رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«الزراعيين الأفارقة» ينتهى من أول دراسة لمشروع إفريقى للتوسع فى «المانجروف» بدول القارة

سيد خليفة
سيد خليفة

انتهى اتحاد المهندسين الزراعيين الأفارقة من إعداد أول دراسة اقتصادية للتوسع في زراعة غابات المانجروف على سواحل الدول الإفريقية المطلة على البحر الأحمر والمحيط الأطلنطي، مقرونة بدراسة الجدوى البيئية والسياحية لخدمة هذه الدول وتحويل الدراسة إلي أول نموذج عملي تم تطبيقه في مصر لخدمة التعاون الإفريقي والدولي.

وقال الدكتور سيد خليفة الأمين العام لاتحاد المهندسين الزراعيين الأفارقة إن الدراسة تتناول مبررات اقتصادية للتوجه نحو التوسع في مشروعات زراعة المانجروف باعتباره أنه أحد أولويات دول العالم للتكيف مع التغيرات المناخية وحماية الشواطئ من مخاطر المناخ وتحقيق الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي للدول التي تعاني من هشاشة شواطئها، مشيرا إلى أن التقديرات الأولية لهذا المشروع من الناحية الاقتصادية والبيئية تقترب تكاليفه بأكثر من 100 مليون دولار ويحقق عائد يتجاوز 10% من تكلفته مع الانتهاء من تنفيذه وتسترد التكاليف خلال 10 سنوات من تنفيذه، فضلًا عن اعتباره أحد النماذج الدولية للمشروعات الخضراء.

وأضاف «خليفة»، في تصريحات له، اليوم السبت، أن هذه الدراسة تعد باكورة الاتحاد في التعاون بين الدول الإفريقية لمواجهة مخاطر التغيرات المناخية، رغم القيمة النسبية لهذه المشروعات من ناحية المردود الاقتصادي والاجتماعي والتعليمي في الدول المطلة على البحر الأحمر ودول غرب إفريقيا المطلة علي البحر المتوسط، فضلًا عن الأهداف الاقتصادية الكبيرة ودول غابات المانجروف في مكافحة التصحر الذي تشهده مناطق عديدة بدول القارة بسبب المناخ.

وأوضح الأمين العام لاتحاد المهندسين الزراعيين الأفارقة، أن المشروع الإفريقي يعد محاكاة لنموذج ناجح تم تطبيق في مصر بزراعة المانجروف بسواحل مصر على البحر الأحمر الذي تم تطبيقه خلال الأربعة أعوام الماضية، بما يتوافق مع 7 أهداف للتنمية المستدامة بالأمم المتحدة وأجندة إفريقيا 2063، وأهداف مرفق البيئة العالمي، مشيرا إلي أن المشروع يعد أول نموذج إفريقي للتعاون بين الدول المطلة على البحر الأحمر والمحيط الأطلنطي لمكافحة التصحر.

وأشار «خليفة»، إلى أنه ستتم زراعة غابات أشجار المانجروف وبعض النباتات الملحية على شواطئ الدول الإفريقية على مراحل لتحقيق التوزان البيئي بالمنطقة وخلق بيئة مناسبة للاستزراع السمكي للأحياء المائية عالية القيمة مثل الجمبري والاستاكوزا ويلبي المشروع طموحات الدول الإفريقية في التنوع البيولوجي وتعد نموذجا للاقتصاد الأخضر الذي ينعكس على حالة التنوع الحيوي في مختلف مناطق المشروع ويحقق العديد من الفوائد المباشرة وغير المباشرة للبيئة ويوفر العديد من فرص العمل.

ولفت الأمين العام لاتحاد المهندسين الزراعيين الأفارقة، إلى أن الدراسة الاقتصادية لمشروع التوسع في زراعة المانجروف من الناحية السياحية تشير إلي الأهمية الكبيرة للمشروع في تنشيط السياحة البيئية وسياحة السفاري وسياحة الأحياء المائية والشواطئ، بما يحقق استثمارات مباشرة في القطاع السياحي في المناطق المحيطة بتنفيذ المشروع دوليا وتوفير الآلاف من فرص العمل.

وكشف «خليفة»، عن أنه يمكن استغلال بعض المساحات الأراضي الملحية المتاخمة لغابات المانجروف لزراعتها بأنواع من محاصيل الأعلاف والزيوت المتحملة للملوحة مثل «الساليكورنيا» التي أثبتت التجارب العلمية نجاحها في هذه المناطق الملحية ويستخرج منها زيت الطعام وتستخدم كمحاصيل أعلاف تقليدية في تغذية الماشية في المناطق الرعوية، خاصة أنها فقيرة في إنتاج الأعلاف، الأمر الذي يساعد في توفير اللحوم ومن ثم تحقيق التنمية المستدامة.