد المتوارثة بقرية أسمنت بالوادي الجديد منذ قديم الأذل وتوارثتها الأجيال وهي صعود أعلى تبة موجودة شمال قرية أسمنت وهي تبة صخرية شاهقة الارتفاع.

قرية أسمنت كانت فى عهود سابقة هى المدينة الأصلية، والتى شهدت قصصًا وحكايات تعكس تاريخ وتراث سكان الواحات الداخلة قديما، حيث يوجد بالقرية سور أسمنتى عمره 400 سنة يحكى تاريخ الاحتماء بواحات الوادى الجديد.

ما زالت بقايا أطلال واحات الوادى الجديد المتمثلة فى القرى القديمة مثل قرية أسمنت والتي تعكس ملامح الحياة فى تلك الواحات منذ عدة قرون والتى كانت تعتمد على ثقافة الاحتماء والتحصين خلف الأسوار والحصون لمنع الإعداء من الهجوم عليهم وهى الأسوار التى جرى بنائها من الطوب اللبن حول كل واحة على حدة بارتفاعات كبيرة وأبواب محصنة وإبراج مراقبة وصد الهجوم.