رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«الطائفة».. فلسفة اللحظة في العدم والوجود من داخل محطة قطارات الإسكندرية

غلاف رواية الطائفة
غلاف رواية الطائفة

أصدرت الكاتبه "جيلان الشمسي روايتها الأحدث "الطائفة" والتي تقع في مائتان وخمسة عشر صفحة من القطع المتوسط وفيها تسبح الساردة عكس تيار الكتابة المعتادة فيما يخص آليات سرد الحكاية/ القصة، والأحداث والتي تبحر من خلالها "الشمسي" في أغوار النفس وذوات تتعدد تفاصيل علاقتها بنفسها وتلك الهواجس المرتبطة بالرحيل وهذا منذ أن تمسك "كارما" بخيوط الرواية حيث الرؤية الغائمة في المقهى، تحيل الروائية إلى كائم مخاتل بالضوء والأترية ولكنها تتماهى مع المكان استسلاماً للدفء وتوسعا في قنص اللحظات الحميمية مع الأمكنة والفراغ بشكل حسي تطعمة رؤية الكاتبة للحقائب في محطة القطار الذي تتفت وتستطييل الدراما من خلاله، في السفر والتوديع والوحشة مع مرايا تتعدد بصور ممقوتة لشاشة التلفاز".

 جيلان الشمسي  تغوص في روايتها بثمة تيمات تتأرجح مابين العيني والحسي والواقعي لترصد نظرات الحسرة والانتظار والقلق من داخل محطة الأسكندرية كبداية للإلمام بالعالم مع صياح أصوات تمثل أطياف جمة للبراءة والإمتلاء والنقصان ممثلة في صخب الأطفال الضاحكة لتطفو آليات تحريك الأحداث من خلال تهشيم عوالم الصورة الملحة لإعلام كاذب ومخادع يرمي بصور تتعددبألوان حمراء دموية تتسلل من شاشة المحطة حتى تملأ فراغات المكان بالدم وقن أن تحركت الأحرف فوق الشاشةمع امتزاجها بصوت زغيق وصفير القطارات وقت التدافع في الزحام الشديد، وكأن الكاتبة / الساردة / الراوية مصرة بجماليات الحكي، على إظهار عزلة البشر ووحدتهم حتى في وسط النهار وتوتراته أو الليل وغيومه.

جيلان التى فازت من قبل بجائزة ”ساويرس"2020 العام  عن مجموعتها القصصية "كأن تنقصه الحكاية" لم تزل تراهن على العكوف والثبات على عالمها السردي في صمت وبراح بعيدا عن ثمة جلبة أو صخب إعلامي ورغم ذلك تتفرد رؤيتها الفلسفية/ الوجودية، فيما يخص دور الكاتب في تهشيم آليات الكذب في الواقعي والحياتي والمعيشي، مع رؤى حلمية مدفةعة من واقع ووقائع في غاية الحميمية والدهشة ويظهر ذلك في بعدها الدائم عن وسائل السوشيال ميديا . 

وهي المولودة بمدينة الإسكندرية في العام 1986، وحاصلة على بكالوريوس الهندسة من جامعة الاسكندرية 2008 ثم بكالوريوس الفلسفة من جامعة " لندن" بانجلترا وهذا ما يظهر بوضوح ودفة في ثمة تيمات أو عتبات بنائية وجمالية في جوهر وشكل وبنية السرد عند الكاتبة سواء في قصصها او روايتها..جيلات صدر لها من قبل "يوما ما سأكون شمساً قصص- عن نفس الدار، العين للنشر وسبق لها الحصول على "منحة الصندوق العربي للثقافة والفنون - أفاق، لدعم الفنانين.