رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«احتواء ورعاية».. خبراء عن قرارات الرئيس بتوسيع الحماية الاجتماعية: تخفف آثار الأزمة الاقتصادية على المواطنين الأكثر احتياجًا

 الحماية الاجتماعية
الحماية الاجتماعية

وجه الرئيس عبدالفتاح السيسى، بتنفيذ حزمة من الإجراءات الخاصة بالحماية الاجتماعية للأسر الفقيرة، لمساندتها والوقوف بجوارها خلال الأزمة الاقتصادية الطاحنة التى يمر بها العالم، والتى تظهر آثارها على ارتفاع أسعار السلع فى الأسواق.

وتتضمن حزمة الإجراءات زيادة عدد الأسر المستفيدة من برنامجى «تكافل وكرامة» بضم مليون أسرة إضافية للبرنامجين، ليصبح حجم المستفيدين من البرنامجين نحو 20 مليون مواطن على مستوى الجمهورية.

كما تتضمن صرف مساعدات استثنائية لـ٩ ملايين أسرة لمدة ٦ أشهر مقبلة، بتكلفة إجمالية قيمتها نحو مليار جنيه شهريًا، وتُخصص للأسر الأكثر احتياجًا، ومن أصحاب المعاشات الذين يحصلون على معاش شهرى أقل من ٢٥٠٠ جنيه، وأيضًا من العاملين بالجهاز الإداري للدولة الذين يحصلون على راتب أقل من ٢٧٠٠ جنيه شهريًا.

وسيتم أيضًا تعزيز الأمن الغذائى للأسر الفقيرة والأمهات والأطفال، من خلال التوسع فى طرح كراتين السلع الغذائية المدعمة بنصف التكلفة، بواقع مليونى كرتونة شهريًا، بحيث يتم توزيعها من خلال منافذ القوات المسلحة، مع تولى وزارة الأوقاف بالشراكة مع وزارة التضامن الاجتماعى توزيع لحوم الأضاحى على مدار العام، وكذلك توفير وزارة المالية الموارد المالية اللازمة فى هذا الصدد، والبالغ إجماليها نحو ١١ مليار جنيه.

ويتحدث عدد من مسئولى العمل المدنى والجمعيات الخيرية، لـ«الدستور»، حول آليات تطبيق تلك الإجراءات، وكيف يمكن أن تساعد الأسر الأكثر احتياجًا على تخطى تلك المرحلة الاقتصادية الصعبة. 

مصطفى زمزم: اختيار المستفيدين سيكون وفق قاعدة البيانات

قال الدكتور مصطفى زمزم، رئيس مجلس أمناء مؤسسة صناع الخير، عضو التحالف الوطنى للجمعيات الخيرية، إن توجيهات الرئيس السيسى للتوسع فى برامج الحماية الاجتماعية من القرارات الهامة التى يحتاج إليها المواطن خلال المرحلة الراهنة.

وبيّن أن الحرب الروسية الأوكرانية، وأزمة «كوفيد- ١٩» صنعتا تداعيات وآثارًا سلبية على الاقتصاد العالمى، والتى أثرت بالتبعية على الأسر الأكثر احتياجًا، لافتًا إلى أن مد الحماية الاجتماعية لمليون أسرة جديدة بـ«تكافل وكرامة» سيكون له مردود إيجابى عليهم، وعلى حالتهم الاقتصادية. وأشار إلى أنه من المقرر أن يتم توزيع مواد تموينية على ٩ ملايين أسرة، إضافة إلى توفير رعاية وخدمات صحية من خلال الجمعيات وعن طريق التحالف الوطنى الذى أطلقه الرئيس، وتشارك فيه ٢٤ جمعية أهلية ستتولى تنفيذ هذه القرارات.

وأكد أن معايير اختيار الأسر المستفيدة سيكون من خلال قاعدة بيانات متوافرة لدى التحالف الوطنى، بالتعاون مع وزارة التضامن وعدد من الجهات المعنية، والتى تمت مراجعتها خلال الأربعة أشهر الماضية.

وفيما يخص موازنة الجمعيات لدعم الأسر الأولى بالرعاية، قال إن كل جمعية لديها خطة سيتم عرضها على التحالف الوطنى، وسيتم تنفيذها من خلاله. 

وذكرت وزارة التضامن أن عدد الأسر المستفيدة من «تكافل وكرامة» سيرتفع إلى ٥ ملايين أسرة، تضم أكثر من ٢٠ مليون مواطن على مستوى الجمهورية، مضيفة أن تكلفة زيادة الأسر الجديدة تصل إلى ٥.٤ مليار جنيه سنويًا، وبالتالى ترتفع موازنة الدعم إلى لأكثر من ٢٧ مليار جنيه سنويًا.

هدى الملاح: جاءت لمواجهة تداعيات الأزمة الروسية الأوكرانية

أكدت الدكتور هدى الملاح، مدير المركز الدولى للاستشارات الاقتصادية، أن القرارات الداعمة للأسر الفقيرة، التى اتخذها الرئيس عبدالفتاح السيسى، تأتى لمواجهة تداعيات الأزمة الروسية الأوكرانية.

وأوضحت «هدى»، لـ«الدستور»: «يمر العالم كله بظروف استثنائية منذ حدوث الأزمة بين روسيا وأوكرانيا، وأصبحت هناك مخاوف متزايدة متعلقة بالأمن الغذائى، خاصة فى الدول النامية، مثل مصر، فضلًا عن أزمات ارتفاع الأسعار، لذا وجه الرئيس السيسى بزيادة إجراءات الحماية الاجتماعية للأسر الأكثر احتياجًا، لمساعدتها على تخطى هذه الظروف».

وأضافت أن الدولة نجحت فى توفير جميع السلع الأساسية، لأنها حريصة على الحفاظ على الأمن الغذائى، وتسعى دائمًا لضمان وجود مخزون استراتيجى من السلع وجعل الأسواق مستقرة.

سيد خضر: خفض معدلات الفقر وتحسين مستوى معيشة المواطن

أشاد الدكتور سيد خضر، الخبير الاقتصادى، بقرار الرئيس السيسى بتوسيع منظومة الحماية الاجتماعية فى ظل التداعيات العالمية، قائلًا إن الرئيس حريص على محاربة الفقر ويبذل قصارى جهده لتحسين مستوى معيشة المواطن، وخفض معدلات الفقر ودعم سكان المناطق الأكثر احتياجًا.

وأضاف، لـ«الدستور»: «الرئيس حريص على الدعم المتواصل لبرامج الحماية الاجتماعية فى ظل ما يعانى منه العالم من ارتفاع حاد لمعدلات التضخم ومدى تأثير ذلك على الأوضاع الاقتصادية الراهنة وما يسببه من ارتفاع للأسعار عالميًا ومحليًا».

وأوضح «خضر» أن قرارات الرئيس السيسى باستمرار الإنفاق على برامج الحماية الاجتماعية ومواصلة دعم الأكثر احتياجًا من خلال توفير السلع الاستراتيجية بأسعار مخفضة، وزيادة المنافذ والمجمعات الاستهلاكية، تسهم فى دعم المواطنين لمواجهة الغلاء الذى يعصف بمصر ويساعد على الخروج من النفق المظلم ويضمن عدم إضافة أعباء جديدة على كاهل المواطن. 

وأشار إلى أن الدولة المصرية قادرة على تحقيق التوازن بين الإنتاج والاستهلاك لمواجهة التحديات والأزمات العالمية، وأنها تحاول جاهدة التركيز خلال الفترة المقبلة على دعم وتعزيز برامج الحماية الاجتماعية ومواصلة جذب الاستثمارات لتعظيم الإنتاج وتوفير فرص عمل جديدة، إلى جانب استمرار الإنفاق على برامج الصحة والتعليم. 

واستكمل: «يتوجب الاستمرار فى مساندة جميع القطاعات وتلبية الاحتياجات التمويلية لكل أجهزة الدولة والأسر الأكثر احتياجًا، والاستمرار فى دعم ومساندة القطاعات الإنتاجية، ودفع جهود الحماية الاجتماعية ودعم الفئات الأكثر تأثرًا، والاستمرار فى سياسة التسعير السليم للسلع والخدمات، وتحسين مستوى معيشة المواطن، والتركيز على دفع أنشطة التنمية البشرية، والحفاظ على استدامتها».

اتحاد العمال: تطبيق عملى للاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان

أشاد الاتحاد العام لنقابات عمال مصر، برئاسة حسن شحاتة، بتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى، للحكومة، بإطلاق حزمة جديدة من المساعدات الاجتماعية لحماية محدودى الدخل والأسر الأكثر احتياجًا، من الأوضاع الاقتصادية الحالية.

وقال «شحاتة»، فى بيان، أمس، إن الاتحاد العام لنقابات عمال مصر ونقاباته العامة يرحب بكل القرارات والتوجيهات الرئاسية، والتى تحقق الحياة الكريمة خاصة لمحدودى الدخل من الشعب المصرى، وفى القلب منه العمال.

وأضاف أن التوجيهات الجديدة بزيادة عدد الأسر المستفيدة من برنامجى «تكافل وكرامة» وتعزيز الأمن الغذائى للأسر الفقيرة والأمهات والأطفال، وصرف مساعدات استثنائية لـ٩ ملايين أسرة لمدة ستة أشهر مقبلة، وغيرها من التوجيهات- تتطابق تمامًا مع ملامح الجمهورية الجديدة وتنفيذ الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان، باعتبار أن توفير حياة كريمة للمواطنين ورفع مستواهم المعيشى وحمايتهم من تقلبات السوق والتحديات الداخلية والخارجية، أبرز حقوق الإنسان.

على الإدريسى: منع الطبقة الوسطى من الانزلاق إلى «محدودى الدخل» 

أشار الدكتور على الإدريسى، الخبير الاقتصادى، إلى أن قرارات الرئيس مهمة، وتأتى فى توقيت مهم وحساس، وتأتى فى سياق التحرك لاحتواء ارتفاع معدلات التضخم.

