رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

نور الشريف: من هواياتى البحث عن الأنماط غير العادية من البشر

عماد النويري بصحبة
عماد النويري بصحبة نور الشريف

نور الشريف، خلال رحلته الفنية الغنية والعامرة، استطاع أن يؤسس له شخصية سينمائية لها ملامح واضحة كانت حاضرة في أكثر من مئة وسبعين فيلمًا تنوعت ما بين التراجيديا والكوميديا والفانتازيا. وقدم للمسرح مجموعة مميزة من الأعمال التي ستبقي طويلًا في ذاكرة المسرح العربي، هذا غير أعماله التليفزيونية والإذاعية.

 

وفي مقدمة كتابه "نور الشريف .. صورة مقربة"، يشير مؤلفه الناقد والكاتب عماد النويري إلى أنه: "مع البدايات صرخ فيه المخرج نبيل الألفي أكثر من مرة، ورفضته لجنة اختيار الممثلين الجدد عندما تقدم ليعمل في التليفزيون مجرد (كومبارس) متكلم، وفي عام 1983 حصل على جائزة أحسن ممثل في مهرجان نيودلهي السنيمائي من بين ممثلي 27 دولة، وكانت أول جائزه دولية رسمية يحصل عليها ممثل عربي، هذا غير جوائز أخرى كثيرة تم الإعلان عنها .

 

ويلفت النويري إلى: تربي نور الشريف في حي شعبي وعشق الفن وهو صغير، واقتطع من المصروف الذي لم يتعد قروشًا قليلة ليشاهد الأفلام في سينما الحي المجاور، ويشترك مع أبناء الحي في بناء مسرح على إحدى عربات (الكارو) ليصبح أحد نجوم المسرح.

 

جاع وتعري وسهر الليالي الطوال حتى نجح في التحليق بأجنحة الأمل والاجتهاد والعمل ليتبوأ مكانة مميزة بين أبناء جيله، وليصبح واحدًا من أهم نجوم التمثيل في بلاد العرب. كان لا ينسى أبدًا كلماته المحببة التي يحفظها عن ظهر قلب للخطيب الروماني "شيشرون": "الضربات المتواصلة ولو بأصغر بلطة كفيله بأن تحطم أضخم صنم".

 

ـــ من هواياتي البحث عن الأنماط غير العادية من البشر

وعن كواليس مشاركة نور الشريف في فعاليات الدورة الثانية لمهرجان القاهرة السينمائي، يحكي النويري عن ذكرياته خلال المهرجان وما جمعه مع الشريف من أحاديث ولقاءات، يقول النويري: في إحدى الغرف الصغيرة في أحد فنادق الدرجة الأولي في القاهرة الكبري كان رنين الهاتف لا ينقطع، أسئلة تتناثر هنا وهناك عن بداية حفلات المهرجان، وعن وصول النجوم وعن النشرات التي صدرت. مدراء للعلاقات العامة، ونجوم، ونجمات وخبر عن وصول الكاتب الإيطالي الشهير ألبرتو مورافيا.
يظهر نور الشريف وهو يحمل في يده بعض المطبوعات ملصقات أفلام وكتيبات عن فيلمه الجديد المشترك في المسابقة الرسمية "قطة على نار" المأخوذ عن رائعة تنيسي وليامز، قطة فوق سطح صفيح ساخن.
 

في المؤتمر الصحفي لمناقشة الفيلم تتابعت أسئلة عن الاقتباس، واتجاه نور الشريف إلى الإنتاج، والالتزام. واشترك في الإجابة نور وبطلة الفيلم الفنانة بوسي. قصة الفيلم تدور حوادثها حول شخصية الكابتن الرياضي أمين وعلاقاته.


أمين نور الشريف يتزوج من الفتاة الصغيرة جيجي (بوسي) وسرعان ما يهرب من الملاعب بسبب إصابته في ساقه، كما يصاب بالعجز الجنسي الذي يمنعه عن القيام بواجباته الزوجية.
 

تلاحظ (جيجي) التصاقه الدائم بصديقه (عزت)،  وتشك في وجود علاقة ما بينهما، خصوصًا أن أمين قد هجرها، وأدمن على الشراب، وتتوالى الصور عن علاقات شاذة، ومواجهات، وانتحارات، في ظل أجواء غريبة وغرائبية. 

 

ويتابع النويري: لماذا؟ ما الذي استهوى نور الشريف في شخصيه (أمين)؟ وما الذي استهوى المنتج في معالجة مسرحية كتبت لتصور واقع حال في المجتمع الأمريكي؟
يجيب نور الشريف: هذا جزء من  شخصيتي، أنا من هواياتي البحث عن الأنماط غير العادية من البشر، والشخصيات غريبة الأطوار. وأعتقد أن طموح أي فنان جاد، يدفعه لأن يتصدى للأعمال الصعبة. ومن حسن حظي أن أول أدواري السينمائية كان بالصدفة دورًا معقدًا، وتركيبته غريبة، وهو دور "كمال عبدالجواد" المريض بالمثالية الخيالية البعيدة عن الواقع، وكان اتجاهي في أداء هذا الدور بداية الطريق لنجاحي، وشهرتي كممثل سينمائي، لهذا تجدني أسعى دائمًا وراء الأدوار الشاذة والمركبة، ودوري في "قطة على نار" أو دوري في "زوجتي والكلب"، قد يكون اختيارهما مثارًا للتساؤل.

 

 هذه الأدوار أقبلها بقوانين اللعبة الفنية. وأول هذه القوانين، إحساسي بأن الدور الجديد يمثل في حياتي الفنية تجربة جديدة. وفي هذا يكمن لدي العشق أو الالتزام في عمومه، وفيه يكمن أيضًا الشعور بالقيم المجردة جميعها من خير وشر.

 

وحول الإنتاج يستفسر الناقد عماد النويري من نور الشريف فيرد الأخير: "ليس الأمر يأسًا، وأيضًا ليس لتحقيق ربح. بالطبع لا أحب الخسائر، فالربح مسألة غير مضمونة بالنسبة للإنتاج السينمائي، والسبب الرئيسي، هو تقديم شيء مختلف ومميز في الوقت ذاته".