رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«الجفا».. أخصائية توضح معاناة الأبناء مع قسوة أبائهم

قسوة الاباء
قسوة الاباء

برود مشاعر، جفاء، عنف.. لم تكن كفيلة تلك الكلمات لتوصف الحالة التي يعيشها الأبناء نتيجة قسوة آبائهم عليهم، فلم يسملوا من ملاحقة الذكريات الأليمة التي يشعرون بها تجاه والديهم، حتى بعد الكبر.

أزمة الإعلامي محمود سعد ووالده

ومؤخرًا ضجت مواقع التواصل الاجتماعي بتصريحات الإعلامي محمود سعد حول علاقته مع والده، وعبر عنها قائلًا: «كان بيني وبينه غدر، وجرح، وليل، وفراق، وطريق هو اللى بدأه مش أنا اللى بدأته».

وأوضح أنه تربى جيدًا مع والدته التي ظلت 27 عامًا، تتحمل مسئولية أربعة أبناء بمفردها، وهي من أسرة بسيطة لا يستطيع أحد فيها مساعدتها، لكن ساعدها الله؛ لتمر بنا بسلام، مشيرًا إلى أن والده كان ثري ومع ذلك لم يمنحهم المال وكان قاسيًا.

وطالب الآباء بالاهتمام بأبنائهم، قائلًا: «بقول لكل أب رغم أن أنا مطلعتش مجرم أو مدمن وطلعت كويس جدًا الحمد لله، وتربية أمي نجحت وأخواتي بقوا ظباط كبار، وأسرتنا كويسة، متحسش فيها أن مفيهاش أب، إلا أن لحد دلوقتي لما بشوف فيلم أو أي حد في الحياة بيقول أبويا علمني أو بيقولي بضايق لأنه مقاليش حاجة، فبقول لكل أب بينكر أولاده أو بيظلمهم الأولاد هيكبروا ومش هينسوا».

واستكمل: «أرجو من كل راجل يفكر كويس خاصة المقتدر؛ لأن علاقته بأولاده مش رحمة ومودة دي واجب ومسؤولية، لكن أنا أبويا كان خالع نفسه من حياتنا، وعمل نفس الحكاية مع ولاد تانيين من زوجة تانية لكن مش بالقسوة دي، وأنا لا أحب أبويا ولا احترمه».

تراكمات وعقد نفسية

الدكتورة ريهام الصباغ، أخصائية طب نفسي، تقول أن على مدار عملها خلال 10 سنوات ماضية وهي يتردد عليها حالات عديدة لشباب يعانون من قسوة معاملة والديهم معهم، موضحة أن ابتعاد الأبناء، وكرههم لوالديهم، جاء نتيجة تعامل الأباء معهم بجفاء، وربما وصل الأمر في بعض الحالات إلى تعامل الأباء بوحشية مع أطفالهم. 

وتابعت الصباغ أن كره الأبناء لأبائهم هو في الحقيقة نابع من مشاعر وكراهية مدفونة منذ الطفولة، والتي تولدت نتيجة سلوكيات الأسرة مع أبنائهم في مرحلة الطفولة والمراهقة والشباب، موضحة أن السلوكيات بين أفراد الأسرة يتوقف عليها الكثير من المعاني والمواقف التي تتراكم في ذاكرة الأبناء.

أشارت أخصائية الطب النفسي إلى أن لكل قاعدة قوانينها، ولكن يجب في المقام الأول التعامل مع الأطفال بالحسنى، وعدم العنف معهم؛ لتربية جيل سوي ليس لديه عقد نفسية تؤثر على حياته في المستقبل ومن حوله.

نصف أطفال العالم يتعرضون للعنف

يتأثر نصف أطفال العالم، أو ما يقرب من مليار طفل، سنويا بالعنف الجسدي والجنسي والنفسي، ويعاني هذا الجيل الصاعد من الإصابات والإعاقات والوفاة؛ لأن الدول فشلت في اتّباع استراتيجياتها الموضوعة أصلا لحمايتهم، هذا بحسب التقرير العالمي عن وضع الوقاية من العنف ضد الأطفال 2020 الصادر عن منظمة الصحة العالمية، ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)، ومنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو).