رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الجماعة الإسلامية ومبارك


كلاهما ساهم الي حد ما , في ضرب معول من معاول هدم مصر . وكانت مساهمة كلا منهما كبيرة في وصول مصر الي حالة الضعف والتسيب التي تعانيها الآن .

الجماعة الإسلامية , برعونتها , وقلة تفكير قادتها , وتهورهم , قتلوا الرئيس محمد أنور السادات في 6 اكتوبر 1981 , وداءوا بحسني مبارك .

يمكن القول بأنهم قتلوه بلا سبب , ربما كان السبب المعلن أنهم قتلوه لأنه أعتقل محمد الإسلامبولي , شقيق خالد الإسلامبولي ضابط القوات المسلحة , الضابط الذي غرروا به وجعلوه مخلب القط لقتل السادات , بحكم وضعيته في القوات المسلحة , وإستغلوا حالة الإسترخاء التي لازمت القوات المسلحة , في عهد وزير حربيتها المشير عبد الحليم ابو غزالة,بعد مضي ثمانية أعوام علي أنتصار أكتوبر , وفي كل عام كانتتقام احتفالات عيد النصر يوم 6 اكتوبر , ولم يتصور أحد أن الجماعة الإسلامية , يمكن أن تتسلل الي تنظيم الجهاد , ولكن لأن قيادات القوات المسلحة , وقتها كانت مشغولة بالمظاهر والإحتفالات , فلم تفطن الي ما حدث , وقتها كانت كل القوي السياسية علي عداء للسادات .

كان السادات وقتها يفكر بطريقة عصرية جدا , تسبق تفكير كل القادة والسياسين الذين معه , بل وكل تفكير القادة العرب , وفكرة في معاهدة السلام الإسرائيلية , كانت تفكير السادات في السلام مع اسرائيل , لأنه كان يريد أن يجنب بلاده , فكرة الحروب مع اسرائيل , وأن تتجه مصر الي التنمية , وفكر فيتعمير سيناء , والثورة الخضراء , ومشروعات الأمن الغذائي . ولم يكن قد دار بخلد احد من الساسة العرب أن هناك عدد من المفكرين الصهاينة كانوا يفكرون في ناحية أخري , بعيدة كل البعد عما فكر العرب , وقتهاكان برنار لويس , استاذ الجماعة اللإسكتلندي , يفكر في تجنيب اسرائيل قسوة ماحدث لها في اكتوبر 1973 , وبدأ في وضع مخطط للشرق الأوسط هدفه تقسيم الدول العربية كبيرة المساحة , وهدم الجيوش العربية الكبري التي يمكن لها أن تهدد اسرائيل . وأقنع الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاءها بريطانيا وألمانيا بتنفيذ الخطة , وبدأت بتدمير جيش العراق في 1990 , وزرع الخوف في قلوب قادة دول الخليج من الدول العربية الكبري , والإجهاز علي العراق كلها في مارس 2003 , وتسريح الجيش العراقي والقوي الأمنية في ابريل 2003 , وكان هذا بداية ما يعرف بالربيع العربي , وبعدها بثمان سنوات بدأت مصر تترنح ثم سوريا , وقبلها تم تقسيم السودان , ثم الإنهيار الكامل لليبيا , مع عدم الإستقرار لتونس ثم اليمن , ثم ظهرت قطر بكل أموالها لتدعيم المخطط الصهيوني لتدمير العرب لصالح القوي الصهيونية المساندة لإسرائيل .

أما ما فعله حسني مبارك لتدمير مصر , فيفوق ما فعلته الجماعة بقتل السادات وتولية مبارك للسلطة في مصر . فقد ظل مبارك يحكم مصر بطريقة ديكتاتورية , تدعمه الولايات المتحدة , والتي كانت في نفس الوقت تفكر خلعه مع حكام العرب الذين لسنوا علي اسرائيل وهددوها , الي أن كبر نجل الرئيس , ونضج سياسيا , وفكر مبارك في توريثه , بضغوط من زوجته , والدة جمال , ومجموعة من أقران جمال مبارك الذين تسللوا الي دوائر الحكم في مصر , وعلي راسهم , رئيس الوزراء احمد نظيف , ووزير الإعلام , وإلإخترعوا له لجنة السياسات لتحكم قبضتها الحزب الوطني الديموقراطي الذي اسسه الرئيس الراحل أنور بمبادئ وطنية خالصة , وتحولت علي يد مبارك وأعوان , الي آداه لتوريث السلطة لجمال مبارك .

وكان هذا وقودا خصبا لثورة داخلية يتم الإعدادا لها , وكانت السفراء الأمريكيون يستقبلون معارضي الرئيس مبارك تحت بصره , الي أن المفكر سعد الدين ابراهيم بتقديم الإخوان المسلمين للأمريكا في 2005 , كقوة اسلامية راديكالية معتدلة , يناصرها التنظيم الدولي وحزب التنمية والعدالة التركي ودولة قطر .

وقته اظهرت الجماعة الإسلامية علي شاشة اللإعلام الغربي والأمركي علي أنها القوة الإسلامية المعتدلة , والتي بإمكانها أن تبتلع في جوفها كافة الحركات الإسلامية المتطرفة وعلي راسها تنظيم القاعدة , العدو اللدود للولايات المتحدة .