وأضاف: «الجزء الخاص بضم مليون أسرة جديدة لبرنامجى تكافل وكرامة فى الوقت الحالى، اللذين أصبحا يغطيان أكثر من ٢٠٪ من المصريين، خطوة مهمة جدًا».

وأوضح «الإدريسى» أن القرار الخاص بتقديم مساعدات لأكثر من ٩ ملايين أسرة لمدة ٦ أشهر أمر فى غاية الأهمية، متمنيًا أن يراعى تمديد القرار وفقًا للظروف والمتغيرات، وكذلك المساعدات المقدمة لأصحاب المعاشات ولمن يقل راتبه عن ٢٥٠٠ جنيه أمر يأتى جيدًا فى توقيت مناسب لمواجهة حالة الغلاء التى نعيشها.

وتابع: «يسهم توفير السلع الغذائية للمواطنين وإتاحتها من خلال المجمعات الاستهلاكية ومنافذ البيع التابعة للقوات المسلحة من دون أى هامش ربح، وبيعها بسعر التكلفة فقط- فى دعم محدودى الدخل والأسر الفقيرة ومساعدتهم على تجاوز الأزمة الاقتصادية العالمية وموجة الغلاء التى نشهدها حاليًا». 

ولفت الخبير الاقتصادى إلى أهمية النظر أيضًا إلى الطبقة الوسطى، مثلما يتم النظر لمحدودى الدخل، لأن الطبقة الوسطى فى وضع حرج أيضًا، وفى طريقها للانزلاق لطبقة محدودى الدخل، وهو عدد كبير يتوجب على الدولة التدخل وإنقاذه من خلال تخفيف الأعباء عليها، وضمها لبرامج الحماية الاجتماعية وإن كان بامتيازات أقل من المقدمة لطبقة محدودى الدخل والأكثر احتياجًا. وتابع: «يجب تشديد الرقابة على السلع بشكل أكبر، وأن يتم تقليل التكاليف التى يحتاجها المنتج النهائى، وذلك بالأخص فى السلع الغذائية وليس الكمالية، وأن توفر الدولة نوعًا من أنواع المنافسة بين التجار، مثلما فعلت فى قطاع التشييد والبناء، بحيث تتحرك الدولة تجاه الصناعات الغذائية لخلق المنافسة من أجل توفير سعر عادل للمواطنين بمختلف طبقاتهم.

مستفيدون: السيسى أنقذنا لأنه يشعر بنا ويساندنا أمام الأزمات.. وقراراته تجعلنا نعيش حياة كريمة

حياة السيد، سيدة أربعينية، من المستفيدات من القرارات الجديدة، قالت إنه لولا برامج الحماية الاجتماعية التى وفرتها الدولة برعاية الرئيس عبدالفتاح السيسى، ما استطاعت أن تعيش هى وأسرتها حياة كريمة. 

وأضافت «حياة»: «توفى زوجى منذ خمس سنوات وترك لى ٤ أبناء، ولم يترك لى أى أموال»، وتابعت: «بالصدفة عرفت أن هناك معاشًا يسمى معاش (تكافل وكرامة) يصرف للفئات المحتاجة، وبالفعل قدمت للحصول على هذا المعاش وحصلت عليه، وأنقذ أسرتى من الفقر».

وتابعت: «المعونات الاجتماعية الجديدة التى ينوى الرئيس السيسى تقديمها للفئات الأكثر احتياجًا، ليست بالأمر الجديد، فالرئيس السيسى يحرص- دائمًا- على تحقيق مصلحة المواطنين ودعم الأسر الفقيرة»، ودعت الله أن يوفقه فى كل خطوة نحو خدمة الفقراء.

وأكد سيد فرج، ٦٢ عامًا، من المستفيدين من القرارات الجديدة، أنه كان يعمل باليومية قبل أن يتعرض لحادث تسبب فى إصابته بضعف شديد فى البصر، ما منعه من العمل وأصبح بلا دخل، ويعيش بمساعدات من أهل الخير والجيران.

وأضاف «فرج»: «قرارات الرئيس السيسى جعلتنا نعيش حياة كريمة»، موضحًا: «علمت بأمر المعاش الذى يقدمه برنامجا (تكافل وكرامة) للفئات المحتاجة، وسارعت بالتقديم للحصول عليه، وتم الأمر بسهولة شديدة دون أى تعقيدات».

وتابع: «شعرت بأن الدولة تساندنا وتقدر المعاناة التى نعيش فيها بسبب الظروف الاقتصادية العالمية»، مشيرًا إلى أن معاشه أصبح يكفيه، ولم يعد يحتاج لمساعدات الناس. 

وأكد أن استمرار الرئيس عبدالفتاح السيسى فى تقديم المعونات للفئات الأكثر احتياجًا يعنى استمرار النهج الذى اتبعه منذ البداية معهم، مشيرًا إلى أنه فى كل معونة يقدمها الرئيس السيسى فى ظل ارتفاع الأسعار العالمى يوجه رسالة للفقراء بأنه معهم ويساندهم فى مواجهة أى أزمات يمر بها العالم أجمع وليست مصر فقط.