رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

رئيس الملتقى العالمي للتصوف: خلق التسامح من ركائز بناء المجتمعات

د. منير القادرى
د. منير القادرى

 تناول الدكتور منير القادري، رئيس مؤسسة الملتقى ورئيس الملتقى العالمي للتصوف، خلال مشاركته في الليلة الرقمية الرابعة عشرة بعد المائة، ضمن فعاليات ليالي الوصال الرقمية "ذكر وفكر" التي تنظمها مشيخة الطريقة القادرية البودشيشية ومؤسسة الملتقى بتعاون مع مؤسسة الجمال، موضوع "خلق التسامح والعفو من ركائز بناء المجتمعات". 

واستهل رئيس مؤسسة الملتقى مشاركته، بالتذكير بأن التسامح والعفو قيم أخلاقية سامية تجعل صاحبها أكثر إيجابية وإقدامًا على الحياة، وأنها تمكنه من التخلص من المشاعر السلبية التي تنشأ عن الضغينة والغل على الغير، و تُوَّلِدُ ظواهر العنف والاجرام. 

 - العفو والتسامح عنوان لحضارة الإسلام

و أوضح "القادري"،  أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بالعفو والتسامح، وجعلهما عنوانا لحضارة الإسلام، وأضاف أنه لا حضارة بلا عفو ولا تقدم بلا تسامح، وزاد أن رسول الله  صلى الله عليه وسلم أقام ركائز المجتمع الإسلامي الأول على حُسن ومكارم الأخلاق، والتي منها التسامح والعفو، والحلم والصبر، وترك الغضب والانتصار للنفس، موردا ما جاء عن عقبة بن عامر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: (يا عُقبة! صِلْ مَن قطعك، وأعطِ مَن حرمَك، واعفُ عمَّنْ ظلمَك) رواه أحمد.

 وبين أن قيم التسامح و العفو تدخل في باب زكاة النفس وصدقة العرض، و أنها  من الأعمال القلبية التي ثورت نقاء النفس وحب الخير للجميع،  وأردف أن اللين في التعامل مع الآخرين، والحلم عن المسيء والصفح عنه، من أحب الأعمال إلى الله  و رسوله صلى الله عليه وسلم ، مستشهدا  بمجموعة من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية منها قوله تعالى: (وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ).

وأكد أن العفو والتّسامح خُلُقان كريمان تحتاجهما النفس البشرية لتتخلّص من كل الشوائب التي قد تعلق في القلب من أثر الأذى، موضحا أنهما القدرة على الاحترام والقبول والتّقدير للتّنوع الثريّ لثقافات عالمنا ولأشكال التّعبير وللصِّفات الإنسانيّة لدينا، وأنه بهما تتعززّ المعرفة والانفتاح والاتصال وحرية الفِكر والضمير الحي، واستطرد أنهما الوئام في سياق الاختلاف، لافتا إلى أنهما ليسا واجبًا أخلاقيًّا فحسب، وإنما واجبٌ سياسيٌّ وقانونيٌّ أيضًا.