رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

حملة «قاطعوا البيض» تحذر من وصول سعر الكارتونة لـ100 جنيه

البيض
البيض

أول الحلول التي يلجأ إليها المواطن مع ارتفاع سعر سلعة ما هي المقاطعة، لكونه أحد المحركات الرئيسية في عمليات البيع والشراء، وهو ما حدث مع الارتفاع الجنوني الذي أصاب البيض في الأسواق المصرية.

وصل سعر طبق البيض اليوم إلى 80 جنيهًا مع توقعات من المربين بزيادته خلال الفترة القادمة إلى 100 جنيه في حال استمرار الوضع كما هو عليه، بالرغم من إعلان مصر أنها وصلت إلى الاكتفاء الذاتي من الدواجن والبيض.

حملات المقاطعة انتلقت تحت وسم «قاطعوا البيض»، تدعوا المصريين إلى عدم شرائه حتى ينخفض سعره الحالي، وندد القائمون على الهاشتاج بمن يقوم بشراء البيض، وكأنه يوافق على الأسعار الحالية.

حملة المقاطعة

انضم إلى حملة المستهلكين بعض المحال الذى عزم الأمر على عدم بيع البيض حتى تنخفض أسعاره، وتداول النشطاء صورة لمحل زعم أنه في محافظة الإسكندرية وعلق لافتة كتب عليها: «نعتذر عن بيع البيض نظرًا لارتفاع سعره».

 فهل بالفعل دعوات المقاطعة تلك ستأتي ثمارها قريبًا وينخفض سعر البيض؟، اختلفت الآراء إذ يرى المربون أنها ستزيد من سعره وربما يصل إلى 100 جنيه، بينما آخرون يرون أن المواطن لا بد أن يكون له تأثير في السوق.

مربٍ يحذر من دعوات المقاطعة: «تزيد من حالة الركود» 

محمد ذكري، أحد مربي الدواجن في محافظة الفيوم، يوضح أن المربين في الوقت الحالي يتعرضون لخسائر ضخمة جراء ارتفاع تكلفة غذاء الدواجن من الذرة والصويا، ما زاد عليهن من تكلفة غذاء الدواجن وأدى إلى زيادة سعر البيض بالتبيعة.

ويرجع السبب أيضًا إلى خروج الكثير من المنتجين من السوق المصرية نتيجة ذلك، وهو الأمر الذي أدى إلى قلة المعروض في السوق وارتفاع سعره نتيجة استغلال التجار تلك الحالة، مبينًا أن تكلفة كرتونة البيض الواحدة وصلت إلى 63 جنيهًا داخل المزرعة.

ذكري يحذر من دعوات المقاطعة الحالية التي ستسبب حالة من الركود في السوق المحلية وسيدفع مزيدا من المربين والمنتجين إلى الخروج من السوق، ويستمر ارتفاع أسعار القليل المعروض دون حل جذري.

ويشير إلى أن استمرار تعرض المربين والمنتجين إلى تلك الخسائر سيقضي على تواجدهم من السوق المصرية، ويؤدي إلى ارتفاع سعر كرتونة البيض إلى أضعاف ما هي عليه الآن وسيكون الأمر بمثابة كارثة.

شعبة المواد الغذائية: «أسعار العلف لم تزد إلى تلك الدرجة»

ويرى حازم المنوفي، عضو شعبة المواد الغذائية، أن السوق المصرية حرة والمستهلك له الحق في المقاطعة وعدم الشراء، موضحًا أن المقاطعة ستؤدي إلى انخفاض أسعار البيض حتى إن أدت إلى حالة ركود لفترة سيكون ذلك أفضل من غلاء السعر.

وبين عضو الشعبة أن هناك أزمة تمر بالعالم كله فلا بد أن يكون للمواطن وعي وأن يتشري ما يلزمه فقط، موضحًا أن منظمة الغذاء أعلنت أن هنا 33% هدر في الغذاء سنويًا، وهو أمر يستحق وقفة من دول العالم.

