رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«موسوعة الفلكلور الأفريقى».. رحلة معرفية متخمة بالتفاصيل لعادات وتقاليد وطبائع أفريقيا

موسوعة الفلكلور الأفريقي
موسوعة الفلكلور الأفريقي

صدر مؤخرا عن الهيئة العامة للكتاب “موسوعة الفلكلور الأفريقي” في 4 أجزاء، يصل عدد صفحات الجزء الأول  نحو 504 صفحات من القطع التوسط ترجمها نخبة من أفضل المترجمين ومن أساتذة الجامعة، وصل عددهم لـ 16 مترجما، واستغرقت ما يزيدعن 4 سنوات في جمعها، وجمعها وحررها وراجعها  محمد الجندي.

بداية  تأخذنا الموسوعة إلى تعريف معنى مصطلح فلكلور، والذي يتكون من كلمتي folk وتعني ناس، وlore، وتعني المعارف التقليدية أو الشعبية، أي أن المصطلح يعني التراث الشعبي وهو يشمل جميع أوجه الحياة، فيندرج تحت مظلة الفلكلور الفنون الشعبية والأدب الشعبي والمعتقدات والتقاليد، والممارسات والحرف والأزياء واللهجات المحلية  وأشكال التعبير الشفاهية، والأساطير والخرافات والحكايات والألغاز وأغاني الأطفال، وغيرها الكثير من مظاهر التعبير.

يلفت محمد الجندي إلى أن موسوعة الفلكور تتبنى هذه الرؤية والمفهوم العام للفلكور، وتقم في أكثر 300 مدخل مختلف أشكال التعبير في القارة الأفريقية، في مقالات موثقة كتبها خبراء في مجال الفلكلور، وتقدم الموسوعة دراسة موسعة حول الفلكور في القارة الأفريقية ومئات من الثقافات تبرز فيها التفرد إلى جانب السمات المشتركة للتراث الأفريقي.

موسوعة الفلكلور الأفريقي، على حد وصف فيليب م بيك وكوسي يانكا، "لا تقدم سوى نماذج عند تغطية الفلكلورالأفريقي شديد الاتساع والتنوع، وذلك نظرًا لاتساع مجاله، تتضمن الموسوعة على مداخل الفلكلور الحضري والريفي والرعويين والمزارعين، والنساء والرجال، والفنون البصرية والشفاهية، وغيرها.

وتحتوي موسوعة الفلكلور الأفريقي على مقالات مسح إقليمي وموضوعات مجمعة ومداخل فردية عن الشعوب المختلفة؛ مما يعرض الكثير عن قارة أفريقيا، ويقدم مقدمة جيدة للمبتدئين عن الفلكلر الأفريقي.

تتناول الموسوعة عبر الجزء الأول "الأدب الشعبي العربي في شمال أفريقيا، وتشير إلى أن الطبقات اللغوية الخاصة بالأدب في شمال أفريقيا لم تنل بعد ما تستحقة من اهتمام، ويرجع هذا إلى التأكيد بصفة عامة على الجوانب الأدبية أو الجوانب المرتبطة بعلم الإنسان في النصوص ورفض الاعتراف باللهجة العامية أو المتحولة للعامية، وصعوبة تقديم تحليل ملائم، لذلك ينبغي أن تعد الاستنتاجات التالية استنجات مبرمجة وليست قائمة على أبحاث واسعة النطاق".

وأشارت الموسوعة إلى أن الأدب الشعبي العربي "الحكايات الشعبية والملاحم والأمثال" والأغاني "عن النساء والأطفال أو الزفاف أو العمل" والشعر "سواء الشعر لدني أم شر السير الشعبية أم الهجائي أم العاطفي أو الرثائي" والفوازير وغيرها من أشكال الفنون اللفظية الأخرى.

تتألف في الواقع من عدد كبير من التشكيلات اللغوية على عكس ما يفترض عادة، لا هي عربية عامية عادية ولا هي صفحة  أدبية قياسية، ويعبر هذا عن الأشكال بوصفها مجموعة من التشكيلات المختلطة يمتزج فيها الأساسيان ويتداخلان بأساليب عديدة، ليس ضروريا أن نستخدم المكونات الأساسية صوتيا وصرفيا وبنائيا ومعجميا وما ينبغي أن تكون في النوعين الأساسسين وهي تسهم في صياغة تركيبة متعددة الأشكال لنوع ثالث.

 تأخذنا الموسوعة من الأدب إلى العمارة الأفريقية  التقليدية والتي توصف دائما بأنها ليست أكثر من مجموعة من الأكواخ الطيبنية الصغيرة، وهذا تعميم لا يقبله الباحثون هنا، فإن منازل الأفارقة ليست أبنية بسيطة كما قد يبدو من الخارج، فالأبنية ذات الجدران اللبنية يمكن أن تتنوع على نحو ملحوظ في الحجم والشكل أو الزخارف حتى داخل المجموعة العرقية الواحدة.