رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

إزاي اتصرف مع طفلي الأول بعد تأثره نفسيًا بالمولود الجديد؟ طبيبة نفسية تجيب

المولود الجديد
المولود الجديد

رغم أن استقبال مولود جديد يعد بمثابة حدث سعيد للأسرة بل والعائلة ككل، إلا أنه يعتبر أمرًا مزعجًا للغاية بالنسبة للطفل الأول إذا لم يتم التمهيد له منذ الحمل بقدوم أخ\أخت جديدة له. وما يزيد من الأمر سوءً، أن يكون الطفل الأول أقل من 3 سنوات حيث يفضل الطفل في هذا العمر أن يكون المدلل الوحيد لأبويه وعائلته بأكملها. وبالطبع، يتأثر الطفل الأول سلبيًا بقدوم المولود الجديد لأنه يشعر وكأنه تم سحب البساط من تحت قدميه. فبعد أن كان محط اهتمام الجميع بلا منافس، أصبح الآن في معركة مع المولود الجديد على المحافظة على هذا الدلال والاهتمام من أسرته.

لكن، ماذا يجب أن يفعل الأبوين والعائلة مع الطفل الأول إذا تأثر نفسيًا بشكل سلبي بسبب قدوم المولود الجديد؟ تحدثت الدستور مع الدكتورة وفاء محمد فتحي - أستاذ الطب النفسي بجامعة الأزهر - لتجيب عن هذا التساؤل وتوضح لكل أسرة تعاني من هذا الأمر الأساليب التي يجب اتباعها لعلاجه.

وقالت (فتحي) للدستور أنه “يجب اتباع أساليب الوقاية من غيرة الطفل الأول وتأثره النفسي بقدوم مولود جديد منذ الحمل. لذا يجب على الأم أن تمهد للطفل الأول فكرة قدوم أخ\أخت جديدة وتحفزه على انتظاره من خلال قول عبارات مثل أنه سيلعب معك؛ لن تعد بمفردك بعد أن يأتي وهكذا. كما أنه من الأفضل أن يشتري الأبوين ألعاب للطفل الأول ويخبرانه أن المولود الجديد هو الذي جلبها له لكي يلعب معه بها عند مجيئه”.

وتابعت “أن المولود الجديد في أول 3 أو 4 أشهر من عمره لن يتفهم ما يدور حوله فهو لا يرغب سوى في التغذية والنوم. لذلك يجب على الأم أن تعزز من اهتمامها بطفلها الأول وتدلله أكثر ولا تولي كل اهتمامها للمولود الجديد. كما أنه يفضل أن تخرج معه في نزهات مخصصة له حتى لا يشعر بأنه تم سحب البساط من تحت قدميه وإعطائه للطفل الجديد خاصة أن يراه دائمًا ما يلازم الأم وينام بجوارها”.

وأضافت “أن الأب يجب أن يكون له دور فعال أيضًا في هذا الأمر، وذلك من خلال إعطاء اهتمام مكثف للطفل الأول وشراء الألعاب له وأخذه في نزهات وتدليله بشكل غير مفرط”.

وأشارت (فتحي) إلى أنه “في حالة محاولة الطفل الأول اللعب مع المولود الجديد أو التقرب منه يجب على الأم أن تحفزه على ذلك ولا تنهره أو تجعله يبعد عنه من باب الخوف على المولود الجديد. بل من الأفضل أن تحفزه على التقرب من أخيه وإرشاده إلى الطريقة الأفضل للتعامل معه والتركيز معهم بشكل مستمر حتى لا يتسبب الطفل الأول في إيذاء المولود الجديد دون أن يشعر. ويعد هذا الأمر مفيدًا جدًا للطفلين، فهنا الطفل الأول سيشعر بالمسئولية تجاه أخيه وسيحبه أكثر، كما أن المولود الجديد سيشعر بحب وحنو أخيه الأكبر عليه وهو ما سيعزز من العلاقة بينهم”.

واستكملت حديثها قائلة “من الأفضل أن تجعل الأم طفلها الأول يتحمل المسؤولية البسيطة تجاه أخيه الجديد. فيمكن أن تطلب منه أن يجلب لها (البامبرز) للتغيير للمولود الجديد على سبيل المثال. فضلًا عن أنها يمكن أن تطلب منه أن يلاعب أخيه حتى لا يبكي أو أن يجلس بجانبه ليشعر بتواجده معه حتى تنجز الأم مهامها وهكذا”.

وأوضحت “أنه إذا تأثر الطفل نفسيًا بشكل سلبي بعد كل هذا، فيجب أن تجلس الأم مع نفسها وتبحث عما قصرت به مع تفهمها أن هذا الأمر يمكن أن يصل إلى شعور الطفل الأول بالمرض الجسدي وعدم رغبته في ممارسة الأشياء التي كان يفعلها من قبل كالذهاب إلى الحضانة أو زيارة أحد الأقرباء بدون الأم على سبيل المثال. وهنا، يجب أن تتفهم الأم نفسية طفلها وتتناقش معه بكل هدوء وبدون عصبية وتكثف من تعبيرها عن حبها له حتى يكتسب ثقته بنفسه من جديد ويشعر بعدم الغيرة من المولود”.