كما أشار المنوفي إلى أن التضخم الحالي بسبب زيادة الأسعار على العالم كله، ولكن هناك سلعا لها تبرير في زيادة الأسعار وأخرى لا، مضيفًا: "أسعار العلف لم تزد بالشكل الذي يجعل طبق البيض يصل إلى 80 أو 90 جنيهًا.

ويوضح أن هناك مبالغة من التجار والبائعين والأفضل حاليًا أن يكون للمواطن دور عامل ومؤثر في السوق، حتى تنخفض أسعار البيض ويعود إقبال المواطنين عليه مرة أخرى في السوق المحلية.

13 مليار بيضة سنويًا

تدل الأرقام الرسمية المعلنة، عن وصول مصر خلال فبراير من العام الجاري إلى الاكتفاء الذاتي من الدواجن والبيض، إذ حققت الدواجن زيادة في إنتاج البيض بموجب ٤٠ مليون بيضة يوميًا، وبما يتجاوز 13 مليار بيضة سنويًا، وسبق وأعلنت وزارة الزراعة أنه تم تحقيق الاكتفاء الذاتي من الدواجن بنسبة 100٪ ولم يتم الاستيراد لأكثر من 40 عامًا.

انفوجراف الدستور

وعلى مستوى الدواجن فإن مصر تنتج سنويًا مليارا و400 مليون دجاجة وهو أمر ضمن لها تحقيق الاكتفاء الذاتي بنسبة 100%، إذ تمتلك مصر 390 ألف جدة دواجن من اكفاء سلالات اللحم في العالم ساهمت في إنتاج 14 مليون أم دواجن في مصر من خلال عمالة مصرية، ولايتم استيراد الأمهات من الخارج. 

مربٍ: «المنتجون باعوا الدواجن تجنبًا للخسائر»

أما محمد علي، مربٍ آخر، يرى أن مدخلات مزارع الدواجن من العلف أدت إلى تلك الزيادة الضخمة في أسعار البيض، موضحًا أن ذلك العلف أساسي للتغذية من أجل الدواجن التي يتم تربيتها وتغذيتها لما يقرب من 6 أشهر ثم يبدأ إنتاجها للبيض.

تعرض محمد وفق حديثه إلى خسائر خلال الفترة الأخيرة لكونه يعتمد على العلف المستورد من الصين والذرة الصفراء والصويا، موضحًا أنها تعد موزع ضخم لغذاء الدواجن في مصر، وفي حال المقاطعة سيزيد السعر ويصل إلى 100 جنيه للطبق خلال الفترة القادمة.

المربي يكشف أن هناك الكثير من منتجي البيض ومربينه قاموا ببيع الدواجن المنتجة للبيض تجنبًا للخسائر التي تأتي من شراء الأعلاف، مبينًا أن الحل في الوقت الحالي هو خفض سعر بورصة العلف حتى يستطيع المربي الاستمرار.

مربٍ: «المقاطعة تهدد الصناعة الوطنية»

حنفي عبدالحميد، مربي آخر، يحذر علي من دعوات المقاطعة الحالية التي ستؤدي إلى مزيد من الركود في السوق المصرية، وخروج أعداد أكثر من مربي الدواجن، أو لجوئهم إلى بيع الدواجن الحالية حتى لا يتكلفون ثمن تغذيتها.

ويقول: «إذا خرج المربون من السوق بأعداد كبيرة أو باعوا الدواجن ستحدث فجوة، فلا بد من الانتظار 6 أشهر حتى تتم تربية جيل جديد من الدواجن قادر على إنتاج البيض، لأن الدواجن لا تنتج بيض قبل 6 أشهر».

وعن خطورة ذلك يؤكد أن الأمر سيؤدي إلى استغلال الاستيراد للبيض والدواجن من الخارج بحجة ارتفاع الأسعار وإحجام المربين، مشيرًا إلى أن الأمر أصبح يهدد الصناعة الوطنية ويضرب السوق المحلية المصرية.